قال سألته هل هو قرحى أو قرحا منون فقال لي قرحا منون ألا ترى أن بعدها وعادت بهارا قال يعني أن بهارا جمع بهار وقرحى جمع قرحة ثم اطنب في الثناء على المتنبي واستغرب فطنته لآجل هذا .
وبيان ما ذكرت في الاية أنها متضمنه لقسمين قسم الظلال وقسم التذكير فأسند الفعل الثاني إلى ظاهر حيث أسند الآول ولم يوصل بضمير مفصول لكون الاول لازما فأتى بالثاني على صورته من التجرد عن المفعول ثم اتى به خبرا بعد أعتدال الكلام وحصول التماثل في تركيبه .
ولو قيل إن المرفوع حرف لكان أبلغ في المعنى المذكور ويكون الآخير بدلا او نعتا على وجه البيان كأنه قال إن كان ضلال من إحداهما كان تذكير من الآخرى وقدم على الاخرى لفظ إحداهما ليسند الفعل الثاني إلى مثل ما أسند إليه الآول لفظا ومعنى والله أعلم السادس عشر كون ما يصلح للعود ولم يسق الكلام له .
كقوله رسل الله الله أعلم وكقول الشاعر ... تبكي على زيد ولا زيد مثله ... برئ من الحمى سليم الجوانح