كان بعض الشيوخ يقف على ما قبلها في جميع القرآن ويقول إنها للمهملة والتراخي قلت : ولا تطرد هذه القاعدة وإنما تتجه في بعض الأحوال كقوله تعالى : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا } وكقوله { ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه } وكذا قوله تعالى : { إنما أمرهم إلى الله ثم } { ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم } و { ثم آتينا موسى } وكذا في آل عمران { يولوكم الأدبار ثم } هذا كله وقف كاف متعلق بما بعده من جهة المعنى فقط والبداءة بثم .
وأما قوله تعالى في براءة : { أو مرتين ثم } وفي الإسراء { لمن نريد ثم } و { بما كفرتم ثم } و { ضعف الممات ثم } { بالذي أوحينا إليك ثم } كل هذا لا يتعمد الوقف عليه لأنه لا يتم المعنى إلا به ولا يقع المراد بدونه