آيةالله اراكي:

للحركات الناشطة في العالم الاسلامي تطلع واسع الى حوزة قم

للحركات الناشطة في العالم الاسلامي تطلع واسع الى حوزة قم

افاد مراسل وكالة رسا للانباء، انه اقيمت في قم المقدسة الندوة الاولى لعلماء ومدراء الحوزات العلمية للبلدان العربية حول مقتضيات ومتطلبات الحوزة الثورية والبانية للحضارة على الصعيد الدولي وذلك بمشاركة جمع من كبار الشخصيات الدولية في العالم الاسلامي. 

وصرح كاحد المشاركين في هذه الندوة، امين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، سماحة الشيخ آية الله محسن اراكي بان من القضايا الملفتة للانتباه في الحوزة العلمية المعاصرة هو التطلع الواسع من قبل الحركات الناشطة في العالم الاسلامي الى الحوزة العلمية في قم. فكما تعلمون ان الحركة الفكرية في الحوزات غير الشيعية يمكن ان نعتبرها اشرفت على الزوال. فعلى سبيل المثال ان في مصر لا توجد حركة علمية فكرية منتجة كما انه لا يوجد ذلك في لبنان او سورية مثلا انتاج علمي جديد يخص العالم الجديد وتطلعاته لكن الحوزة العلمية في قم قطعت خطوات كبرى جدا في هذا المجال. فيؤسفني ان اسمع ان بعض اصحاب المنابر يتهجمون على الحوزة العلمية في قم يصفونها متخلفة بيد ان الواقع غير ذلك بل انتاجها عظيم جدا الا ان الفرصة لم تتح لظهور انتاجها.

واكد امين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بان هناك خللا في علاقة الحوزة العلمية بالجامعات الداخلية والخارجية فيجب ان يقوى التواصل فيما بينها. فلا بد للجامعات ان تتعرف على انتاجات الحوزه العلمية في شتى المجالات فروعها و اصولها. فمثلا ان الانتاج الفلسفي في هذه الحوزة انتاج باهر من دون ان نريد ان نقلل من اهمية الانتاج الفلسفي الذي قام به علمائنا السابقين لكن الانتاج الذي يقوم به اساتذه الحوزة العلمية لايقل اهمية قوة في مختلف المجالات الفلسفية ونظيره في الفقه والاصول والمنطق ايضا بحيث لايوجد مثيله في باقي المراكز العلمية. فمثلا ادخال مصطلح هرمينوطيقا في الحوزة العلمية غيرصحيح لان علم منطق الدلالة الذي يقوم الاساتذة بتدريسه و تبيينه هو الكفيل بتبيين القضايا ذات الصلة بهرمينونطيقا وغيرها.

وتابع سماحته: ان مستوى العلمي في البلاد حسب تجربتي في الخارج، يفوق بكثير على ما عند الغربيين من علوم. فانا اذا دخلنا في كل ساحة من العلوم الانسانية فالغلبة لنا شريطة ان نثبت فيها لان الانتاج الحوزوي الموجود هو نتيجة ما وصل الينا من علوم آل البيت عليهم السلام. فما انتجته الحوزة العلمية طيلة اربعين عاما من عمر الثورة الاسلامية يفوق كل ما انتجته الحوزة العلمية الشيعية كل التاريخ من دون اي مبالغة الا ان الحوزة العلمية في قم لحد الآن ما استطاعت ان تجمع كل انتاجاته في مركز واحد فان معرفته وتطويره رهين تجميعه كما ان تسويق الانتاج باعتباره خطوة اهم من نفس الانتاج. فنحن بحاجة الى تسويق الانتاج على مستوى الفلسفي والاصولي و خاصة الادب العربي، لان المفروض ان الحوزه العلمية في قم تصبح قاعدة ورائدة للادب العربي الا انه لم يتطور هذا المجال في هذه الحوزة لتقوية البنية العلمية.