وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
ثقات الإسلام
۱۳۹۷/۱۰/۰۲ ۱۰:۴۲ 1669

ثقات الإسلام

 

 

ثقات الإسلام

محمود البغدادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

الوحدة عنوان الإخلاص في الإيمان، والصدق في التعامل إذا كانت في البيت الإسلامي دوافع للخلاف، فإن ثمة دوافع للوحدة أشد وأكثر.

لقد تنازع المسلمون حول تشخيص الخليفة حتّى ضاعت منهم الخلافة، فلا هي إلى هؤلاء ولا هي إلى هؤلاء.

إذا كان التاريخ قد تخدث عن وجود خلاف بين علي ـ عليه السلام ـ وبين الخلفاء الثلاثة حول الأحقية بالخلافة، فإنه تحدث وبصورة أكثر تفصيلاً بأن الإمام علياً قد أسدى لهم الخطط السديدة والأفكار القويمة في سبيل إرساء دقة الحكم الإسلامي ومحاربة العدو المرتبص من الامبراطويتين العظيمتين.

كما أن الخلفاء الثلاثة قد نقلوا عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ أحاديث شتى في مناقبه ومزاياه، وقد أبدوا إعجاباً باهراً بشخصيته الإسلاميّة ومن منا لم يكن قد بلغه: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن علي، وكذلك لو لا علي لهلك عمر؟ ولقد كان علي بن الحسين

(526)

زين العابدين والحكم الأموي على طرفي نقيض، ولكن ذلك لم يمنعه أن يزود عبد الملك بنظام نقدي جديد لما هدد الامبراطور الروماني بقطع النقد عن المسلمين.

وان دعاء الثغور دعاء متواتر عن زيد العابدين ـ عليه السلام ـ ، وصيانة الثور تعني صيانة حدود الدولة الإسلاميّة ، وشرف المسلمين عموماً.

وهذا المقداد بن الأسود الكندي، وأبو ذر الغفاري كانا صريحين بأحقية الإمام علي بالخلافة، وعلى الرغم من هذا فإنهما قد اشتركا في فتح مصر، والخليفة آنذاك عمر بن الخطاب، وما ذاك إلاّ لأن العدو مشترك.

رأي في المنهج الوحدي:

إنّ الوحدة ما بين المسلمين بصورها كافة مطالب إسلامي، وحاجة أخلاقية ملحة، ولكن يصعب تطبيق بعض صورها حالياً، وإن المستقبل لكفيل بذلك إنّ شاء الله تعالى، غير أن ذلك من الممكن عملياً في المرحلة الحالية، وإن كان يحتاج إلى سعي جاد، وتظافر الجهود.

أولاً: وحدة الخطاب السياسي مقابل الخطاب السياسي للإمبريالية والصهيونية، وكل من يعادي الخط الإسلامي العام.

ثانياً: وحدة الجهاد ضد العدو الإسرائيلي الغاصب وكل من يهاجمنا.

ثالثاً: وحدة الأعلام، أي أن يكون إعلامنا موجهاً لنشر الإسلام من زاوية، ولإحباط مؤامرات أعداء الإسلام من زاوية ثانية، بمعنى أن يكون أعداء الدين الإسلامي هم معرض ضرباتنا الإعلامية، لا أن يكون بعضنا لبعض دريئة للسهام الإعلامية.

رابعاً: وحدة مكافحة التعصب المقيت باسم مذهب من المذاهب.

(527)

خامساً: وحدة مكافحة الغلو بالمناقب والفضائل.

أيها المؤتمرون الكرام:

إنّ التآخي ما بين المسلمين، والتقارب ما بين المذاهب من الممكن جداً أن يتحقق على الصعيد الواقعي، بيد أن مشكلتين كبيرتين تحولان دون ذلك، وهما مشكلة تعصب عدد من كلّ مذهب من المذاهب، ومشكلة الغلو بالفضائل والمناقب.

إنّ التقارب أو الوحدة عند الّذين يتباينون بوجهات النظر والفكر ميسر جداً فيما إذا كانوا يسيرون سيرة طبيعية، أو يفكرون تفكيراً طبيعياً، ولكن التعصب من جهة، والغلو من جهة أخرى، ملا كانا أمراً غير طبيعي، فإنهما يكدران صفو الإخاء، ويدعوان إلى التفرقة والتشرذم.

العلم والوحدة:

العلم سلاح ذو حدين، من الممكن استخدامه لبث التفرقة والتشتت، ويمكن استخدامه لنشر أجنحة الوحدة والتآلف.

يمكن استخدامه لبث التفرقة والتشتت باعتبار أن النفسيات المريضة إذا ما حصلت على العلم فإنه يغرس في ساحاتها الغرور والاستعلاء على الآخرين، وعلى الحق ذاته، وينبت فيها التعصب لفكرة ما، وإن اتضح له عدم صحتها، كما أن العلم يدعو أحياناً إلى كتمان الحقيقة وستر الواقع، وهذه جريمة كبرى على الحق والعلم.

إنّ بقاء الإنسان جاهلاً أهون بكثير من جحوده الحقيقة، وبعبارة أخرى أريد أن أقول: ليس الراغب عن العلم بأعظم جناية ممن علم فكتم علمه.

إنّ التاريخ السياسي العام يحدثنا عن وقوع كثير من الفتن والصراعات الشديدة عن طريق عدد من حملة العلم والمعرفة، ولقد قال تبارك وتعالى: ﴿... فما اختلفوا إلاّ من

(528)

بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم...﴾([1]).

ويمكن استخدام العلم لنشر أجنحة الوحدة والتآلف فيما إذا كان حملته أصحاب أفق رحيب ونفوس كريمة، وممن جاهدوا لجعل المسلمين بمنآى عن التفرقة والاختلاف، ودافعوا الشبهات عن الآخرين، وبثوا وهج المحبة ما بين القلوب، واستعاضوا بالإخاء عن الجفاء، ونبهوا بطرق شتى إلى ضرورة وحدة الصف.

إنّ البحوث العلمية التي تستطيع أن تقوم بهذه الأدوار الوحدوية كثيرة جداً، وآمل أن يكون هذا البحث سبيلاً من السبل الوافرة للوحدة والتقريب ما بين المذاهب.

البحث ينصب حول قاسم من القواسم المشتركة ما بين المسلمين، وهو وجود رواة قد وثقوا من قبل مختلف الأطراف، واعتمدهم علماء الرجال والحديث والفقهاء الأعلام من مختلف المسلمين.

دعوة إلى الانفتاح ورفض الجمود:

أيها المؤتمرون الكرام: انكم تعلمون أن القواعد العلمية لمختلف صنون العلم قابلة للمناقشة والأخذ والرد.

إذن من الضروري أن لا نأخذها أخذ التسليم لها والعبادة في محاريبها، بل أن نعيد النظر فيها لينتهل منها كلّ ما ينفع ويرفض كلّ ما هو ضار، وليس كلّ ما قاله العلماء والمفكرون والفلاسفة السابقون يجب أن يكون صحيحاً ومطابقاً للإسلام.

إنهم بشر أمثالنا يخطئون ويصيبون، فلا ينبغي أن نستلهم منهم إلاّ ما كان صالحاً للاستلهام وجديراً بالفائدة.

علنيا أن نطرح تلك المعلومات والأفكار التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف جانباً.

(529)

علنيا أن نطرح جانباً تلك المعلومات والأفكار التي تشهر سيف التعصب والتطرف.

إنه ليس كلّ شيء يسمى علماً جيداً ومحبذاً.

إنّ من العلم ما هو كذب وتزوير.

وإن من العلم ما هو قائم على الاحتمالات والأوهام.

وإن من العلم ما هو زيغ وانحراف.

إذا كان من الضياع أن تنكشف للإنسان أخطاؤه بعد حين طويل، فإن من الأكثر ضياعاً أن يموت الإنسان حاملاً معه تلك الأخطاء، ونستسيغ الاستفادة من الفلسفة الحديثة شيئاً حول موضوعنا، إنها تجعل الحقيقة Veritas على قسمين:

أحدهما: الحقيقة المنطقية: وتعني وتعني تطابق الفكر مع الشيء.

والآخر: الحقيقة الوجودية: وتعني تطابق الشيء مع الفكر المعياري الذي يحكم عليها.

ولقد سبق الإمام علي إلى هذا المضمون الفلسفي قائلاً:

«اعرف الحق تعرف أهله»

إنّ الكثير الكثير من أفكارنا ومعلوماتنا نطبقها على الأشياء ـ ويا للأسف ـ في الوقت الذي يجب علينا فيه تقييم الأشياء، وإعطاء نظرة معية لها بمقدار انطباقها على الفكر المعياري، والمقياس الصحيح.

علماً بأنه لابد أن تكون معاييرنا ومقاييسنا معايير ومقاييس علمية، صحيحة المستند، نقية المحتوى، سليمة الاتجاه.

كم هو جميل ونافع أن نتجنب الحكم السابق Prevention على الأشياء والأفكار والأشخاص.

(530)

إنّ الحكم السابق على الأشياء قد ظلم الفكر والعلم وأناسي كثيراً.

أيها الأخوة المؤتمرون الكرام:

أود أن أنقل لكم أبياتاً قلتها حول الوحدة مما يجيش بالخاطر:

وانطلقت أجنحة الحب وتغني في الملأ الأعلى وتنادينا فرداً فرداً يا وحدتنا إنا جيل الوحدة صدق وسلام قد نعبت غربان الدنيا وعنادلنا طفقت تشدو لولا فرقتنا ما هاجت لولا فرقتنا ما ضاعت الدين إخاء ووداد المسلم للمسلم حصن المسلم للمسلم عين

تتراقص في الأفق الرحب أغنية القلب إلى القلب يا وحدتنا هبي هبي لم تخدعه نقوش الغرب والفرقة داعية الحرب تدعو للفرقة والريب أنشودة للفرقة والريب تقتلنا ذؤبان الصرب منا القدس ضياع اللب قد ضم العجم إلى العرب شيده الله من الصلب وفؤاد ينبض بالحب

وأخيراً.. نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير للسادة الأفاضل القائمين على المؤتمر لجهودهم المتتالية التي يبذلونها في سبيل التقريب ما بين المذاهب، وإماطة العقبات التي تحول دون تحقيق الوحدة الإسلاميّة ونسأل المولى القدير أن يكلل جهودهم بالفوز والنجاح، وأن يأخذ بأيديهم، وأيدي جميع المخلصين لما يحب ويرضى، إنه نعم المولى ونعم النصير.

أبو رافع أسلم أبو إبراهيم القبطي:

من خيار أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ومن أول من ألف كتاباً في الفقه الإسلامي وهو كتاب «السنن والأحكام والقضايا».

وكان أبو رافع مولى العباس بن عبد المطلب ـ رضوان الله عليه ـ فوهبه للنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فلما بشر رسول الله بإسلام العباس اعتقه.

شهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ حرب أحد والخندق وما بعدهما من المشاهد وكان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل ولكن كانا يخفيان ذلك زوجه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ سلمى مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع، هاجر الهجرتين ؛ الأولى مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة والثانية مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى المدينة المنورة.

خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى الناس فقال: «يا أيها الناس من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي(وأهلي) » يقول المؤلف ـ عفا الله عنه ـ من قصيدة:

«وحسبك من قوم كرام أصادقٍ أبو رافع القبطي منهم اسلم»

لما بويع علي ـ عليه السلام ـ بالخلافة وخرج إلى العراق توجه معه أبو رافع ملازماً إياه ملازمة الظل وشهد معه حروبه وكان عمره يوم توجه إلى العراق خمساً وثمانين سنة.

وكان صاحب بيت مال المسلمين بالكوفة.

كان ولداه علي وعبيد الله م أصفياء علي ـ عليه السلام ـ وكانا كاتبين عنده.

عن عبيد الله بن علي عن جدته سلمى: قالت رأيت عبدالله بن عباس معه ألواح يكتب عليها عن أبي رافع شيئاً من فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ([2]).

(532)

أقول: إنّ رجلاً يكتب عنه حبر الأمة ابن عباس شيئاً من فعل رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ولا سيما أن معه ألواحاً قد أعدها للكتابة عنه لهو رجل ذو نصيب وافر من العلم والفقه والصدق والأمانة.

الروايات:

روى أبو رافع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلي ـ عليه السلام ـ وعبدالله بن مسعود.

وروى عنه أولاده الحسن، رافع، عبيد الله، والمعتمر «ويقال المغيرة» وسلمى، وأحفاده، الحسن، وصالح وعبيد الله كما روى عنه علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ وسليمان بن يسار وعمر بن الشديد الثقفي وأبو غطفان بن ضريف المري وشر حبيل بن سعد وأبو سعيد المقبري.

أسد الغابة 1: 77 الطبقات المصادر الكبرى 4: 73 معجم رجال الحديث 1: 75 أعيان الشيعة 2: 104 فهرست النجاشي سير أعلام النبلاء 2: 16 رجال السيد بحر العلوم 1: 203.

المعجم الكبير للطبراني 1: 370 السنن الكبرى 2: 251 مصابيح السنة للبغوي 1: 126 أمالي الشيخ الطوسي: 365.

المستدرك على الصحيحين للحاكم 1: 108، 109، 262، 354، 362، 404 ؛ 2: 311، 391، 3: 91، 179، 183، 189، 321، 322، 323، 325، 598، 4: 112.

 

أبو إسحاق السبيعي(ت 127 ـ 128 هـ):

عمرو بن عبد الله بن علي السبيعي، وسبيع بفتح السين حي من قبيلة همدان القحطانية.

من فقهاء العراق وعلمائه الأكابر، جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة صادق اللهجة،

(533)

مؤرخ كثير العبادة كثير الرواية.

اختلف في تاريخ مولده فقيل قبل مقتل عثمان بن عفان بسنتين وقيل في الليلة التي قتل فيها لعي ـ عليه السلام ـ والأول أدق وأنسب في الأخبار.

عده الشيخ أبو جعفر الطوسي من أصحاب الصادق ـ عليه السلام ـ.

وفي الكنى رقم 2 من أصحاب الحسن ـ عليه السلام ـ.

وفي الكنى رقم 24 من أصحاب علي ـ عليه السلام ـ.

ولقد أدرك أبو إسحاق إمامة الصادق ـ عليه السلام ـ في الخلافة الأموية ومات سنة

(127 أو 128) هجرية وقيل غير ذلك.

ولا ينبغي عده من أصحاب أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ فتأمل في ذلك.

تقديم:

قيل لشعبة بن الحجاج، أسمع أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: وما كان يصنع به هو أحسن حديثاً من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين(المقصود الحسن البصري) وعد ابن حبان أبا إسحاق من الثقات.

وقال المامقاني في تنقيح المقال... فالرجل في أعلى الحسن بل ثقة على الأظهر.

قد احتج به أصحاب الصحاح الستة.

وقال الذهبي: شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها... وكان من العلماء العاملين ومن جملة المحدثين.

الروايات:

روى أبو إسحاق عن عبد الله بن عباس وعدي بن حاتم الطائي والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسليمان بن صرد الخزاعي وعلقمة بن قيس النخعي وكميل بن زياد النخعي وصلة بن زفر العبسي وعمرو بن شر حبيل الهمداني وعبيدة السلماني

(534)

وشريح القاضي وعبدالله بن عتبة بن مسعود.

ولقد روى عن الإمامين الهمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق ـ عليهما السلام ـ.

وروى عنه أيوب بن الحر والحكم بن محمّد وأبو المقدام والزهري وقتادة بن دعامة السدوسي وسليمان الأعمش وسفيان بن عيينة ومنصور بن المعتمر والحسين بن واقد وقيس بن الربيع وشريف القاضي.

المصادر:

معجم رجال الحديث 13: 111، المعرفة والتاريخ 2: 621، شذرات الذهب 1: 174، الجرح والتعديل 6: 242، ثقات ابن حبان 5: 177، البداية والنهاية 10: 28، تنقيح المقال 2: 333 ـ 334، سير أعلام النبلاء: 592، الكامل في التاريخ 5: 34. أمالي الشيخ المفيد: 132، 234، 260، 270، 293، 318، 333، 351، وأمالي الشيخ الطوسي: 397، 398.

البحار 1: 210، 5: 253، 23: 54، 32: 595، 36: 289، 37: 167، 37: 323، 39: 189، 40: 304، 42: 223، 44: 310، 3: 330، 9: 189، 23: 218، 35: 287، 37: 40 37: 168، 37: 330، 40 93، 42: 192، 43: 362، 4: 265، 22: 196، 27: 80 35: 356، 37: 123، 37: 108، 38: 87 40 129 42: 204، 44: 260.

أبو ذر الغفاري(ت 32 هـ):

جندب بن جنادة بن كعيب بن صعيد بن وقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار وفي اسمه واسم أبيه وبعض أجداده خلاف.

 من أعاظم أصحاب نبينا ـ صلى الله عليه وآله ـ، عالم فقيه حكيم، وقد بلغ منزلة عليا من الصدق والزهد والورع والتوى ولقد كان من أوائل المسلمين، قيل إنه خامس خمسة وقد أعلن

(535)

إسلامه بمكة فكان يضرب على ذلك فلا يرتدع ويستنقذه العباس بن عبد المطلب t.

وقد نبذ الأصنام والأوثان منذ الجاهلية، ويعد من الموحد بن آنذاك.

عن نجيح أبي معشر قال: كان أبو ذر يتأله بالجاهلية ويقول: لا اله إلاّ الله ولا يعبد الأصنام.

أبو ذر أول من حيا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بتحية الإسلام.

لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وصية([3]) طويلة جداً لأبي ذر، وفي كلّ جملة من هذه الوصية «يا أبا ذر».

عاد أبو ذر إلى بلاده بعد إسلامه داعية إلى الله ورسوله وهاجر بعد ذلك إلى المدينة المنورة.

كان قائد بني غفار في فتح مكة وكذلك في معركة حنين.

بايع أبو ذر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ على أن لا تأخذه في الله لومه لائم.

وكان شديداً في الحق صارماً لا يحفل بالموت ولا يعبأ بالحياة، عزوفاً عن الدنيا، بعيداً عن زخارفها، وهو القائل: لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى حلقه، على أن أترك كلمة سمعتها من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ لأنفذتها قبل أن يكون ذلك

وكان أبو ذر معروفاً بالشجاعة والإسلام، ولما كانت شجاعته في الإسلام أكثر شهرة لذا نكتفي بذكر الخبر هذا عن شجاعته في الجاهلية.

عن خفاء بن إيماء بن رحضة قال: كان أبو ذر رجلاً يصيب الطريق وكان شجاعاً ينفرد وحده بقطع الطريق وبغير على الصرم([4]) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ.

ذكر ابن شهر آشوب أن أبا ذر ثاني اثنين صنفا ف الإسلام.

(536)

تقييم:

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في الحديث المشهور «ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر».

وقال ـ صلى الله عليه وآله ـ: أبو ذر في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده وورعه.

وفي المكانة العليا لأبي ذر في الإسلام، ومقامه عند رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ما يغني عن مدح المادحين، وثناء المعجبين، ولكننا ننقل غياً من فيض مما قيل فيه للاستئناس بذلك ولأداء بعض حق أبي ذر علينا.

قال الشيخ الطوسي: «إنّ أبا ذر أحد الأركان الأربعة».

وقال أبو نعيم: «العابد الزهيد، القانت الوحيد، رابع الإسلام ورافض الأزلام، قبل نزول الشرع والأحكام... لم تكن تأخذه في الحق لأئمة اللوام ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام، أول من تكلم في علم البقاء والفناء».

المصادر:

ثقات ابن حبان 3 55 الطبقات الكبرى لابن سعد 2: 352، أمالي الشيخ الصدوق: 388 و389.

وصحيح مسلم، 61 ك 1، ح 116 ـ 84، ك 1، ح 136 ـ 106 ك 1، ح 171 ـ 163 ك 1، ح 2636، 178 ك 1 ح 291، 292 ـ 190 ك 1، ح 314، 315 ـ 990 ك 12، ح 30 ـ 2300 ك 43 ح 36 ـ 2514 ك 44، ح 182، 183 ـ 2625 ك 40، ح 142، 143 ـ 2626 ك 40، ح 144 ـ 2731 ك 48، ح 84، 85 ـ 3033 ك 54 ح 34.

ومصنف عبد الرزاق الصنعاني الحديث 64، 912، 913، 916، 1078، 2401، 2403، 2404، 245، 2406، 3561، 3780، 3781، 3782، 4224، 5589، 2920، 6865، 7709، 7874، 10149، 14884، 16117، 20203، 20282.

(537)

أم سلمة (ت 61، 62، 63):

هند بنت أبي أمية، وهو سهيل أو حذيفة المعروف يزاد الركب([5]) بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومخزوم حي من قريش.

أم المؤمنين، هاجرت الهجرتين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة، وكانت من أفضل النساء رأياً وعقلاً وعفة وجمالاً ثقية زكية طاهرة، ولها من رسول الله محل عظيم.

كانت زوج الصحابي الجليل أبي سلمة المخزومي ـ رضوان الله عليه ـ ولما توفي إثر جراحة أصابته في سبيل الله تزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ سنة أربع من الهجرة.

عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: «سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول: وأعقبني خيراً منها، فعل الله ذلك به» قالت فلما توفي أبو سلمة قلت ومن خير من أبي سلمة، ثم قلتها «إنا لله وإنا إليه راجعون» فأعقبها الله رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ فتزوجها.

وكانت قد ولدت لأبي سلمة زينب وسلمة وعمر.

روى إسماعيل بن نبيط عن شهر بن حوشب قال أتيت أم سلمة أعزيها بالحسين وهذا الخبر، إضافة إلى خبر مسلم في صحيحة أن عبدالله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد ليد لان بوضوح على أن أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ لم تنتقل إلى الرفيق الأعلى سنة تسع وخمسين كما عليه الخبر الشاذ، وإنّما سنة(61 هـ) أو ما بعدها، على أن الأخبار في هذا الأمر لم تقتصر على الخبرين اللذين ذكرناهما قال الحافظ الذهبي «وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين، عمرت حتّى بلغها مقتل الحسين الشهيد،

(538)

فوجمت لذلك، وغشي عليها، وحزنت عليه كثيراً، ولم تلبث بعده إلاّ يسيراً وانتقلت إلى الله».

الروايات:

أم سلمة كثيرة الرواية، وذكر ابن حزم في أسماء الصحابة الرواة أن هلا ثلثمائة حديث وثمانية وسبعين حديثاً(378).

هذا وقد اتفق البخاري ومسلم على أن لها ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثلاثة عشر.

روت أم سلمة ـ رضوان الله عليها ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وعن فاطمة الزهراء عليها السلام وزوجها أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

وروى عنها عمر بن أبي سلمة ابنها، وزينب بنتها، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن رافع، وعلي بن الحسين زين العابدين، وابنه محمّد الباقر عليهما السلام، ومجاهد والشعبي، وعطاء بن يسار ب، وسعيد بن المسيب وشقيق بن سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، وذكوان أبو صالح السمان وعبد الله بن وهب بن زمعة، وعبدالله بن عمر، ونافع مولى ابن عمر، وأبو عبدالله الجدلي، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، ومسروق بن الأجدع، وعروة بن الزبير، وفاطمة بنت المنذر، وقبيصة بن ذؤيب، وسلمى البكرية، وهند بنت الحارث، وسفينة مولى أم سملة وناعم مولاها أيضاً وكريب مولى عبدالله بن عباس ومقسم مولاه أيضاً.

المصادر:

تهذيب التهذيب 1: 187، تقريب التهذيب 1: 48، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام 323، 341، أعيان الشيعة 2: 455، سير أعلام النبلاء 1: 389، أسد الغابة 1: 49، المستدرك للحاكم 3: 302، الخصال 75: 461، مصنف عبد الرزاق الصنعاني، الحديث

(539)

957، 959، 1385، 2004، 2460، 4970، 5949، 5990، 6040، 11155، 11717، 13168، 13363، 14652، 17013، 17075، 18615، 18582، 20371، 20499.

أبي بن كعب(ت 32):

أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري.

من أعظم قراء القرآن، وفي الطبقة الأولى من صحابة النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ، بدري عقبي.

عن أنس بن مالك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال لأبي بن كعب: «إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال: الله سماني لك؟ قال: نعم سماك لي، قال: فجعل أبي يبكي».

عن أبي العالية: «كان أبي بن كعب صاحب عبادة، فملا أحتاج إليه الناس، ترك العبادة، وجلس للقوم».

جمع أبي بن كعب القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ([6]).

قال محمّد بن سيرين: «إنّ عثمان بن عفان: جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن».

اختلفت في سنة وفاة أبي بن كعب، فقيل في زمن عمر وقيل في زمن عثمان، والثاني أصح، ومن الدلائل عليه: خبر محمّد بن سيرين المتقدم.

تقييم:

ينظر المسلمون إلى أبي بن كعب نظرتهم إلى ذلك الرجل القرآني الرشيد، المستقيم

(540)

السيرة، الطيب العنصر، العظيم في الإسلام، وجاء في الخبر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال في يوم عيد «اُدعوا لي سيد الأنصار فدعوا اُبيّ بن كعب». وجاءت الرواية عن أبي عبدالله الصادق ـ عليه السلام ـ: «نحن نقرأ بقراءة اُبيّ بن كعب».

الرّوايات:

روى له الجماعة.

روى اُبيّ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ.

وروى عنه أبو أيوب الأنصاري وجندب بن عبد الله البجلي وعبد الله بن الحارث بن نوفل وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد نب المسيب وعمر بن الخطاب ومسروق بن الأجدع وزر بن حبيش الأسدي وسليمان بن صرد الخزاعي وعطاء بن يسار والمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وأبو الأسود الدؤلي وأبو هريرة وسهل بن سعد، كما روى عنه أولاده الطفيل بن أبي بن كعب ومحمد وعبد الله.

المصادر:

أسد الغابة 7: 340، تهذيب التهذيب 12: 455، الإصابة 8: 240، المعارف 128: 136، شذرات الذهب 1: 69 الجرح والتعديل 9: 464، تقريب التهذيب 2: 622، معجم رجال الحديث 23: 177 رقم الترجمة 5573.

الخصال للشيخ الصدوق، أبواب التسعة، الحديث 13، من لا يحضره الفقيه، الجزء الثاني باب فضائل الحج، الحديث 591، مسند الإمام أحمد بن حنبل 6: 288، كنز العمال 13: 699، مصنف عبد الرزاق الحديث 638، 644، 1046، 1094، 1175، 1182، 1325، 1236، 1779، 2181، 2892، 3191، 3227، 3228، 3970، 4091، 1325، 1236، 1779، 2181، 2892، 3191، 3227، 3228، 3970، 4091، 4668، 4709، 5028، 5050، 5242، 6052، 6066، 7397، 7542، 8781، 9021، 10644، 11723، 11724، 11726، 12070، 12114، 12130، 12136،

(541)

12952، 14365، 19926، 19957.

مصابيح السنة 1: 225، 1: 389، 1: 717، 2: 1827، 3: 2320، 4: 4870، أمالي الشيخ المفيد ص 38، 71، 319.

البراء بن عازب (ت 71 ـ 72):

أبو عمارة البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري.

من أعيان الصحابة وقادة الفتوح وثقات الرواة.

استصغر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ سنة يوم بدر، وعن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب: «استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر».

كانت حرب أحد أول شماهده وروي عنه أنّه شهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ خمس عشرة غزوة.

اشترك في غزوة تستر ونقل ابن عبد البر في الاستيعاب عن أبي عمرو الشيباني أنّه هو الذي افتتح الري سنة(24).

جعله عثمان بن عفان أميراً على الري سنة(24) فغزا أظهر(غرب قزوين) ففتحها ثم افتتح قزوين، وانتقل بعد ذلك إلى زنجان ففتحها عنوة.

والبراء من أهل مدينة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ انتقل منها إلى الكوفة ومات بها في ولاية مصعب بن لازبير على العراق. وكان صحابياً ابن صحابي شهد مع أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ الجمل وصفين والنهروان.

تعليم:

علمه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الدعاء التالي:

(542)

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ «إذا رأيت الناس قد تنافسوا في الذهب والفضه فادع بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك، والصبر عن بلائك، وحسن عبادتك، والرضا بقضاتك، وأسألك قلباً سليماً، ولساناً صادقاً وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم».

تقييم:

عده البرقي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ وذكره ابن حبان في الثقات وكذا ذكره العجلي في الثقات أيضاً.

وصفه الذهبي بالفقيه الكبير([7]).

له أحاديث كثيرة، فقد ذكر الذهبي أن مسنده ثلاثمائة وخمسة أحاديث وله في الصحيحين اثنان وعشرون حديثا وانفرد البخاري بخمسة عشر حديثاً ومسلم بستة.

افتراء تاريخي:

روي أن عليّاًَ ـ عليه السلام ـ دعا على البراء بن عازب بسبب كتمانه حديثاً عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وأصيب البراء بالعمى.

«خرج علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف، عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا، فقال علي ـ عليه السلام ـ: من هاهنا من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس بن سعيد بن عبادة، وعبد الله بن بديل أبن ورقاء، فشهدوا جميعاً أنهم سمعوا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول يوم غدير خم «من كنت مولاه فعلي مولاه» فقال علي ـ عليه السلام ـ لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم إنّ كانا كتماها معاندة فابتلهما، فعمي البراء

(543)

بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب، ولا فضلاً أبداً وأمّا البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله، فيقال: هو في موضع كذا وكذا فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة»([8]).

تعليق:

لا ينبغي التصديق بمثل هذا الخبر وذلك لما تشهد به سيرة البراء من إخلاص وصدق في التعامل وفضل وديانة فهل يجدر بمثله أن يكتم مثل هذا الحديث الشريف.

كما أن البراء كان موالياً لعلي ـ عليه السلام ـ، وله عقيدة عميقة به وهو الذي قال له ـ عليه السلام ـ: «كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة. فلما اتبعناك ووقعت حقائق الإيمان من قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا»([9]).

إضافة إلى ذلك أن هذه الواقعة لابد أن تكون قد حدثت قبل حرب صفين لما نعلم من أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين وعبدالله بن بديل بن ورقاء(قائد الميمنه في صفين) قد استشهدا في هذه الوقعة وإذا كان لابد لهذه الحادثة ـ على فرض صحتها ـ أن تكون قد قوعت قبل صفين فمن أين للبراء بن عازب أن يشترك في معركتي صفين والنهروان وهو أعمى، مع أن النصوص الكثيرة قد وردت مؤكدة مشاركته في الجمل، صفين، النهروان وهي من المشهورات([10])؟

ومما يمكن أن نستدل به على مرادنا: ما ذكره الخطيب البغدادي من أن البراء كان رسول علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة

(544)

ثلاثة أيام([11]).

أقول: من البعيد جداً أن يكون الرسول على مثل هذا الأمر ولمدة ثلاثة أيام رجل أعمى مع كثرة وجود المبصرين في جيش الإمام علي ـ عليه السلام ـ ممن تتوافر فيهم شرائط الرسول. إنّ المنطق الطبيعي للأحداث يأبى ذلك لاسيما مع وجود تلك الظروف الصعبة والملابسات الشديدة.

تأكيد ما مرّ:

قال السيد الأستاذ الخوئي: «أقول كتمان البراء الشهادة، ودعاء علي ـ عليه السلام ـ عليه لم يثبت: فإن ذلك مروي عن طريق العامة ولا وثوق بصحة سنده.

وأما من طريق الخاصة، فقد رواه الصدوق في المجالس26 الحديث1، وفي الخصال باب الأربعة، الحديث 44، إلى أن قال: لكن سند الرواية ضعيف بمحمد بن سنان، والمفضل بن عمر وأبي الجارود...».

الروايات:

روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وعن الخلفاء الأربع عدا عثمان بن عفان كما روى عن أبيه عازب بن الحارث وعن خاله أبي بردة بن دينار وعن بلال بن رباح وثابت بن وديعة وأبي أيوب الأنصاري وحسان بن ثابت والحارث بن عمرو الأنصاري.

كما روى عنه علي بن ثابت والفقيه عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري وسعد بن عبيدة وعبدالله بن يزيد الحظمي وأبو جحيفة وهب بن عبدالله السوائي وأبو عمر زاذان وسعيد بن المسيب وأبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود وهلال بن يساف الأنصاري والمسيب بن رافع وأبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود وزيد بن وهب الجهني وعبد الرحمن بن عوسجة ويونس بن عبيد وعامر الشعبي وحرام بن سعد وثابت بن عبيد ومحمد بن

(545)

مالك وسعيد بن محمّد الحمداني وأياد بن لقيط وخيثمة بن عبد الرحمن وأبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي وغزوان الغاري وأبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم وروى عنه أولاده الربيع ويزيد ولوط وعبيط ومعاوية بن سويد بن مقرن وميمون.

المصادر:

أسد الغابة 1: 171، رجال الشيخ الطوسي ذكره في أصحاب الرسول(3) وفي أصحاب علي(2) سير أعلام النبلاء 3: 194، الإصابة رقم الترجمة 618، تهذيب التهذيب 1: 425، الأعلام 2: 46، رجال الكشي كتاب الثقات لابن حبان 3: 26، معجم رجال الحديث 3: 275 رقم الترجمة 1653، معجم البلدان مادة زنجان التاريخ الكبير 2، رقم الترجمة 1888، أعيان الشيعة 3: 550 دار التعارف للمطبوعات.

الخصال للشيخ الصدوق: 162، 219، 220، 340 وصحيح مسلم 75 ك 1 ج 129، 464 ك 4 ج 125، 471، ك 4، ح 193، 194، 194، 474، ك 4، ح 197، 198، 199، 200، 630، ك 5، 2086، ك 5، 3056، 306، 709، ك 6، 626، 1700، ك 29، 286، 1776، 32، ح 78، 79، 80، 1900، ك 33، 1449، 1937 ن ك 34، ح 29، 30، 31، 2066، ك 37، 39، 2422، ك 44، ح 58، 59، 2482، ك 24، 1539، 2711، ك 48، ح 59، 2871، ك 51، ح 73، 74، 3026، ك 54، ح 23 ومسند الإمام أحمد بن حنبل 4: 280 والمصنف لعبد الرزاق الصنعاني الحديث 1596، 1597، 2449، 2478، 2530، 2541، 2706، 3754، 4172، 4175، 4176، 4819، 4961، 4975، 5658، 6234، 8724، 9220، 10804، 14498.

والمستدر على الصحيحين للحاكم الحديث: 1: 38، 39، 120، 127، 217، 227، 228، 315، 353، 648، 501، 571، 572، 573، 2: 10، 48، 107، 116، 191، 192، 217، 276، 281، 283، 285، 351، 511، 626، 3: 21، 40، 291،

(546)

487، 488، 588، 4: 38، 223، 243، 357.

بريدة بن الحصيب(ت 63 هـ):

بريدة بن الحصيب بن عبدالله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن سلامان بن أسلم. من أعيان أصحاب محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ، وأعلام الصالحين.

لحق النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قبل قدومه المدينة مهاجراً، فقال يا رسول الله لا تدخل المدينة إلاّ ومعك لواء ثم حل عمامته وشدها ف رمح، ومشى بين يدي النبي يوم قدم المدينة.

استعمله النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ على صدقات قومه، وشهد غزوة خيبر، وأبلى يومئذٍ بلاءً حسناً، كما شهد الفتح وكان من أصحاب الألوية.

ولما بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أسامة بن زيد إلى أرض البلقاء خرج معه بريدة ـ رضوان الله عليه ـ يحمل لواءه.

قيل إنه قتل في معركة صفين مع عصابة من القراء حول هاشم المرقال، فقال علي ـ عليه السلام ـ:

«جزى الله خيراً عصبة أسلمية صباح الوجوه صرعوا حول هاشم

بريد وعبد الله منهم ومنقذ وعروة ابنا مالك في الأكارم»

والظاهر أن هذا غير صحيح، فإن بريدة بن الحصيب وإن اشترك مع علي في صفين، إلاّ أنّه بقي حياً إلى خلافة يزيد، وأما الشعر فإنه قد ورد بصورة أخرى أيضاً، أي بدل كلمة بريد كلمة يزيد، كما أن هذا الشعر نفسه قد ورد في كتاب الفتوح لابن أعثم ناسباً الشعر لعمرو بن الحمق الخزاعي ـ رضوان الله عليه ـ، وفيه كلمة شقيق بدل كلمة بريد أو يزيد.

قال عبدالله بن بريدة: «مات والدي بمرو، وقبره بجصين، وهي محلة بمرو». قال

(547)

خليفة بن خياط: «مات أيام يزيد بن معاوية» وقال ابن سعد: «توفي بخراسان سنة(63) » ومرو من مدن خراسان.

 وروى له الجماعة.

الروايات:

روى بريدة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وروى عنه ولداه عبدالله وسليمان، كما روى عنه عبدالله بن عباس وعامر الشعبي وأبو المليح بن أسامة الهذلي وعبدالله بن أوس الخزاعي وعبدالله بن موله ونفيع أبو داود.

المصادر:

الطبقات الكبرى لابن سعد 4: 241.

أعيان الشيعة 3: 559 مشاهير علماء الأمصار: 100 رقم الترجمة 414، التاريخ الكبير 2: 141 رقم الترجمة 1977، الثقات لابن حبان 3: 29، تنقيح المقال 1: 166، سير أعلام النبلاء 2: 469، الخصال 461 ـ 464، البحار للمجلسي 20: 295، 21: 107، 28: 91، 28: 300، 48: 323، صحيح مسلم 277، ك 2، ح 86، 259، ك 5، ح 80، 81، 613، ك 5، 176، 177، 977، ك 11، ح 106، 1149، ك 13، ح 157، 158.

 

جابر الأنصاري:

جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة الخزرجي.

كوكب وقاد في سماء الدين والعلم والفضيلة والأخلاق، وهو ممن يُعد من أعاظم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ.

(548)

وجابر ممن شهد بيعة العقبة الثانية، وبايع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بيعة الرضوان.

قال جابر قال لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم الحديبية: «أنتم اليوم خير أهل الأرض».

وكنا ألفاً وأربعمائة.

شهد مع رسول الله ست عشرة غزوة، وقيل: ثماني عشرة غزوة، وشهد حصار دمشق مع خالد بن الوليد، وواقعة صفين مع الإمام علي.

اختلف في شهوده بدراً، وممن ذهب إلى شهوده إياها الشيخ أبو جعفر الطوسي والإمام البخاري.

عده البرقي في أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، ومن أصفياء أصحاب علي ـ عليه السلام ـ، ومن شرطة الخميس، ومن أصحاب الحين والحسين والسجاد والباقر وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في أصحابهم جميعاً كذلك.

أقول: أما عدهما ـ رضوان الله عليهما ـ جابراً من أصحاب الرسول وعلي والحسن والحسين والسجاد، فصحيح لاغبار عليه. وأما عدهما إياه من أصحاب الباقر فهو كلام غير دقيق، وذلك لأن معنى كونه من أصحابه أنّه قد صحبه أثناء مدة إمامته، وهكذا يصطلح ويعبر علماء الحديث والتاريخ والرجال، وجابر وإن التقى أبا جعفر الباقر ـ عليه السلام ـ وبلغه رسالة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلاّ أن اللقاء والحديث كان في حياة علي بن الحسين السجاد قطعاً، أي قبل إمامة محمّد الباقر ـ عليه السلام ـ، وذلك لأن وفاة جابر لم تتجاوز عام(78 هـ) وكانت وفاة الإمام السجاد ـ عليه السلام ـ عام(92 أو 94 على المشهور أو 95)، وبذلك يتحقق أو وفاة جابر قبل إمامة الباقر بسنوات طويلة وأنه ليس من أصحابه.

قال سيدنا الأجل محمّد المهدي بحر العلوم في رجاله([12]): «كان جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ »، إلى أن قال: «وفضائل جابر ومناقبه كثيرة، توفي ـ رضي الله عنه ـ سنة 78».

(549)

أقول: إطلاق العبارة بكون جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كلام غير صحيح، وذلك لأن جماعة من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ توفوا بعد هذا التاريخ المذكور(78 هـ) منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة(ت 110) أو قبيل ذلك.

نعم لو قيد العبارة بكون جابر آخر من بقي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في المدينة المنورة أو بكونه آخر من بقي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ممن بايع بيعة العقبة الثانية، لكانت العبارة سائغة.

وجابر بن عبدالله صحابي ابن صحابي، وكان أبوه ـ رضوان الله عليه ـ ممن بايع بيعة العقبة الثانية، واستشهد في معركة أحد.

وكان جابر من مفسري القرآن الكريم، ومن الرواة المكثرين جداً، وكانت له حلقة في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالمدينة يأخذ عنه فيها رواد العلم.

تقييم:

مثل جابر الأنصاري من لا يحتاج إلى تعديل معدل، أو توثيق موثق، إنه ممن أجمعت أمة محمّد على دينه واستقامته وعلمه، وعلى الأخذ عنه.

الروايات:

مثل جابر الأنصاري من أكثر الصحابة رواية، ولقد قال الذهبي:([13]) «مسنده بلغ ألفاً وخمسمائة وأربعين حديثاً، اتفق له الشيخان على ثمانية وخمسين حديثاً، وانفرد له البخاري بستة وعشرين حديثاً، ومسلم بمائة وستة وعشرين حديثاً».

أقول: هذا إضافة إلى روايته عند الشيعة، فإنها كثيرة إلى حدّ بعيد، وقسط كبير من رواياته من المشتركات عند الجميع.

(550)

روى جابر عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وعن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء عليهما السلام وزينب بنت علي عليها السلام وخالد بن الوليد وعمار بن ياسر وأبي بكر وأبي حميد الساعدي وعمر بن الخطاب وعبد الله بن أنيس وأبي عبيدة وأبي بردة بن نيار وأم مالك الأنصارية وأم مبشر الأنصارية.

وروى عنه علي بن الحسين زين العابدين ومحمد الباقر عليهما السلام وأبو الزبير المكي وعطاء بن أبي رباح وابو حمزة الثماني وسعيد بن المسيب وسالم بن أبي الجعد ومحمد بن المنكدر ومحارب بن زياد ومجاهد والشعبي وطاووس وعمرو بن دينار ومحارب بن دثار ورجاء بن حيوه ومعاذ بن رفاعة وسنان بن أبي سنان الديلي وعبد الله بن محمّد بن عقيل وأبو بكر المدني وسعيد بن الحارث الأنصاري وسليمان بن يسار وأبو عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر وسليمان بن قيس اليشكري وسلمة المكي والحسن بن محمّد بن الحنفية وايمن الحبشي وإسماعيل بن بشير ومحمود بن لبيد الأنصاري وأولاد جابر الأنصاري عقيل ومحمد وعبد الرحمن.

المصادر:

التاريخ الكبير 2: 207، تاريخ دمشق 3: 311، الجرح والتعديل 2: 492، معجم الطبراني 2: 194، المحبر: 298، الإصابة 1: 214، أعيان الشيعة، أسد الغابة 1: 256، رجال السيد بحر العلوم 2: 135، رجال الحديث. أمالي الشيخ المفيد: 42، 61، 66، 77، 78، 665، 168، 189، 190، 194، 214، 218.

 

جعفر بن سليمان(ت 178):

أبو سليمان جعفر بن سليمان البصري الضبعي.

من ثقات أصحاب جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ وقد سافر إلى صنعاء، وحدث

(551)

بها كثيراً.

كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم، وهم قوم من بكر بن وائل.

تقييم:

قال يحيى بن معين: «ثقة».

وقال أحمد بن حنبل: «لا بأس به ».

وقال أبو أحمد بن عدي: « ولجعفر حديث صالح وروايات كثيرة، وهو حسن الحديث، وهو معروف بالتشيع، وجمع الرقائق([14])، وجالس زهاد البصرة فحفظ عنهم الكلام الرقيق في الزهد يروي ذلك عند سيار بن حاتم. وأرجو أنّه لا بأس به والذي ذكر فيه من التشيع والروايات التي رواها والتي يستدل بها على أنّه شيعي فقد روى أيضاً في فضل الشيخين، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان فيه منكر، فلعل البلاء فيه من الراوي عنه. وهو عندي ممن يجب أن يقبل حديثه».

الروايات:

روى جعفر بن سليمان له عن أبي هارون العبدي، والصلت بن ينار، وعطاء بن السائب، وعلي بن زيد بن جدعان التيمي، وحرب بن شداد، وحفص بن سحان وسعيد بن إياس الجريري، ومحمد بن ثابت البناني، ومالك بن دينار وأبي عمران الجوفي، وعوف الأعرابي، وفائد أبي الورقاء، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، والجعد أبي عثمان اليشكري، وابراهيم بن عمر الصنعاني، وابراهيم بن عيسى اليشكري، وهارون بن موسى النحوي، وهارون بن رئاب الأسدي، ولعي بن لعي الرفاعي، وعلي بن الحكم البناني.

وروى عنه صالح بن صالح بن عبدالله الترمذي وسفيان الثوري وعبد الرزاق بن همام الصنعاني وبشر بن هلال الصواف، وإسحاق بن أبي إسرائيل وزيد بن الحباب وعمار بن

(552)

هارون المستملي البصري ومحمد بن عبدالله الرقاشي وأبو ظفر عبد السلام بن مطهر وسيار بن حاتم ويحيى بن عبد الحميد الحماني ومحمد بن كثير العبدي ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعبدالله بن المبارك وحميد بن مسعدة وبشار بن موسى الخفاف وإسحاق بن سليمان الرازي وقتيبة بن سعيد.

المصادر:

مشاهير علماء الأمطار: 1263، الجرح والتعديل 2: رقم الترجمة 1907، تهذيب الكمال 5: رقم الترجمة 943، معجم رجال الحديث 4: رقم الترجمة 2163، التاريخ الكبير 2: رقم الترجمة 2162، المعارف لابن قتيبة: 624، العبر 1: 171، امالي الشيخ المفيد 131، 138.

جعفر بن زياد(100 ـ 167 هـ):

أبو عبدالله جعفر بن زياد الأحمر الكوفي والد علي بن جعفر وجد الحسين بن علي بن جعفر شيخ جليل معتمد، نعمل بروايته.

قال الحسين بن علي بن جعفر: كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان فكتب فيه أبو جعفر(المنصور الدوانيقي) إلى هراة، فاشخص إليه في ساجور([15]) مع جماعةٍ من الشيعة فحبسوا في المطبق دهراً طويلا، ثم أطلقوا.

تقييم:

قال النسائي: « لا بأس به».

وقال أبو داود: «صدوق شيعي».

وقال عباس الدوري البغدادي وأبو بكر بن خيثمة ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة

(553)

عن يحيى بن معين: «ثقة» وزاد محمّد: «وكان من الشيعة» وقال الغلابي: قال يحيى بن معين: «جعفر الأحمر ثقة شيعي».

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: «جعفر الأحمر مائل عن الطريق». قال أبو بكر الخطيب البغدادي: «يعني في مذهبه وما نسب إليه من التشيع ».

هذا وقد عده الشيخ الطوسي من أصحاب جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ

الروايات:

روى له أبو داود في كتاب المسائل، والترمذي، والنسائي في خصائص علي وفي مسنده.

روى جعفر عن الحارث بن حصيرة وأبي إسحاق الشيباني، وبيان بن بشر ومنصور بن المعتمر وعطاء بن السائب وأبي خالد عمرو بن خالد الواسطي وكثير النواء ومحمد بن سالم وأبي هاشم الرماني وقابوس بن أبي ضبيان وسليمان الأعمش وعبدالله بن عطاء ويحيى بن عبدالله الجابر وأبي فروة مسلم بن سالم.

وروى عنه إسماعيل بن أبان الوراق وحسين بن حسن الأشقر ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة وأبو عنان مالك بن إسماعيل ويحيى بن بشر الحريري ويحيى بن أبي بكير الكرماني ومحمد بن إسحاق وعبد الله بن موسى وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن منصور السلولي.

المصادر:

تاريخ بغداد 7: 150 رقم الترجمة 3605، رجال الشيخ الطوسي في أصحاب جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ رقم 7، تهذيب الكمال رقم الترجمة 941، التاريخ الكبير 2: رقم الترجمة 2159، الجرح والتعديل 2: الرقم 1952، تهذيب التهذيب 2: 92 معجم رجال الحديث 4: 67 رقم الترجمة 2157.

(554)

حبيب بن أبي ثابت(ت 199 أو 122):

أبو يحيى بن أبي ثابت واسم أبي ثابت قيس بن دينار الكاهلي.

من أعلام أصحاب السجاد والباقر والصادق ومن فقهاء التابعين وثقات المحدثين، وهو كثير الرواية.

نقل سفيان عن حبيب بن أبي ثابت: «طلبت العلم ومالي فيه نية ثم رزق الله النية».

قال أبو بكر بن عياش: «رأيت حبيب بن أبي ثابت ساجداً. فلو رأيته قلت ميت» يعني من طول السجود.

وروى أبو بكر أيضاً عن أبي يحيى القتات: «قال قدمت الطائف مع حبيب ابن أبي ثابت فكأنما قدم عليهم نبي».

وقال أبو بكر: سمعت حبيب بن أبي ثابت يقول: «أتى علي ثلاث وستون سنة».

تقييم:

وثقه يحيى بن معين والإمام أحمد والنسائي.

وجاء في كتاب الجرح والتعديل: «سمعت أبي يقول: حبيب بن أبي ثابت صدوق ثقة».

وقال سفيان: «حدثنا حبيب بن أبي ثابت وكان دعامة أو قال كلمة نحوها».

مع الشيخ الطوسي:

عد الشيخ الطوسي قدس سره حبيب بن أبي ثابت من أصحاب أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ كما عده من أصحاب السجاد والباقر والصادق.

أقول: أما كون حبيب من أصحاب السجاد والباقر والصادق فليس فيه إشكال

(555)

وأما كونه من أصحاب أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ فهو محل نظر، بل من شطحات القلم وذلك لأن وفاة حبيب عام تسعة عشر ومائة أو اثنين وعشرين ومائة وكان آنذاك من أبناء الثمانين([16]).

وعلى أي تقدير من سنوات عمره الشريف فإن ولادته تكون أما في آواخر حياة الإمام علي أو بعد شهادته ـ عليه السلام ـ([17]).

وعلى هذا الأساس لا يصح أن يكون حبيب من أصحاب علي ـ عليه السلام ـ.

الروايات:

روى حبيب عن أم سلمة أم المؤمنين وعبد الله بن عباس وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وزيد بن أرقم وأبي الطفيل عامر بن وائلة والإمام علي بن الحسين عليهما السلام وطاووس اليماني وزيد بن وهب الجهني وابراهيم بن محمّد بن طلحة وسعيد بن جبير.

وروى عنه عامر بن السمط وعطاء بن أبي رباح وسليمان الأعمش وشبعة بن الحجاج وسفيان الثوري ومنصور بن المعتمر وأبو بكر بن عياش وإسماعيل بن سالم وقيس بن الربيع وقيل: إنه روى عن عروة بن الزبير.

تعليق:

اختلف العلماء الأعلام في رواية حبيب عن عروة بن الزبير.

وقد روى ابن ماجه في سننه: 644 في الطهارة باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدت أيام إقرائها وبسنده عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة: «قالت جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ...».

وهذه الرواية وان كانت صريحة في رواية حبيب عن عروة بن الزبير ولكن

(556)

الظاهر وقوع الاشتباه من المؤلف أو من بعض النساخ والراوي بدل المترجم حبيب الأعور مولى عورة بن الزبير وقد روى عن عروة.

ومما يعضد ما استظهره قول الإمام البخاري: «لم يسمع حبيب المترجم عن عروة شيئاً» وقال أبو داودوي عن الثوري قال: «ما حدثنا حبيب إلاّ عن عروة المزني»([18]).

المصادر:

الجرح والتعديل3: 107، دول الإسلام 1: 57، أعيان الشيعة 4: 551، تذكرة الحفاظ 1: 116 تاريخ خيفة: 219، النجوم الزاهرة 1: 283، سير أعلام النبلاء 5: 288، تهذيب الكمال 2: 173الطبقات الكبرى 6: 320.

وسائل الشيعة ج 12 باب 12 صفحة 35 الرواية 27957 والكافي ج 6 باب الفرق بين من طلق على غير السنة من كتاب الطلاق 29، والمصنف لعبد الرزاق الحديث 1137، 4907، 495، 17962، 17968 صحيح البخاري 6: 97، 98 صحيح مسلم 2549.

والبحار للعلامة المجلسي 16: 288، 22: 283، 22: 320، 23: 134، 23: 247، 27: 247، 28: 44، 28: 314، 28: 375، 32: 325، 32:425، 33: 10، 33: 25، 33: 26، 33:75، 33:186، 35: 68، 37: 190، 37: 268، 37: 337، 38:100، 40: 52، 41 23، 41: 230، 41: 282، 41:347، 43: 146، 23: 149، 45: 238، 46: 133، 47 401، 60:65، 65:127، 70: 285، 78:223، 86:118، 91: 5، 97: 452.

(557)

زيد بن وهب(ت 96):

أبو سليمان زيد بن وهب الجهني، وجهينة حي كبير من قضاعة، من علماء التابعين وخيارهم، وذوي الفضل فيهم، وكان محدّثاً صدوقاً ومؤرخاً وفقيهاً.

قرأ القرآن على عبدالله بن مسعود.

غزا في أيام عمر اذربيجان، وشهد مع علي حروبه.

له كتاب خطب علي ـ عليه السلام ـ في الجمع والأعياد وغيرها.

قال سليمان الأعمش: «إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه».

تقييم:

إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: «ثقة». قال عبد الرحمن بن يوسف: «كوفي ثقة.دخل الشام وروايته عن أبي ذر صحيحة».

ابن سعد الطبقات: «ثقة كثير الحديث».

ابن حجر العسقلاني: «ثقة جليل لم يصب من قال في حديثه خلل، ذكره بن حبان في الثقات وكذا العجلي».

وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء: «بالإمام الحجة، أخرج له الأئمة الستة».

الروايات:

روى عن علي ـ عليه السلام ـ وأبي ذر الغفاري وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان والبراء بن عازب وعثمان بن عفان وزيد بن أرقم وأبي الدرداء وعبد الرحمن بن حسنة وعطية بن عامر وثابت بن وديعة.

وروى عنه: حبيب بن أبي ثابت وسليمان الأعمش والحارث بن حصيرة والحكم

(558)

بن عتيبة والمنصور بن المعتمر وموسى الجهني وعثمان بن المغيرة الثقفي وعدي بن ثابت الأنصاري وطارق بن عبد الرحمن وعبد الملك بن ميسرة وأبو إسحاق السبيعي وعبد العزيز بن رفيع والصلت بن بهرام وحماد بن أبي سليمان وطارق بن عبد الرحمن ومالك بن أعين.

 

المصادر:

تهذيب التهذيب 3: 427، الجرح والتعديل 3 رقم الترجمة 2600، تاريخ خليفة 288، التاريخ الكبير 3 رقم الترجمة 1352، حلية العلماء الأولياء 4: 171، سير أعلام النبلاء 4: 196، صفين: 242، 326، 450 الجمع بين الصحيحين لابن القيسراني 1: 143، البداية والنهاية 9: 93 الطبقات الكبرى 6 120.

مصنف عبد الرزاق الصنعاني 2242، 2996، 3381، 3732، 3733، 5220، 7395، 7741، 9268، 11340، 12664، 13214، 3215، 18190.

التوحيد للصدوق: 25، 278، 409، والخصال: 400، 461، 465.

حفص بن غياث(م 117 ـ ت 194 هـ وقيل ت 195 أو 196):

أبو عمر حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة([19]) بن جسم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، كثير الحديث، معتمد الرواية، جليل القدر، وكان جواداً مفضالاً، وهو القائل من لم يأكل من طعامي لا أحدثه.

وكان حفص من أعلام أصحاب أبي عبدالله الصادق وموسى الكاظم عليهما السلام، كما كان من أعلام أصحاب أبي حنيفة.

وقد ولي حفص القضاء لهارون الرشيد ببغداد الشرقية، ثم ولاه الكوفة ومات بها.

(559)

عدة الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام.

أقول: أما كونه من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام، فهذا صحيح، وأما كونه من أصحاب الباقر ـ عليهم السلام ـ ففي نظرنا القاصر أنيه غير دقيق، لأن وفاة أبي جعفر الباقر ـ عليه السلام ـ عام(114 هـ) على المشهور شهرة عظيمة، وقيل(117 هـ).

وقد ولد حفص عام(117)([20]).

فإما أن يكون قد ولد حفص قبل وفاة الباقر ـ عليه السلام ـ بثلاثة أعوام، وإما أن تقترن ولادته بسنة وفاة الباقر ـ عليه السلام ـ، فأنى له أن يكون من أصحابه؟

تقييم:

قال ابن سعد: «كان ثقة ثبتاً، إلاّ أنّه كان يدلس ».

وقال يحيى بن معين: «حفص بن غياث ثقة»

وقال الشيخ الطوسي: «حفص بن غياث عامي المذهب له كتاب معتمد».

وقال العجلي: «ثقة مأمون فقيه».

أحمد بن أبي الحواري: «حدثت وكيعاً بحديث فتعجب، فقال من جاء به؟ قلت. حفص بن غياث، قال: إذا جاء به أبو عمر، فأي شيء نقول نحن»؟

هذا وقد قال أبو بكر بن شيبة: «سمعت حفص بن غياث يقول: والله ما وليت القضاء حتّى حلت لي الميتة. ومات حفص يوم مات ولم يخلف درهماً وخلف عليه تسعمائة درهم ديناً»

الروايات:

لحفص كتاب عن جعفر الصادق ـ عليه السلام ـ وهو مائة وسبعون حديثاً أو نحوها.

روى حفص عن أبي عبدالله جعفر الصادق وموسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام،

(560)

والأعمش والشيباني وليث.

وروى عنه جميل بن دراج وسليمان بن داود المنقري، ومحمد بن حفص ويونس بن هشام وعلي بن شجرة ويحيى بن سعيد وأبو نعيم.

المصادر:

الطبقات الكبرى 6: 689، تاريخ بغداد 8: 188 الجرح والتعديل 3: 185، دول الإسلام 1: 88، سير اعلام النبلاء 9: 22، رجال الشيخ الطوسي.

تاريخ خليفة 2: 749، تهذيب الكمال 9: 301. مشاهير علماء الأمصار 1370، تذكرة الحفاظ 1: 273 الترمذي: 2513 ابن ماجه: 4211 ابن ماجه: 2199 في التجارات باب الاقالة، من لا يحضره الفقيه 2 الحديث 766، الكافي 2: 3 ب 1 الحديث 10 أبو داود 3460 في البيوع باب في فضل الاقالة، الخصال: 41، 199، 274، 386، 394، 407، 468، أمالي الصدوق: 388، امالي المفيد: 329.

محمّد بن إسماعيل(ت 167):

أبو عبدالله محمّد بن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي كوفي ثقة وله روايات غير كثيرة وكان من أصحاب أبي عبدالله الصادق ـ عليه السلام ـ.

تقييم:

قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: «شيخ صالح لا بأس به».

وقال ابن حجر العسقلاني: «صدوق يتشيع».

وقال أبو أحمد بن عدي: «وهو في جملة من ينسب إلى التشيع».

روى له النسائي في الخصائص حديث جميع بن عمير عن عائشة في فضل علي.

(561)

الروايات:

روى محمّد بن إسماعيل عن أبي عبدالله الصادق وعن ليث بن أبي سليم وأبي إسحاق الشيباني وسليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر وسعيد بن حنظلة العائذي.

وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى بن عبد الحميد الحماني والفضل بن عمرو والفضل بن دكين وسفيان بن بشر وأحمد بن عبدالله بن يونس وعبد العزيز بن الخطاب وعباد بن يعقوب الأسدي.

المصادر:

رجال الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق رقم الترجمة 17، تقريب التهذيب 1: 145، كتاب الثقات لابن حبان 9: 41، تهذيب الكمال رقم الترجمة 5062، التاريخ الكبير 1: الترجمة 55، تهذيب التهذيب 9: 57، الاستبصار 2 الحديث 462، تهذيب الأحكام ج 5، باب وجوب الحج، الحديث 30.

سعيد بن علاقة:

أبو فاختة سعيد بن علاقة الكناني نسباً الهاشمي ولاءً، مولى أم هانئ بنت أبي طالب، وابنه ثوير بن أبي فاختة راوية مشهور ثقة.

تابعي جليل ثقة شهد مع علي مشاهده كلها.

تقييم:

عدَّ البرقيُّ أبا فاختة مولى بني هاشم من خواص أصحاب أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ من مضر.

وذكره ابن حبان في الثقات.

قال أحمد بن عبدالله العجلي والدار قطني، وأحمد بن حنبل: ثقة قدم الشام وافداً

(562)

على معاوية بن أبي سفيان. قال أبو فاختة وفدت مع الحسن والحسين على معاوية فاجازهما فقبلا.

قال الواقدي: هلك في إمارة عبد الملك بن مروان أو الوليد بن عبد الملك.

الروايات:

روى عن علي ـ عليه السلام ـ وعبدالله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأم هانئ وابنها جعدة بن هبيرة والأسود بن يزيد النخعي والحسن البصري وعائشة وهبيرة بن يريم وعبدالله بن عمر والطفيل بن أبي بن كعب الأنصاري.

وروى عنه ابنه ثوير وسعيد بن عثمان بن عفان وسعيد بن أبي سعيد المقبري وعون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود وعمرو بن دينار ويزيد وبردابنا أبي زياد وإسحاق بن سويد العدوي وأبو المقدام(ثابت بن هرمز الحداد).

المصادر:

معجم رجال الحديث 8: 115 رقم الترجمة 5118، 5155، تهذيب تاريخ دمشق 6: 168 الطبقات الكبرى 6: 176، مناقب آل أبي طالب 4 فصل في احواله(علي بن الحسين عليهما السلام) تهذيب التهذيب 4: 70، تهذيب الكمال رقم الترجمة 2338، التاريخ الكبير 3 رقم الترجمة 1673، من لا يحضره الفقيه 3 باب الهدية الحديث 866، الخصال: 194، 502.

 

سعيد بن جبير(ت 94):

أبو عبد الله سعيد بن جبير بن هشام الأسدي.

من أعلم التابعين وأوثقهم وأعبدهم وكان فقيهاً مفسراً للقرآن الكريم، ناشراً للسنة، مجاهداً للظالمين.

(563)

«قال له ابن عباس حدث، فقال أحدث وأنت هاهنا؟ فقال أليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد، فإن أصبت فذاك، وإن أخطأت علمتك»؟

قال عمر بن ذر: «قرأت كتاب سعيد بن جبير: العم أن كلّ يوم يعيش فيه المؤمن غنيمة».

كان عبدالله بن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول أليس فيكم ابن أم الدهماء؟

خرج سعيد على الحجاج، وقاتله في معركة دير الجماجم سنة(83) هجرية، ثم اختفى في مكة المكرمة إلى أن قبض عليه الحجاج وقتله سنة(94) هجرية وله(49) سنة، وكان قد دعا على الحجاج أثناء إلقاء القبض عليه قائلاً: اللهم اجعلني آخر من يقتله الحجاج، فاستجاب الله تبارك وتعالى دعاءه، وهلك الحجاج بعد قتله سعيداً بأيام يسيرة، وكان ينتبه من نزمه مرعوباً فزعاً قائلاً: مالي ولسعيد، ومناقشة سعيد الحجاج تلك المناقشة الرائعة مشهورة.

ولما بلغ قتلة الحسن البصري قال: «اللهم ايت على فاسق ثقيف، والله ل أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لأكبهم الله عزّوجلّ في النار».

تقييم:

روى هشام بن سالم عن أبي عبدالله الصادق ـ عليه السلام ـ أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين، وكان علي ـ عليه السلام ـ يثني عليه.

قال أحمد بن حنبل: «قتل الحجاج سعيد بن جبير، وما على وجه الأرض أحد إلاّ وهو مفتقر إلى علمه».

وقال أبو نعيم الأصفهاني: «الفقيه البكاء، والعالم الدعاء، السعيد الشهيد السديد الحميد».

(564)

الروايات:

روى سعيد بن جبير عن علي بن الحسين عليهما السلام وعدي بن حاتم وعبدالله بن عباس وعبدالله بن الزبير وأبي سعيد الخدري وعائشة أم المؤمنين وأنس بن مالك وأبي مسعود الأنصاري وأبي عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المغفل المزني.

وروى عنه أبو إسحاق السبيعي، ويعلى بن حكيم والمنهال بن عمرو وسليمان الأعمش والحكم بن عتيبة وأبو الصهباء بن السائب وبكير بن شهاب وجبل بن سليمان ومحمد بن سليمان بن والبة وعطاء.

المصادر:

حلية العلماء الأولياء 4: 272 وفيات الأعيان 2: 371 رجال الكشي رقم الترجمة 55 تهذيب التهذيب 4: 11.

والبحار 2: 287، 4: 28، 5: 120، 5: 270، 7: 15، 7: 72، 7: 73، 7: 231، 7: 233، 7: 249، 8: 4، 8: 5، 8: 18، 8، : 38، 8: 89.

والخصال: 204، 270، 292، 510، وأمالي الشيخ المفيد: 294، من لا يحضره الفقيه: 4، 179، 420، السنن الكبرى للبيهقي 10: 156، 221، 333.

سليمان الأعمش(ت 148):

أبو محمّد سليمان بن مهران الأسدي من الفقهاء الأجلاء وعظماء التابعين دقيق الفطنة، بعيد النظر، سريع البديهة، وهو من المعمرين».

بعث هشام بن عبد الملك إلى الأعمش أن اكتب لي مناقب عثمان، ومساوئ علي فأخذ الأعمش القرطاس وأدخله في فم الشاة فلاكتهُ، وقال لرسوله: قل له هذا جوابك.

(565)

فقال له الرسول: إنه قد آلى أن يقتلني إنّ لم آته بجوابك، وتحمل عليه بإخوانه، وطلب منهم الوساطة له، فقالوا له يا أبا محمّد افتده من القتل، فلما ألحوا عليه كتب لهشام: «بسم الله الرحمن الرحيم»

أمّا بعد يا أمير المؤمنين فلو كانت لعثمان t مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كانت لعلي t مساوئ أهل الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك والسلام».

وقد ولد الأعمش عام(60) للهجرة، وتوفي عام(148 هـ)

تقييم:

عدّه ابن شهر آشوب من خواصّ أصحاب الصادق ـ عليه السلام ـ.

وقال العجني: «كان ثقة ثبتاً في الحديث».

وقال شعبة: «ما شفاني أحد في الحديث كما شفاني الأعمش » فكان يصفه بالمصحف المصحف([21]).

وذكر ابن خلكان أنّه كان ثقة عالماً فاضلاً.

وقال السيد الأستاذ الخوئي: «يكفي في الاعتماد على روايته جلالته وعظمته عند الصادق ـ عليه السلام ـ، ولذلك كان من خواص أصحابه».

الروايات:

روى الاعمش عن أبي عبد الله ـ عليه السلام ـ وثابت بن عبيدالله وإبراهيم التميمي وسعيد بن جبير ومجاهد وزيد بن وهب وعطية العوفي والإمام الباقر ـ عليه السلام ـ والمنهال بن عمرو وعطاء بن السائب وعطاء بن رياح.

وروى عنه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وعلي بن الحسين العبدي وحفص بن غياث ويحيى بن عيسى الرملي وأبان بن تغلب وحفص بن غياث وعبد الواحد بن

(566)

زياد وعلي بن هاشم بن البريد وعمار بن محمّد الثوري وسيف بن محمّد الثوري وعبد الله بن المبارك وحمزة بن حبيب الزيات وأبو زهير عبد الرحمن بن معزاء وعبد السلام بن حرب وابراهيم بن طهمان وعلي بن مسهر وزائدة بن قدامة وداود بن نصير الطائي والقاسم بن معن المسعودي ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن فضيل بن غزوان وأبو حمزة السكري ومنصور بن أبي الاسود وفضيل بن عياض.

المصادر:

التاريخ الكبير 4 رقم الترجمة 1886، الجرح والتعديل 4: رقم الترجمة 63، ثقات ابن حبان 1: 176 العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل 1: 25، 26، 28، 35، 37، 54، 55، 66، 90، 96، 101، 104، 106، 112، 380، 386، 387، 388، 392.

تهذيب التهذيب 4: 222، تهذيب الكمال: رقم الترجمة 2570، معجم رجال الحديث 8: 280 رقم الترجمة 5508، الطبقات الكبرى لابن سعد 6: 342، المعجم الكبير 1: 318، من لا يحضره الفقيه 2: باب نكت في حج الأنبياء المرسلين الحديث 668، مصنف عبد الرزاق الحديث 97، 2043، 3253، 5561، 8116، 9443، 10353، 11262، 19413، 19512، 19483 وأمالي الشيخ المفيد: 22، 38، 58، 86، 145.

سلمان الفارسي:

أبو عبدالله سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الإسلام، من أهل رامهرمز من نواحي الأهواز، وكان أبوه من أهل إصفهان، وقيل غير ذلك، كان ظامئاً للصدق، متشوقاً إلى طلعة الحقيقة، غير مقتنع بهذه الديانات والأفكار التي انتقل إليها الواحدة تلو الأخرى، حتّى هداه الله بمحمد ـ صلى الله عليه وآله ـ، فاستقرت نفسه الطهور، وارتوت من المعين

(567)

الصافي الذي لا ظمأ بعده، أسلم بعد هجرة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى المدينة في السنة الأولى من الهجرة، فمنعه ذلك من الانضمام إلى كتائب الموحدين حتّى أعتق فكانت غزوة الأحزاب أول مشاهده، وفيها أشار بحفر الخندق كما هو مشهور، ثم شهد مع الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله ـ بقية المشاهد.

من خطبة طويلة لسلمان t:

فإذا رأيتم ـ أيها الناس ـ الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيها الراكب الموضع، والخطيب المصقع، والرأس المتبوع، فعليكم بآل محمّد، فإنهم القادة إلى الجنة.

إخاء: وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قد آخى بين سلمان وأبي الدراداء، وسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب إليه أبو الدرداء.

إلى سلمان... سلام عليك.

أما بعد

فإن الله رزقني بعدك مالاً وولداً، ونزلتُ الأرض المقدسة.

فكتب إليه سلمان:

أما بعد فإنك كتبت الي إنّ الله رزقك مالاً وولداً، فأعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير: أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك.

وكتبت إلي إنك نزلت الأرض المقدسة، وإن الأرض لا تعمل لأحد.

وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه فرقه، وأكل من كسب يده توفي سلمان t في خلافة عثمان، وقيل في خلافة عمر بن الخطاب، والأول أصح، وكان والياً على المدائن من قبل عمر، وفيها انتقل إلى الرفيق الأعلى، وقبره هنالك بالمدائن معروف، يقصده الناس للزيارة.

(568)

تقييم:

أجمعت الأمة الإسلاميّة على إيمان سلمان وعدله، وصدق لهجته، ويكفيه فضلاً هذه الكلمة الغراء «سلمان منا أهل البيت»، التي أطلقها رسول الإنسانية والتي لم يصف بها الرسول أحداً من أصحابه في حدود اطلاعنا إلاّ سلمان وأبا ذر.

ويثمن الإمام علي شخصية سلمان ومواقفه، ذلك التثمين الرائع، ففي رواية أبي الأسود الدؤلي عنه ـ عليهم السلام ـ من لكم بمثل لقمان الحكيم، ذاك أمرؤ منا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر، قرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر.

الروايات:

روى سلمان عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ:

وروى عنه عبدالهل بن عباس، وزيد بن صوحان وعلقمة بن قيس وأبو الطفيل عامر بن واثلة وجندب الأزدي وأبو سعيد الخدري وطارق بن شهاب وقاسم أبو عبد الرحمن الشامي وسعيد بن وهب الهمداني وخليد العصري وكعب بن عجرة وأنس بن مالك وبعد الله بن عمر وأبو ليلى الكندي وعطية بن عامر الجهني وأم الدرداء الصغرى.

المصادر:

تاريخ بغداد 1: 163، أسد الغابة 2: 328، رجال الكشي رقم الترجمة 12. الاستيعاب 2: 56.

الجواهر المضيئة 2: 415، الخلاف 3: 244، معجم رجال الحديث 8: 186، ثقات ابن حبان 3: 157 مشاهير علماء الأمصار 76 رقم الترجمة 274.

مرآة الجنان 1: 100 صفة الصفوة 1: 523، الطبقات الكبرى 7: 319، كنز العمال 13، 421، المعجم الكبير للطبراني 6: 222، السنن الكبرى للبيهقي 9: 237، صحيح مسلم 262 ك 2 ح 191357 ك 33 ح 163، 1451 ك 24 ح 100، 1753 ك 49 ح

(569)

20، 21، المصنف لعبد الرزاق الحديث 144، 1955، 8883، 10460، 14677، 19464، الخصال: 253 و 254 و255 و 303 و 312 و326 و 549.

عبد الرحمن بن ميمون:

عبد الرحمن بن ميمون وكنية ميمون أبو عبدالله بن موسى البصري التميمي فاضل ثقة له ورايات غير قليلة.

تقييم:

قال النجاشي في ترجمة حفيده إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبدالله ميمون البصري رقم الترجمة 61: ثقة هو وأبوه وجده.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

وقال ابن حجر العسقلاني: مقبول.

الروايات:

روى عن محمّد بن علي الباقر وجعفر الصادق وموسى بن جعفر ـ عليهم السلام ـ وعن أبيه ميمون وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم وأبي عباس المكي.

وروى عنه أبان بن عثمان وعبدالهل بن المغيرة وفضالة بن أيوب وموسى بن القسام البجلي وعبدالله بن مسكان وزيد بن الحباب ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وعبدالله بن سنان وصفوان بن يحيى وحماد بن عيسى وربعي بن عبدالهل وسعد بن أبي خلف وحرير بن عبدالله.

المصادر:

فهرست النجاشي 1: 118، كتاب الثقات لابن حبان 8: 375، الجرح والتعديل الترجمة 1373، معجم رجال الحديث 9: 194 رقم الترجمة 6326، تقريب التهذيب

(570)

1: 500 رقم الترجمة 1134، سنن ابن ماجه 3467، من لا يحضره الفقيه 4 باب ميراث الاجداد والجدات الحديث 681، تهذيب الأحكام 8 باب أحكام الطلاق الحديث 243 و 7 الحديث 1334.

علي بن هاشم(ت 181):

أبو الحسن علي بن هاشم بن البريد الخزاز العائذي البريدي من عائلة قريش.

من رجال الكوفة، ثقة، قدم بغداد وحدث بها.

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الصادق ـ عليه السلام ـ.

تقييم:

تظافرت الأخبار عن يحيى بن معين في توثيق علي بن هاشم بن البريد وقال النسائي: «أبو الحسن علي بن هاشم بن البريد كوفي ليس به بأس».

وقال علي بن المديلي: «علي بن هاشم بن البريد كان صدوقاً وكان يتشيع».

وسئل عنه عيسى بن يونس فقال: «أهل بيت تشيع وليس ثم كذب».

وقال أبو زرعة: «صدوق».

وقال الذهبي: «الإمام الحافظ الصدوق ».

الروايات:

روى عن أبيه وعن سليمان الأعمش وإسماعيل بن مسلم وزياد بن المنذر(أبي الجاردود) وإسماعيل بن أبي خليفة وشقيق بن أبي عبدالله ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي وإبراهيم بن يزيد الخوزي وأبي حمزة الثماني وصباح المزني وأبي بشر الحلبي وكثير النواء وفطر بن خليفة وياسين الزيات والعلاء بن صالح.

وروى عنه أبو الصمت الهروي والحسين بن الحسن العرني ويونس بن محمّد

(571)

العرني، وأحمد بن حنبل ومحمد بن الصلت الأسدي وسعيد بن سليمان الواسطي وسريج بن يونس والحسن حماد سجادة وإسماعيل بن إبراهيم والعلاء بن هلال الرقي وموسى بن بحر ويحيى بن معين.

المصادر:

مشاهير علماء الأمصار رقم 1359، ميزان الاعتدال 3: 660، سير أعلام النبلاء 8 رقم الترجمة 92 شذرات الذهب 1: 297، رجال الشيخ الطوسي رقم 294(من أصحاب الصادق ـ عليه السلام ـ)، تاريخ بغداد 12: 1116 رقم الترجمة 6561، معجم رجال الحديث 12 رقم الترجمة 8566.

ومسند الامام احمد 6: 31، 32 والترمذي في الشمائل: 341 والكافي 1 كتاب الحجة 4 ألباب 34 الحديث 1 وج 1 كتاب فضل العلم باب استعمال العلم 13 الحديث 4 وج 2 كتاب الإيمان والكفر 8 باب الرضا بالقضاء 31 الحديث 10.

عمار بن ياسر(ت 37 هـ):

من السابقين إلى الإسلام، وممن عذب كثيراً في سبيل الله.

أبوه ياسر بن عامر أول شهيد في الإسلام.

وكانت أمة سمية الشهيدة الأولى في الإسلام.

ولقد كان عمار من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالمحل العظيم.

قدم ياسر بن عامر وأخواه من اليمن إلى مكة يطلبون أخاً لهم، فرجع أخواه وحالف ياسر أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه سمية، فولدت له عماراً، فلما بُعث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أسلم عمار وأبواه وأخوه عبدالله.

وكان عمار ترب رسول الله أي نظيره في السن.

(572)

استشهد في صفين عام(37) للهجرة، وكان قد برز مقاتلاً وهو يقول:

اليوم ألقى الأحبه محمّداً وحزبه

وكان قد أتي بضياح من لبن فشرب بعضه وناول قسماً منه للأحنف بن قيس ثم قال صدق رسول الله(آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن) ثم تقدم يقاتل أمام الصفوف فقتل واحتز رأسه، فقال علي ـ عليه السلام ـ يرثيه:

وما ضبية تسبي العقول بحسنها إذا اتلفتت خلنا بأجفانها سحرا

بأحسن ممن خضب السيف وجهه دماً في سبيل الله حتّى قضئ صبرا

وكان عمار من الشجعان والمقاتلين الأشداء، وقد طأطأ الترايخ إجلالاً وإكباراً لذلك الرجل الذي جاوز التسعين وهو يقاتل أشد القتال.

تقييم:

لقد حظي عمار بمقام عظيم عند المسلمين قلما يحظى به عالم رباني أو صديق أو شهيد، وعن عمر بن شر حبيل قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: «عمار ملي إيماناً إلى مشاشه» إسناده صحيح.

وعن علي ـ عليه السلام ـ في استئذان عمار على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: «مرحباً بالطيب المطيب» صححه الترمذي.

وعن أم المؤمنين عائشة قالت: «قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: عمار ما عرض عليه أمران، إلاّ اختار أرشدهما» أخرجه النسائي والترمذي واسناده صحيح.

وجاء الحديث المتوارت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله لعمار: تقتلك الفئة الباغية.

المصادر:

البحار 19: 263، 19: 264، 20: 58، 20: 145، 21: 19، 21: 105، 21: 131، 21: 197، 21: 247، 21: 254، 22: 20، 22: 48، 22: 116، 22: 282،

(573)

22: 318، 22: 323، 22: 324، 22: 325، 22: 329، 22: 330، 22: 335، 22: 338، 22: 342، 22: 353.

عبد الرحمن بن أبي ليلى(ت 83 هـ):

أبو عيسى عبد الرحمن بن أبي ليلى واسم أبي ليلى يسار الأنصاري فقيه العراق، من ابرز التابعين، علم من أعلام الإيمان والجهاد، وكان رجل صدق.

ولد لست سنوات بقيت من خلافة عمر بن الخطاب واستشهد في معركة دير الجماجم عام(83) هجرية.

اشترك مع أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ في معركتي صفين والنهروان.

ولقد بلغ من العلم والتفوق في أن الحجاج لما قدم العراق أراد أن يستعمله على القضاء فقال له حوشب: «إنّ كنت تريد أن تبعث علي بن أبي طالب على القضاء فافعل».

قال عبد الملك بن عمير: أدركت ابن أبي ليلى في حلقة فيها نفر من الصحابة منهم البراء بن عازب يستمعون لحديثه، وينصتون له.

وبلغ من جوده ما قد روي عن مجاهد بن جبر: كان لعبد الرحمن بن أبي ليلى بيت فيه مصاحف يجتمع إليه فيه القراء قلما تفرقوا إلاّ عن طعام عن ثابت البناني: «كان عبد الرحمن بن أبي ليلى إذا صلى الصبح نشر المصحف وقرأ حتّى تلطع الشمس ».

قال عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ما فيهم أحد يسأل عن شيء إلاّ أحب أن يكفيه صاحبه الفتيا، وأنهم هاهنا يوثبون على الأمور توثباً ومن هنا يعلم بأنه كان يدعو إلى التأمل في الفتيا وعدم التسرع إلى الجواب، وأنه كان ينتقد ظاهرة التسرع في الفتيا التي كانت في عصره.

(574)

روى الخطيب البغدادي بمسنده عن عبدالله بن عيسى قال: «كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوياً، وكان عبدالله بن عكيم عثمانياً، وكانا في مسجد واحد، وما رأيت أحداً منهما يكلم صاحبه» وقد علق الخطيب البغدادي على ذلك بقوله: «يعني كلام مخاصمة، ومناظرة في عثمان وعلي»([22]).

وما قاله الخطيب البغدادي التفاتة رائعة.ولقد كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علوي الرأي إلاّ أنّه كان يبتعد عن الخصومات المذهبية ولا سيما تلك التي تثير الأحقاد، وتؤجج سعير الشغب.

لقد كان عبد الرحمن مثالاً لرجل الوحدة والتقريب، ولقد كان بارزاً في معركة الجماجم التي اشتركت فيها مختلف العناصر ذوات النزعات الاعتقادية المتعددة وما ذاك إلاّ لوحدة الهدف المتمثل في مقاومة الظلم والاستبداد وتحكيم القرآن والسنة المطهرة في واقع الحياة.

قال سليمان الأعمش: «رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد أوقفه الحجاج وقال له: العن الكذابين علي بن أبي طالب، وعبدالله بن الزبير والمختار بن باي عبيد قال: فقال عبد الرحمن: لعن الله الكذابين ثم ابتدأ فقال: علي بن أبي طالب وعبدالله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد قال الأعمش فعلمت حين ابتدأ فرفعهم لم يعنهم ».

جلد الحجاج عبد الرحمن بن أبي ليلى أربعمائة سوط على رأيه العلوي.

كتيبة القراء:

كتيبة القراء أشد كتائب العراق اقتداراً على القتال ولقد أعد لها الحجاج ثلاث كتائب ولكنها تقهقرت أمامها.

لقد وقف ابن أبي ليلى خطيباً في كتيبة القراء قائلاً: « يا معشر القراء إنّ الفرار ليس

(575)

بأحد من الناس بأقبح منهم بكم إني سمعت عليا ـ رفع الله درجته في الصالحين، وأثابه أحسن ثواب الشهداء والصديقين ـ يقول يوم لقينا أهل الشام: أيها المؤمنون: إنه من رأى عدواناً يعمل به، ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكر بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذاك الذي أصاب سبيل الهدى ونور في قلبه اليقين فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الّذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فلا ينكرونه»([23]).

نقل الشيخ في الخلاف للمترجم فتاوى كثيرة جداً.

تقييم:

إنّ ابن أبي ليلى t قليل النظير، لا يسأل عن مثله. ومع هذا نقول: ممن وثقه ابن حبان وابن معين وقال العجلي: «عبد الرحمن بن أبي ليلى تابعي ثقة، من أصحاب علي».

قال يزيد بن أبي زياد: «قال عبد الله بن الحارث: اجمع بيني وبين ابن أبي ليلى فجمعت بينهما فقال عبدالله بن الحارث ما شعرت أن النساء ولدت مثل هذا ».

الروايات:

روى عبد الرحمن عن علي ـ عليه السلام ـ واُبّي ابن كعب والمقداد بن الأسود وقيس بن سعد بن عبادة وسهل بن حنف والبراء بن عازب وأبي سعيد الخدري وعبدالله بن زيد وكعب بن عجرة وأبي ذر الغفاري وأبي الدرداء وزيد بن أرقم وبلال بن رباح(هكذا ذكر العلماء الأعلام روايته عنه بلا واسطة وغير بعيد أن تحمل روايته عنه على الأرساغ) كما روى عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان وام هانئ بنت أبي طالب.

وروى عنه ابنه عيسى وحفيده عبدالله بن عيسى والمنهال بن عمرو ومجاهد بن جبير وعمرو بن ميمون والشعبي ويحيى بن الجزار وسليمان الأعمش.

(576)

المصادر:

طبقات الحفاظ للسيوطي: 26، ميزان الاعتدال 2: 584، تاريخ بغداد 1: 199، تاريخ الطبري 5: 163، رجال الشيخ الطوسي: 48، سير اعلام النبلاء 4: 262، تنقيح المقال 2: 148، الطبقات الكبرى 6: 109، معجم رجال الحديث 9: 354.

المصنف لعبد الرزاق الصنعاني الحديث 1788، 1823، 2872، 3175، 3280، 3430، 3488، 5431، 6255، 6684، 7343، 7535، 8545، 8649، 12321، 16983، 17167، 17191، 20593.

مصابيح السنة للبغوي 1: 1174، 3: 3270، مسند الامام احمد 5: 127، امالي الشيخ المفيد: 13، 44، 196، مستدرك الحاكم 3: 402.

فاطمة بنت الحسين(40 ـ 110 هـ):

فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ من فضليات النساء وخيارهن. تابعية عالمة من رواة الحديث وكانت في الحسب والنسب والنبل والعقل والمعرفة بالمكان الرفيع والمحل العظيم.

حضرت وقعة كربلاء مع أبيها الحسين ـ عليه السلام ـ، وأخذت أسيرة إلى الكوفة، حيث مقر عبيد الله بن زياد ثم إلى دمشق حيث مقر يزيد بن معاوية، ومن ثم انصرفت إلى المدينة المنورة مع أسارى آل محمّد.

تمييز:

لفاطمة بنت الحسين أخت تسمى بهذا الاسم أيضاً وتسمى فاطمة الصغرى، لم تحضر كربلاء وبقيت في المدينة المنورة، بسبب مرضها وهي التي رثت أباها بأبيات أولها:

(577)

نعب الغراب فقلت من تنعاه ويلك من غراب([24])

روي عن فاطمة بنت الحسين(الكبرى) أنها قالت: «لما أدخلنا على يزيد ساءه ما رأى من سوء حالنا، وظهر ذلك في وجهه، فقال: لعن الله ابن مرجانة وابن سمية، لو كان بينه وبينكم قرابة ماصنع بكم هذا، وما بعث بكن هكذا، قالت: فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر، وقال له: يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية ـ يعنيني ـ قالت وكنت جارية([25]).

وضيئة، فار تعدت وفرقت، وظننت أن ذلك يجوز لهم، فأخذت بثياب أختي وعمتي زينب، فقالت عمتي: كذبت والله ولؤمت ! ما ذلك ولا له فغضب يزيد وقال: بل أنت كذبت، إنّ ذلك لي، ولو شئت فعلته، فقالت: كلا والله ! ما جعل الله لك ذلك، إلاّ أن تخرج من ملتنا وتدين بغي رديننا فقال: إياي تستقبلين بهذا؟ إنّما خرج من الدين أبوك وأخوك. قالت زينب: أمير مسلط يشتم ظالماً، ويقهر بسلطانه، اللهم إليك دون غيرك، فاستحيا يزيد، وندم وسكت مطرقاً، وعاد الشامي إلى مثل كلامه، فقال، يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقال له يزيد أغرب عني لعنك الله، ووهب لك حتفاً قاضياً، ويلك لا قتل ذلك ! فهذه بنت علي وفاطمة».

وكان والي المدينة عبد الرحمن بن الضحاك الفهري قد أجبرها على الزواج منه، فامتنعت وقال: «أقعد على بني هؤلاء» وألح عليها في ذلك، وأوعدها أن لم تستجب له ليجلدن أكبر أولادها بتهمة شرب الخمر، فكتبت فاطمة ـ رضوان الله عليها ـ بذلك إلى يزيد بن عبد الملك، وشكت له ما تلقى من عامله على المدينة، فعزله يزيد بن عبد الملك، وأغرمه أربعين ألف دينار، وأمر أن يطاف به في جبة من صوف.

وكانت فاطمة حكيمة أديبة فصيحة، وهي القائلة: «ما نال أحد من أهل السفه

(578)

بسفهه شيئاً، ولا أدرك من لذاته شيئاً، إلاّ وقد ناله أهل المروءات فاستتروا بجميل ستر الله».

تقييم:

ترجم لها ابن حجر العسقلاني قائلاً: «ثقة من الرابعة، ماتت بعد المائة وقد أسنت».

وذكرها ابن حبان في الثقات.

الروايات:

روى لها أبو داود والترمذيي والنسائي: «مسند علي» وابن ماجه والكليني. روت عن أبيها الحسين بن علي وعن اخيها علي بن الحسين، وعمتها زينب بنت علي وعن عبد الله بن عباس، وأسماء بنت عميس وعائشة وعن بلال المؤذن(مرسلاً) وعن فاطمة الزهراء عليها السلام(مرسلاً).

وروى عنها أولادها عبدالله بن الحسن وإبراهيم والحسن وعبدالله الديباج، كما روى عنها سهل بن يوسف الأنصاري غزية، وسليمان بن أبي المغيرة، وزيادة أبو هشام، وشيبة بن نعامة الضبي، ومصعب بن محمّد، ويعلى بن أبي يحيى، وابنتها أم جعفر «بنت فاطمة عليها السلام» ويذكر أن عائشة بنت طلحة قد روت عنها.

ملاحظة:

ذكر العلماء ومنهم ابن حجر العسقلاني في تهذيب، وابن حبان في الثقات، والمزي في تهذيب الكمال روايتها عن أسماء بنت عميس بلا واسطة.

أقول: وهو بعيد جداً، إذ إنّ ولادة فاطمة بنت الحسين عام أربعين للهجرة، وأسماء بنت عميس قد توفيت في هذا العام أيضاً، أو بعيده بقليل، وعلى هذا الأساس ينبغي أن تكون روايتها عنها مرسلة كروايتها عن بلال المؤذن وفاطمة بنت محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ.

(579)

المصادر:

الطبقات الكبرى 8: 473، كتاب الثقات لابن حبان 5: 300 تهذيب الكمال: رقم الترجمة 7901، تقريب التهذيب 2: 602، معجم رجال الحديث 3: 197، مقاتل الطالبين: 119: 120 مقتل الحسين للخوارزمي 2: 62، الكافي 2، كتاب الإيمان والكفر 1 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 99، الحديث 29، الاختصاص: 227.

عبدالله بن العباس(68):

أبو العباس عبدالله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، ولد سنة ثلاث قبل الهجرة، وتوفي في الطائف سنة ثمان وستين للهجرة. من أكبر الفقهاء وأعظم المفسرين، وكان خطيباً مصقعاً، ومناظراً قديراً، ومتكلماً مفوهاً، عارفاً بالشعر جداً، وعلى ضوئه يفسر القرآن الكريم، وله شجاعة أدبية بارعة، وشجاعة في الحرب قليلة النظير، وكان قائد ميسرة الامام علي ـ عليه السلام ـ في صفين.

يسمى ابن عباس البحر لغزارة علمه، كما يسمى الحبر للسبب ذاته، ولما مات قال محمّد بن الحنفية t: «اليوم مات رباني الأمة».

قال عطاء: «ما رأيت مجلساً قط أكرم من مجلس ابن عباس، وأن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع».

وقد عمي ابن عباس في اواخر عمره من شدة بكائه على علي والحسين عليهما السلام وكان قد قال في عمى عيني÷:

إنّ يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور

عقلي ذكي وقلبي غير ذي دخلٍ وفي فمي مقول كالسيف مشهور

(580)

تقييم:

لا يختلف ائنان بما لابن عباس من المنزلة العظمى في الإسلام علماً وفقهاً وإيماناً وتفسيراً للقرآن الكريم.

ولقد جاء في الخبراء أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: «الله فقهه في الدين وعلمه التأويل».

وعن عطاء عن ابن عباس، قال: «دعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أن يؤتيني الله الحكمة مرتين».

وعن عطاء بن يسار أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن عباس فيشر مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات.

وعن ليث بن أبي سليم، قال: «قلت لطاووس لزمت هذا الغلام يعني ابن عباس وتركت الاكابر من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال: اني رأيت سبعين من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا تدارؤا في شيء صاروا إلى قول ابن عباس».

ويروي الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿... ما يعلمهم إلاّ قليل...﴾([26])

قال: «أنا من أولئك القليل وهم سبعة».

وجاء في الخبر عن ابن عباس: «كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، قال(عطاء): فذكر أنّه سألهم وسأله فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني عليه بعدما ترون؟»

المصادر:

البحار 4: 45، 5: 120، 6: 226 30، 7: 230، 7: 332، 8: 2، 8: 18، 10: 1، 12: 387، 13: 64، 13: 293، 15: 225، 16: 374، 17: 370، 18: 191،

(581)

18: 338، 18: 341، 20: 384، 22: 241، 22: 341، 22: 342، 22، 474، 22: 496، 22: 497، 23: 128، 24: 16، 26: 128، 26: 244، 26: 351، 27، 28، 141، 28: 297، 32: 86، 32: 122، 32: 211، 32: 269، 32: 342، 32: 346، 32: 360، 32: 402، 32: 601، 32: 609، 33: 178، 33: 178، 33: 256، 33: 256، 33: 265، 33: 316، 33: 353، 33: 377.

ومصنف عبد الرزاق الحديث 37، 45، 54، 55، 100، 107، 126، 127، 128، 129، 131، 167، 175، 84، 187، 190، 256، 304، 309، 315، 324، 358، 459، 379، 380، 382، 395، 396، 397، 435، 457، 458، 679، 55، 507، 581، 583، 609، 610، 635، 637، 642، 646، 653، 655، 657، 667.

عطاء بن السائب:

أبو زيد عطاء بن السائب بن مالك، ويقال ابن زيد الثقفي، ثقة من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام.

تقييم:

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: «سمعت أبي يقول عطاء بن السائب ثقة ثقة رجل صالح».

يحيى بن سعيد: «ما سمعت أحداً من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئاً قط في حديثه القديم، وما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب... إلاّ حديثين كان شعبة يقول سمعتهما بأخرة عن زاذان».

حماد بن زيد: «أتينا أيوب فقال: اذهبوا فقد قدم عطاء بن السائب من الكوفة وهو ثقة، اذهبوا إليه، فاسألوه عن حديث أبيه في التسبيح».

(582)

سفيان الثوري: «حدثني بعض أصحابنا قال: كان أبو إسحاق يسأل عن عطاء بن السائب فيقول: إنه من البقايا».

الروايات:

روى عطاء عن أبيه، وروى عن علي بن الحسين ـ عليه السلام ـ، وأنسه بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى.

وروى عنه سليمان الأعمش، وسليمان التيمي، وعمرو بن أبي المقدام وسفيان الثوري، وشعبة، وإسماعيل بن أبي خالد وحريز.

المصادر:

الجرح والتعديل 6: 332 ومعجم رجال الحديث 11: 144 رقم الترجمة 7688.

من لا يحضره الفقيه 3 باب من يجوز التحاكم إليه ومن لا يجوز من أبواب القضايا والأحكام الحديث 3 وتهذيب الأحكام 6 باب من إليه الحكم وأحكام القضاة والمفتين الحديث 536 و 540 والخصال: 30، 456.

الفضل بن دكين(ت 218 هـ):

من نوايغ العراق المعدودين، علامة مؤرخ أديب محدث نادر الوجود، ثقة ثقة.

وهو شيخ البخاري ومسلم.

في أيامه امتحن المأمون الناس في مسألة القول بخلق القرآن ودعاء والي الكوفة فسأله فقال: أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ: الأعمش فمن دونه يقولون القرآن كلام الله، وعنقي أهون من زر هذا.

ولأبي نعيم الفضل بن دكين t.

ذهب الناس فاستقلوا وصرنا خلفاً في أراذل النسناس

(583)

في اناس نعدهم من عديد فإذا فتشوا فليسوا بناس

كلما جئت ابتغي النيل منهم بدروني قبل السؤال بياس

وبكوا لي حتّى تمنيت أني مفلت منهم فرأسا براس

تقييم:

قال يعقوب بن سفيان: «أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان».

وقال ابن سعد: «كان ثقة مأموناً كثير الحديث».

وقال يعقوب بن شيبة: «سمعت أحمد يقول: أبو نعيم أثبت من وكيع».

وقال الخطيب البغدادي: «كان أبو نعيم مزاحاً ذا دعابة مع تدينه وثقته وأمانته».

وفي الجرح والتعديل: «ثقة، كان يحفظ حديث الثوري ومسعر حفظاً، كان يحرز حديث الثوري ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث، وحديث مسعر نحو خمسمائة حديث، كان يأتي بحديث الثوري على لفظ واحد لا يغير، وكان لا يلقن، وكان حافظاً متقناً»([27]).

وقال الذهبي: «حافظ حجة إلاّ أنّه يتشيع من غير غلق ولاسب».

الروايات:

روى الفضل بن دكين عن حفص بن غياث وداود بن نصير الطائي وسفيان الثوري ومسعر بن كرام وسدير الصير في وبشير بن المهاجر وإسماعيل بن مسلم العبدي وفطر بن خليفة وعبد الواحد بن ايمن وحبيب بن جري وسعد بن أوس وإسرائيل وشريك بن عبد الله وإسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر والحسن بن صالح وزهير بن معاوية وسفيان بن عيينة وعبد العزيز بن أبي سلمة وهشام بن سعد وأبان بن عبدالهل البجلي وعبدالله بن حبيب بن أبي ثابت وجرير بن أبي حازم ومحمد بن واسع وعمار الدهني.

(584)

وروى عنه البخاري كثيراً ومسلم بن الحجاج ومحمد بن عبيد الله بن عتبة وموسى بن القاسم ومحمد بن أبي يونس والحارث بن محمّد التميمي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعمير بن مرداس وبسر بن موسى وابن معين وفضيل بن محمّد الملطي وأحمد بن حنبل وأحمد بن الهيثم بن خالد البراز واحمد بن خليل الحلبي والحسن بن علي الوشاء ومحمد بن الحسن بن سماعة وجعفر بن محمّد الاحمسي ويحيى بن عبدالله البغدادي شيخ الطبراني وعلي بن عبد العزيز البغدادي وعباس الدوري البغدادي واحمد بن ملاعب بن حيان البغدادي وأبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي ومحمد بن سليمان المصيصي، وهارون بن عبدالله الحمال ومحمد بن حاتم بن بزيع.

المصادر:

الكامل في التاريخ 6: 645، معجم رجال الحديث 13: 286 الرقم 9345، تاريخ بغداد 12: 346، تهذيب التهذيب 8: 270، الأعلام 5: 148، تذكرة الحفاظ 1: 372، العبر 1: 377، التاريخ الكبير 7: رقم الترجمة 526، تهذيب الأحكام 9 باب ميراث الأعمام والعمات، الحديث 1174، الاستبصار 2 باب أن المشي افضل من الركب، الحديث 462، مسند الامام أحمد 4: 132 وأبو داود 3750، الكافي 6، باب ألوان النعال من كتاب الزي والتجمل 18: الحديث 3 صحيح مسلم 105، 169 و 170 أمالي الشيخ المفيد: 234 ـ 298.

 

خباب بن الارت(ت 37 أو 39 هـ):

أبو عبدالله خياب بن الارت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

من أكابر الموحدين، وسادات المؤمنين، مستضعف عند اله الشرك، عظيم عند

(585)

أهل الإسلام، وكان من أوائل المسلمين قيل انه سادس ستة.

ولقد لقي الشدة من قريش والعذاب الاليم في سبيل الله ليردوه ويمنعوه من سواء السبيل فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

شهد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ المشاهد كلها.

روى مسروق عن خباب بن الارت قال: كنت قيناً بمكة فعملت للعاص بن وائل سيفاً فجئت اتقاضاه فقال: لا اعطيك حتّى تكفر بمحمد فقلت لا اكفر بمحمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ حتّى تموت ثم تبعث فقال: وأين لمبعوث من بعد الموت فسوف أقضيك، فقلت ذلك لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فأنزلت ﴿أفرأيت الذي كفر بآياتنا...﴾([28]).

تقييم:

أن فضل خباب ومجده وعظمته واخلاصه وصدقه من المتسالم عليه بين المسلمين. ولقد قال علي ـ عليه السلام ـ: «رحم الله خباباً أسلم راغباً، وهاجر طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً».

وعن أبي ليلى الكندي قال: «قال عمر بن الخطاب: أدنه فما أحدٌ أحق بهذا المجلس منك إلاّ عمار قال فجعل يريه بظهره شيئاً يعني من آثار تعذيب قريش له».

الروايات:

روى خباب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ.

وروى عنه ابنه عبد الله بن خباب وأبو وائل شقيق بن سلمة وأبو إمامة الباهلي وصلة بن زفر العبسي وحارثة بن مضرب العبدي وسعيد بن وهب الهمداني وقيس بن أبي حازم ومسروق بن الأجدع ويحيى بن جعدة بن هبيرة وأبو الكنود الكندي وأبو ليلى الكندي وأبو ميسرة عمرو بن شر حبيل وعمرو بن عبد الرحمن وهبيرة بن يريم وعلقمة

(586)

بن قيس وعبد الله بن أبي الهذيل وعبادة الكندي وأبو معمر عبدالله الازدي.

المصادر:

الطبقات الكبرى 3: 164 تهذيب التهذيب، شذرات الذهب 1: 47 رجال الشيخ الطوسي.

التاريخ الكبير 3: 215، الإصابة 1: 416، المعجم الكبير للطبراني 4: 61، خلاصة تهذيب الكمال 104 صفة الصفوة 1: 427، فتوح البلدان 335، تاريخ خليفة 192، ثقات بن حبان 3: 106، مصابيح السنة 1: الحديث 1160، 3: 4424 و 3375، 4: 4574، 4: 4868.

وصحيح البخاري 3: 113 و 5: 55 و 7: 177، 198، 273، 298 و 10 108، 109 و11: 237 و 13: 189 وصحيح مسلم 619، ك 5، ح 189، 190، 940، ك 11، ح 44، 2681، ك 48، 126، 2795، ك 50، ح 35، 36 ومصنف عبد الرزاق الصنعاني الحديث 2676 و 6195.

خزيمة بن ثابت(ت 37 هـ):

خزيمة بن ثابت بن الفاكة بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن عبدالله بن جشم بن مالك بن الأوس الأنصاري ـ من سادات أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ، ورموز البدريين.

كان خزيمة وعمير بن عدي يكسران أصنام بني خطمة في الجاهلية.

شهد خزيمة مع رسول الله بدراً وما بعدها من المشاهد، وشهد مع علي الجمل وواقعة صفين واستشهد فيها عام(37) هجرية ليلة الهرير.

(587)

ويلقب خزيمة بذي الشهادتين، والسبب في ذلك أن رجلاً طلب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بحق، فأنكر النبي ذلك، فشهد خزيمة أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ صادق، وأن ليس عليه حق، فأجاز رسول الله شهادته، فقال له رسول الله بعد ذلك، أشهدتنا؟ قال: وقد عرفت أنك لا تكذب، فجعل رسول الله شهادة خزيمة تعدل شهادتين.

وفي رواية محمّد بن عمارة بن خزيمة، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ «يا خزيمة، ولم تشهد ولم تكن معنا؟ قال يا رسول الله أنا أصدقك بأمر السماء، ألا أصدقك بما تقول؟ فجعل رسول الله شهادته شهادة رجلين»([29]).

وقد رويت هذه القصة بألفاظ مختلفة، ومعان متشابهة في أخبار كثيرة، وهي من المشهورات.

ولخزيمة مقطعات شعرية حسان، فمن ذلك ما قاله في بيعة الناس للإمام علي ـ عليه السلام ـ، وهو من شعره المشهور:

إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا أبو حسن مما نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس إنه أطب قريش بالكتاب وبالسنن

وقال يخاطب محمّد بن الحنفية ـ عليه السلام ـ:

محمّد ما في عودك اليوم وصمة وما كانت في الحرب الضروس معردا أبوك الذي لم يركب الخيل مثله علي، وسماك النبي محمّد([30]).

تقييم:

لا يختلف اثنان بما لخزيمة بن ثابت من مكانة عليا في الإسلام، وقد اشتهر بين

(588)

الخاص والعام جعل رسول الله شهادته تعدل شهادتين، وهو الوحيد من أصحاب الرسول ـ رضوان الله عليهم ـ الذي يمتلك هذا الامتياز، وقد ذكر العلامة الحلي عن الفضل بن شاذان عده خزيمة بن ثابت من الجماعة السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ.

أقول: ينبغي التأمل في مثل هذا الكلام، بل رده أولى من قبوله، فمتى لم يكن خزيمة مع أمير المؤمنين في حياته كلها حتّى يرجع إليه، علماً بأن خزيمة بن ثابت لم يكن الوحيد من بين الجماعة الّذين لا يصح أن يشملهم الوصف المذكور.

الروايات:

روى ذو الشهادتين عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ.

وروى عنه ابنه عمارة وجابر بن عبدالله الأنصاري وأبو عبدالله الجدلي وعمرو بن ميمون وعطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وعمارة بن عثمان بن حنيف وعبد الله بن يزيد الخطمي.

المصادر:

بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم في ترجمة خزيمة: 3246، المعجم الكبير للطبراني 4: 94، أعيان الشيعة 29: 5، رجال الكشي 51، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني: 36، الجرح والتعديل 3: 381، الطبقات الكبرى 4: 379، التاريخ الكبير للبخاري 3: 205.

مسند الامام احمد 5: 213، مصنف عبد الرزاق الحديث 790، 791، 2394، 15565، 15565، 15566، 15567 الكافي 7: 400، من لا يحضره الفقيه 3: 108.

البحار للمجلسي ط طهران.

(589)

6: 238، 10: 227، 358، 16: 128، 18، 156، 22: 141، 318، 27: 52، 28: 92، 189، 200، 208، 213، 32: 134، 181، 587، 33: 10، 15، 16، 23، 148، 35: 19، 191، 234، 68: 263، الخصال: 461، 464، 608.

(590)

المصادر

ميزان الاعتدال في نقد الرجال للحافظ الكبير محمّد بن احمد الذهبي ط دار المعرفة، بيروت.

العبر في خبر من غبر للحافظ الذهبي.

الكامل في التاريخ علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني، دار صادر، بيروت.

مرآة الجنان وعبرة اليقظان لعبد الله بن سعد بن علي اليافعي اليمني ت 768.

المعرفة والتاريخ يعقوب بن سفيان ت 277، مكتبة الدار بالمدينة المنورة.

رجال الكشي أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، القرن الرابع.

تاريخ بغداد أو مدينة السلام للحافظ أبي بكر احمد بن علي الخطيب البغدادي.

صفين للمؤرخ الكبير نصر بن مزاحم المنقري ت 212.

مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم محمّد بن حبان التميمي 345 هـ، 965م

الفتوح لأحمد بن اعثم ت حدود 314.

رجال الشيخ الطوسي الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي.

(591)

المعارف لأبي محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ت 276 هـ.

سير اعلام النبلاء للحافظ الذهبي.

لسان الميزان للعلامة شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ت 852 هـ.

الوافي بالوفيات للعلامة صلاح الدين الصفري.

وفيات الاعيان احمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلكان 608.

الفهرست للإمام أبي العباس احمد النجاشي: 450(رجال النجاشي).

الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد بن منيع البصري(ابن سعد).

لسان الميزان للحافظ بن حجر العسقلاني.

النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة جمال الدين يوسف نفري بردي.

الأتابكي 813 ـ 874 هـ.

فقه الرجال.

نقد معجم رجال الحديث محمود البغدادي(مخطوط).

الذريعة آقا بزرك الطهراني.

تنقيح المقال في علم الرجال الشيخ عبدالله المامقاني.

خلاصة الأقوال ابن المطهر الحلي(العلامة الحلي).

شذرات الذهب في أخبار من ذهب للمؤرخ الفقيه عبد الحي بن العماد الحنبلي ت 1089 تهذيب التهذيب أحمد بن حجر العسقلاني.

التاريخ الكبير للإمام إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري ت 256.

تاريخ خليفة خليفة بن خياط العصفري ت 240 هـ، 854 م، ط دار الفكر.

تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري) أبو جعفر الطبري ت 310.

حلية الأولياء أحمد بن عبدالله الأصفهاني ت 430.

(592)

تاريخ الإسلام للحافظ محمّد بن احمد الذهبي.

رجال السيد بحر العلوم(الفوائد الرجالية) آية الله العظمى السيد محمّد المهدي بحر العلوم 1155 ـ 1312.

الثقات للحافظ أحمد بن حبان التميمي ت 354 هـ، 965م.

تهذيب الكمال في اسماء الرجال للعلامة المتقن جمال الدين يوسف المزي 654 ـ 742.

صفة الصفوه أبو الفرج بن الجوزي 510 ـ 597 هـ، دار المعرفة.

أعيان الشيعة للإمام محسن الامين العاملي.

معجم رجال الحديث محمّد بن احمد الذهبي.

الوسائل(وسائل الشيعة) الشيخ محمّد العاملي(ابن الحر).

الكافي للعلامة محمّد الكليني البغدادي ت 328 أو 329 هـ.

من لا يحضره الفقيه للمحدث الكبير محمّد بن علي الصدوق.

أمالي الشيخ الصدوق للمحدث الكبير محمّد بن علي الصدوق ت 381.

أمالي الشيخ المفيد الامام محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي 413.

كنز العمال للعلامة علي المتقي بن حسام الدين الهندي ت 975.

المصنف الإمام عبد الرزاق بن همام الصنعاني 126 ـ 211 هـ.

بحار الأنوار العلامة محمّد باقر المجلسي 1111 هـ.

تهذيب الأحكام للفقية الشهيد محمّد بن الحسن الطوسي.

الاستبصار للفقيه الشهيد محمّد بن الحسن الطوسي.

امالي الشيخ الطوسي للفقيه الشهيدمحمد بن الحسن الطوسي.

سنن الترمذي لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سوري 297هـ.

صحيح البخاري للحافظ الكبير محمّد بن إسماعيل البخاري.

(593)

صحيح مسلم للحافظ الكبير أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ت 261 هـ.

النوادر أو مستطرفات السرائر للفقيه الكبير محمّد بن احمد بن إدريس الحلي ت 598.

الموطأ للإمام مالك بن انس.

سنن النسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي.

سنن أبي داود للمصنف المتقن أبي داود سليمان بن الاشعت السجستاني الازدي.

سنن ابن ماجة للحافظ أبي عبدالله محمّد بن يزيد ابن ماجه 207 ـ 275.

الخصال الشيخ محمّد بن علي(الشيخ الصدوق).

 

([1]) ـ الجائية: 17.

([2]) ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى 4: 73.

([3]) ـ البحار 74: 75.

([4]) ـ الصرم: جماعة البيوت.

([5]) ـ خرج زاد الركب إلى العراق للتداوي، فأدركته المنية أثناء الطريق فقال أبو طالب يرثيه:

ألا إنّ زاد الركب غير مدافع بسرو سحيم غيبته المقابر

([6]) ـ الطبقات الكبرى 2: 355 وسير أعلام النبلاء 1: 389 و 1: 391.

([7]) ـ سير أعلام النبلاء 3: 194.

([8]) ـ رجال الكشي.

([9]) ـ رجال الكشي: 45 وفيه: ووقع حقائق بدل ووقعت حقائق.

([10]) ـ ممن ذكر ذلك ابن حجر في الإصابة رقم الترجمة 618 والقرطبي المالكي في الاستيعاب بهامش الإصابة: 145 وابن حجر في تهذيب التهذيب 1: 425 أعيان الشيعة 3: 552 قائلا باتفاق الرواة وأهل العلم.

([11]) ـ تاريخ بغداد.

([12]) ـ رجال السيد بحر العلوم 2: 140، 141.

([13]) ـ سير أعلام النبلاء 3: 194.

([14]) ـ الرقائق: أحاديث وقصص في الزهد والموعظة يرام منها تنمية الجانب الروحي عند الآخرين.

([15]) ـ ساجور: غل.

([16]) ـ سير اعلام النبلاء 5: 291، تذكرة الحفاظ: 100.

([17]) ـ تراجع وفاة حبيب تاريخ خليفة: 219، النجوم الزاهرة 1: 283 سير اعلام النبلاء 5: 291.

([18]) ـ تنظر ترجمة حبيب الأعور في الجرح والتعديل: 524.

([19]) ـ وقيل ربيعة بن عامر.

([20]) ـ

([21]) ـ كتاب الرجال، (الموثقين): 718 القسم الأول.

([22]) ـ تاريخ بغداد 10: 110.

([23]) ـ تاريخ الطبري 5: 163.

([24]) ـ انظر الخوارزمي، مقتل الحسين 2: 92.

([25]) ـ يطلق لفظ الجارية على الحرة والأمة من النساء.

([26]) ـ الكهف: 22.

([27]) ـ الجرح والتعديل 7: رقم الترجمة 353.

([28]) ـ مريم: 78.

([29]) ـ بغية الطلب في تاريخ حلب في ترجمة خزيمة: 3246.

([30]) ـ إنّ علياً استأذن الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا جاءه ولد أن يسميه باسمه(وربما) ويكنيه.

ارسال نظر