وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أسمعه أبوه في صباه من محمد بن عبيد الله بن الزاغوني والشريف أحمد ابن محمد بن جعفر العباسي ومحمد بن أحمد بن البطي ومحمد بن محمد ابن اللحاس وغيرهم . وسمع بعد علو سنه كثيراً وقرأ بنفسه وكتب كثيراً من كتب الحديث واللغة والأدب وحصل الأصول الملاح بخطوط الفضلاء . وكانت له همة وافرة في ذلك وخطه مليح .
وقرأ الأدب على أبي محمد بن الجواليقي وأبي الحسن بن العصار وكان أديباً فاضلاً حسن الأخلاق .
قال محب الدين بن النجار : كتبت عنه وكان يتشيع وما رأيت شيعياً أعقل منه ولا أقل كلاماً .
وولي النظر بديوان الأبنية مدة ثم البيمارستان العضدي ثم عطل مدة ثم رتب كاتباً بديوان المجلس إلى أن توفي سنة ثمان وستمائة بالمدائن .
ومن شعره : من مخلع البسيط .
نار عقارٍ وبرد ريق ... قد جمعا لذة المشوق .
في ليلةٍ طالت الليالي ... قصرها البدر بالطروق .
ومنه : من الطويل .
ألا ليت حظي منك في حال يقظتي ... كما كان حظي منك عند منامي .
عناق قضيبٍ فوقه قمر الدجى ... وتقبيل درٍ وارتشاف مدام .
أبو محمد الصلحي الكاتب .
الحسن بن محمد الصلحي أبو محمد الكاتب . كان من الأعيان ببغداد تصرف في عدة أعمال للسلطان تولى الكتابة لابن رائق الأمير وخلفه على الحضرة مدة ولايته ثم تولى الكتابة للإمام المطيع على ضياعه وداره .
روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتاب النشوار توفي في سنة ستٍ وسبعين وثلاثمائة .
الوزير المهلبي .
الحسن بن محمد بن عبد الله بن هارون أبو محمد الوزير المهلبي من ولد المهلب بن أبي صفرة كاتب معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه . ولما مات الصيمري قلده معز الدولة مكانه سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وقربه وأدناه واختص به وعظم جاهه عنده .
وكان يدبر أمر الوزارة للمطيع من غير تسميةٍ بوزارة ثم جددت له الخلع من دار الخلافة بالسواد والسيف والمنطقة ولقبه المطيع بالوزارة ودبر الدولتين .
وكان ظريفاً نظيفاً قد أخذ من الأدب بحظٍ وافر وله همة كبيرة وصدرٌ واسع وكان جماعاً لخلال الرياسة صبوراً على الشدائد .
وكان أبو الفرج الأصبهاني وسخاً في ثوبه ونفسه وفعله ؛ فواكل الوزير المهلبي على مائدته وقدمت سكباجة وافقت من أبي الفرج سعلة فبدرت من فمه قطعة بلغم سقطت في وسط الصحن فقال أبو محمد : ارفعوا هذا وهاتوا من هذا اللون في غير هذا الصحن . ولم يبن في وجهه استكراه ولا داخل أبا الفرج حياءٌ ولا انقباضٌ .
وكان من ظرف الوزير المهلبي إذا أراد أكل شيء من أرز بلبن وهرايس وحلوى رقيق وقف إلى جانبه الأيمن غلام معه نحو ثلاثين ملعقةً زجاجاً مجروداً ؛ فيأخذ الملعقة من الغلام الذي على يمينه ويأكل بها لقمة واحدة ويدفعها إلى الذي على يساره ؛ لئلا يعيد الملعقة إلى فيه دفعةً ثانيةً .
ولما كثر على الوزير استمرار ما يجري من أبي الفرج جعل له مائدتين إحداهما كبيرة عامة والأخرى لطيفة خاصة يؤاكله عليها من يدعوه إليها .
وعلى صنعه بأبي الفرج ما كان يصنعه ما خلا من هجوه ؛ فإنه قال : من الكامل .
أبعين مفتقرٍ إليك رأيتني ... فأهنتني وقذفتني من حالق .
لست الملوم أنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بغير الخالق .
وقد روى تاج الدين الكندي هذين لأبي الطيب المتنبي والله أعلم لمن هما .
وكان قبل وزارته قد سافر مرةً ولقي في سفره مشقة شديدة واشتهى اللحم فلم يقدر عليه وكان معه رفيق يقال له : أبو عبد الله الصوفي وقيل أبو الحسن العسقلاني ؛ فقال المهلبي ارتجالاً : من الوافر .
ألا موتٌ يباع فأشتريه ... فهذا العيش مالا خير فيه .
ألا موتٌ لذيذٌ الطعم يأتي ... يخلصني من الموت الكريه .
إذا أبصرت قبراً من بعيدٍ ... وددت بأنني مما يليه .
ألا رحم المهيمن نفس حرٍ ... تصدق بالوفاة على أخيه .
فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهمٍ لحماً وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت الأحوال بالمهلبي وولي الوزارة وضاقت الأحوال برفيقه الصوفي فقصده وكتب إليه : من الوافر .
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقالة مذكرٍ ما قد نسيه