وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إن كنتم قد ولتعم بالجفاء وس ... سلَّمتم لي الهمَّ تسليمي إلى الحرس .
فكلُّ ماءٍ سرت فيه مراكبكم ... دمعي وكلُّ هواءٍ مزعجٍ نفسي .
وقال : وقع بيني وبين أولاد الشيخ واقع أوجب تركي لهم بعد ودٍّ أكيد . فشكوني إلى الكامل . فتنكَّر لي وتنمَّر وعبس وقال : ما لي أرى فخر الدين عتبان عليك ؟ قلت : لسوء معاملته لي فقلت : إن رسم مولانا السلطات خلَّد الله ملكه أن أكون جليس بيتي وأنقطع عن الخدمة فعلت ذلك داعياً لأيامه . فإني عاجز عن مداراة هؤلاء . فقال : لا أكلِّفك هذا ولكن آمر الغلمان أنهم متى رأوك أخذوا نعالك . قال : فهوَّنت ذلك وقلت : ما عسى أن يبلغ بي إذاً ؟ ثم أمرني بالملازمة فجعلت أجيء فكما يقع عليَّ عين الغلمان أخذوا نعلي من رجلي فأدخل إليه مرةً حافياً ومرةً بخفافي وقد تنجَّست بالطين . فإذا أردت أن أطأ البساط نادى السلطان ومن حضره : لا تنجِّس البسط . فدخلت إليه يوماً وأنشدته : من الكامل .
مولاي إنَّك قد قتلت حواسدي ... لو يعلمون بأحسن الألطاف .
ما إن أمرت بخلع نعلي دائماً ... إلا لتجعلني كبشر الحافي .
قال : فتبسّم وقال : نعم أحسناً إليك ورفعناك إلى هذه الدرجة فاشكرنا إذ جعلناك مثل ذلك الرجل الصالح ولم يغيِّر شيئاً . ثم دخلت يوماً وقد رشُّوا الطريق بالماء فملأت خفافي بالطين وصاح الغلمان : لا تدس البسط . فتقدمت وأنشدت : من السريع .
يا ملك الدنيا ومن حازها ... بعدله والبذل والباس .
أمرتني أن لا أطأ حافياً ... بساطك المغتصَّ بالناس .
قلي ما أصنع في قدرتي ... أجعل رجليَّ على راسي .
قال : فتبسّم ولم يغيِّر شيئاً . فعجزت وقصرت حيلتي وجعلت أحلف له أن ذلك بلغ مني مبلغاً عظيماً ولقيت منه شدّةً وأسأله العفو فلا يزيدني على الضحك . فشكوت ذلك إلى الصّلاح الإربلي الشاعر فقال : عندي لك حيلة إن شكرتها لي علَّكمتكها . فقلت : ما أشكرني لما يذهب عني هذه الوصمة . فقال : إذا دخلت على السلطان فقع على نعله وخذها بمنديلك وقل : يا مولانا إنَّ نعلي قد استجارت بهذه النعل كما أن صاحبها ملك الملوك . قال : ففعلت ذلك فضحك حتى استلقى وقال : بحياتي من علَّمك هذا ؟ قلت : صلاح الدين قال : قد علمت أنها من فعلاته وأعفاني . ومن شعره : من الكامل .
عاتبتها فسقت بنرجس لحظها ... ورداً بفرط حيائه يتورَّد .
صنمٌ تعبَّد ناظري بجماله ... فلواحظي أبداً إليه تسجد .
وكتب تحتها قولي : فلوا حظي أبداً إليها تسجد من البديع . فكتب الكامل تحته : أخذت هذا من قول الشاعر : من المنسرح .
ولي حبيبٌ لم تبد صورته ... للنَّاس إلاَّ صلَّت له الحدق .
فأقسم له بحياته أنه لم يسمع ذلك .
الحلاَّج .
الحسين بن منصورٍ الحلاَّج الزاهد المشهور من أهل البيضاء بلدة بفارس .
نشأ بواسط والعراق وصحب الجنيد وغيره . والناس مختلفون في أمره فمنهم من يبالغ في تعظيمه ومنهم من يكفِّره . قال ابن خلكان : ورأيت في كتاب مشكاة الأنوار لأبي حامد الغزالي فصلاً طويلاً في حاله . وقد اعتذر له عن الألفاظ التي كانت تصدر عنه مثل قوله : أنا الحقّ وما في الجبَّة إلا الله . وهذه الإطلاقات التي ينبو السَّمع عنها وعن ذكرها وحملها كلَّها على محامل حسنةٍ وأوَّلها وقال : هذا من فرط المحبَّة وشدّة الوجد . وجعل هذا مثل قول القائل : من الرمل .
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... فإذا أبصرتني أبصرتنا .
ومن الشعر المنسوب إليه على اصطلاحهم وإشاراتهم قوله : من البسيط .
لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا ... لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن .
وقوله أيضاً على هذا الاصطلاح : من البسيط .
ألقاه في اليمِّ مكتوفاً وقال له : ... إيَّاك إيَّاك أن تبتلَّ بالماء .
وقال أبو بكر بن ثوابة القصري : سمعت الحسين بن منصور وهو على الخشبة يقول : من الوافر .
طلبت المستقرَّ بكلِّ أرضٍ ... قلم أر لي بأرضٍ مستقَّرا .
أطعت مطامعي فاستعبدتني ... ولو أنِّي قنعت لكنت حرَّا .
والبيت الذي قبل قوله : لا كنت إن كنت أدري : من البسيط