الاستكبار العالمي وخططه الإستراتيجية المتزين الأمة الإسلامية

الاستكبار العالمي وخططه الإستراتيجية المتزين الأمة الإسلامية

 

 

الاستكبار العالمي وخططه الإستراتيجية المتزين الأمة الإسلامية

 

الشيخ محمد تقي المولى - عراق

عضو البرلمان العراقي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد(ص) وأصحابه الميامين ومن والاهم إلى يوم الدين.

 

السلام على السادة العلماء الأعلام وجميع الأخوة والأخوات واسعد الله أيامكم بذكرى ولادة سيد الكائنات محمّد (ص) وكذلك ولادة حفيده الإمام جعفر بن محمّد الصادق(ع).

 

وفي هذه المناسبة أقدم شكري وامتناني لجمهورية إيران الإسلامية ولهذا الجمع المؤمن الذي كان سببا في جمعنا المبارك هذا قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز.

 

(وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).

 

وامتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن الأمة الإسلامية امة واحدة تجمعنا كلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله. وكذلك يجمعنا القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

 

وتجمعنا قبلة واحدة وصلوات خمس وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام كل هذه المشتركات أساسية تبنى عليها بقية الأواصر التي يربطنا معا.

 

أعداء الإسلام يعملون ليل ونهار من أجل تمزيق وحدة المسلمين من خلال تشويه سمعة الإسلام والنيل منه أن خطط أعداء الإسلام ماكرة وتريد إبعاد المسلمين عن دينهم ولكن يمكرون والله خير الماكرين.

 

ونرى الاستكبار العالمي يضع الخطط الإستراتيجية لتمزيق المسلمين وإضعافهم وأخذ المبادرة من أيدهم لقد بذلوا كثير من الطاقات والأموال في سبيل إسقاط الأمة الإسلامية وجعلها دويلات ووضع الحدود بين هذه وتلك واخذو يسيطرون على مقدرات الشعوب الإسلامية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تارة باسم شركات لاستخراج النفط وتارة باسم التصنيع ومن خلال هذه المنافذ سيطروا على زمام المبادرة وسيطروا على اقتصاد العالم وكذلك سيطروا على شركات إنتاج السلاح والتقنيات الحديثة وبقيت الدول الإسلامية محرومة من التطور في جميع المجالات. وكذلك في مجال الزراعة وضعوا المشاكل والعقبات أمام البلاد الإسلامية والهاء المسلمين بالحروب والمشاكل الداخلية ليكونوا المصدر الوحيد للمنتجات الزراعية وبيعها بأغلى الأثمان وبالمقابل السيطرة على أسعار النفط وشرائها بابخس الأثمان ومن خلال إيجاد الذرائع والحجج التي أعطيت لهم من قبل عملائهم الذين تمردوا عليهم مؤخرا مثل صدام حسين جعلهم يتواجدون الإرهاب تارة أخرى وممارسة الضغوط المستمرة لإنهاء المشكلة الفلسطينية لصالح الهيمنة الصهيونية وأثارت الشكوك والمخاوف ضد جمهورية إيران الإسلامية من خلال إيجاد الثغرات والتركيز على نقاط الخلاف وإيجاد الفرقة والتنافر بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة.

 

كل هذا يدفعنا إلى الاهتمام للأكثر وعدم فسح المجال للخلافات الجزئية والتعصب الأعمى الغير مبرر. وكذلك من خلال التكاتف بين أبناء الأمة الإسلامية والعمل المتواصل في جميع مجالات الحياة والتعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والاعتماد على القدرات الذاتية من خلال إعداد الخطط والبرامج المسبقة وتبادل الخبرات في جميع المجالات وعدم الاعتماد على الأجنبي.

 

إن الأمة الاسمية تمتلك من الثروات المادية والبشرية لا يمتلكها أعداء الإسلام لو سخرت بالاتجاه الصحيح.

 

أن الوحدة الإسلامية ستوفر القدرات الحقيقية التي يمكن أن يستند إليها المسلمون في صراعهم الحضاري ضد الاستكبار وبدون هذه الوحدة لا يمكن للأمة الإسلامية النهوض بمسؤولياتها تجاه خطط الاستكبار العالمي الصهيوني كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز.

(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).

 

يجب ترك التطرف والتزمت واحترام الأخر والرأي الأخر وعلى مر الأزمان لم يفلح المتطرفون بل الاعتدال والوسطية هي الأصلح في تقوية أواصر الوحدة الإسلامية.

 

إذ ليس من الممكن تحويل جميع النظريات العقائدية والاجتهادات الفقهية والآراء السياسية للمسلمين إلى نظرية واحدة وإلى اجتهاد واحد ومذهب فقهي واحد.

 

ولكن الأجدر في معالجة القضايا الأساسية التي تهم المسلمين بموقف واحد منسجم يحقق المصلحة العامة للإسلام والمسلمين وعلى سبيل المثال نوحد مواقفنا تجاه القضية الفلسطينية ويكون لنا موقف واحد للدفاع عن أهلنا في غزة الذين يقتلون بنيران العدو الصهيوني بدون رحمة وان يكون لنا موقف واحد في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية وعدم السماح بالمساس بها وخاصة قراننا الذي يتعرض بين الحين والآخر إلى الهجمات والاهانة من قبل أعداء الإسلام.

 

نحن اليوم بحاجة ماسة إلى ترويج أخلاق رسول الله(ص) والاقتداء بأخلاقه الكريمة حين قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (وانك لعلى خلق عظيم).

 

وفي هذه المناسبة أتطرق إلى الفترة المظلمة والعصيبة لثلاث أو أربع سنوات مرت بالعراق أراد أعداء الإسلام والمتطرفون أن يسحبوا العراق إلى حرب طائفية بين السنة والشيعة ولكن حكمة شعب العراق أودت بهؤلاء إلى الاندحار لان العراق معروف منذ مئات السنين بعيد عن الطائفية وتركيبته العشائرية من المذاهب الإسلامية الشيعية والسنية الحنفية والشافعية وان السنة والشيعة يتصاهرون فيما بينهم ويحضر احدهما مناسبات الآخر ويعملون معا في جميع مجالات الحياة منذ عصور خلت وتجد في العشيرة الواحدة منهم السني ومنهم الشيعي.

 

ولكن أعداء الإسلام من التفكيريين الذين أرادوا أن يزرعوا الفتنة الطائفية وكفروا جميع العراقيين حيث قالوا عن السنة متخاذلون وعن الشيعة كفرة ويجب قتلهم والكرد خونة ومرتدون وكذلك يجب قتلهم قاموا بقتل العلماء والمهندسين والأطباء والشيخ الكبير والطفل والمرأة والعامل البسيط وفجروا المساجد والمستشفيات والمدارس وقتلوا علماء الدين والمراجع ومنهم أية الله السيد ممد باقر الحكيم(قدس سره) في يوم الجمعة رجب وكادت أن تقع حرب طائفية بتفجيرهم مرقد الإمامين العسكريين (عليهم السلام) في سامراء ولو لا تدخل مراجع الدين الكرام وعلماء الدين من السنة والشيعة وفي مقدمتهم أية الله العظمى السيد علي السيستاني (حفظه الله) كانت تحدث الكوارث الطائفية.

 

وكذلك دور الحركات والأحزاب السياسية بالتعاون مع المراجع العظام بإطفاء نار الفتنة وطرد الإرهابيين من القاعدة ومن لف لفهم من العراق وبفضل الله سبحانه وتعالى أصبح العراق الآن أمنا مستقرا يتعافى يوم بعد يوم ويرجع إلى حالته الطبيعية من خلال ما قامت به الحكومة المنتخبة من قبل الشعب العراقي بمطاردة هؤلاء التكفيريين وفرض القانون وخير دليل على وحدة الكلمة ووحدة الصف والأمن والاستقرار هو الانتخابات التي أجريت لاختيار أعضاء مجالس المحفظات بكل حرية وشفافية ونزاهة.

 

وأكد العراقيون للعالم أنهم شعب واحد يجمعهم الله والوطن والدين ويتآخون فيما بينهم مع باقي القوميات والأديان الأخرى.

 

ويعلنون عن التسامح والمحبة من أجل بناء العراق الواحد الموحد من أجل إخراج القوى الأجنبية وإعلان الاستقلال والحرية والاعتماد على أبنائه في البناء وتحقيق الأمن والأمان لجميع العراقيين.

 

ولا يسعنا إلا أن نقدم شكرنا لمراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام وكل العاملين في الحكومة المركزية في إخماد الفتنة وتعزيز الأخوة وفرض القانون وكذلك نشكركم لإتاحة الفرصة لنا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته