تفعيل دور الفضائيات الإسلامية ووسائل الاعلام في أداء رسالتها المأمولة ومكافحة ظاهرة التكفير

تفعيل دور الفضائيات الإسلامية ووسائل الاعلام  في أداء رسالتها المأمولة ومكافحة ظاهرة التكفير

  

 تفعيل دور الفضائيات الإسلامية ووسائل الاعلام

في أداء رسالتها المأمولة ومكافحة ظاهرة التكفير

 

                                                                                     د.الشيخ أحمد نصار

                                                                                     مفتي صيدا السابق

                                                                        رئيس الرابطة الإسلامية السنية في لبنان

 

 

مداخلة حول

تفعيل دور الفضائيات الإسلامية ووسائل الاعلام في أداء رسالتها المأمولة ومكافحة ظاهرة التكفير

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

قال تعالى: ]وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلا[ (النساء:83) .

تقديم:

كثيرة هي الأسباب التي خلّفت في الأمة مجموعات خرجت عن مسار الاستقامة وتردّت في وادي الانحراف والشذوذ الفكري والعقدي والسلوكي، وأوقعت أحداثاً دموية بشعة، وألقت فساداً وتدميراً وهدماً على مجتمعات الأمّة الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً؛ فأصيب السامع بالهول، والمشاهد بالذهول، وأسف كل مخلص للجرائم النكراء التي ارتكبت باسم الإسلام وبحق أبنائه ومجتمعاته، والتي أصابت قلوبنا في سودائها قبل أن تصيب رجال الأمن، أو الآمنين، أو المستأمنين في أوطاننا.

أجندة أعمال المجموعات التكفيرية المقيتة، دفعت الكثير للتعبير عن استيائه، وتنديده، واستنكاره، ولكن الأمر أكبر من ذلك، إذ لابد من النظر إلى هذه المجموعات وأعمالها من زاوية الخلل والاختراق الأمني، والخلط الفقهي، الذي وقع به هؤلاء القتلة، فسوّغوا لأنفسهم فتاوى قتل المخالفين لهم في الفكر والمنهج، وحربهم للأنظمة الحاكمة؛ أفراداً عاملين ومؤسسات الدولة على أنهم يوالون الكفر والطغيان، ودون اعتبار لأي من المقاصد أو فقه المصالح أو المفاسد أو الأولويات وغيرها.

مفهوم ظاهرة التكفير

فالتكفير في العصر الحديث؛ وهو نسبة أحد من أهل القبلة إلى الكفر واستحلال دمه وماله وعرضه. وهو من أخطر البدع التي ابتليت به الأمة، والله تعالى يقول: ]وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ[، ويقول سبحانه: ]يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ...[، ورسول الله r يقول: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم له ما مالنا وعليه ما علينا) رواه البخاري.

والتكفير المستحلّ للقتل ظاهرة قديمة بدأت بظهور فرق الخوارج في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت سبباً في مقتله، واشتدت تنظيما وتأصيلاً لانحرافها في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، والتي كانت سببا في مقتله.

واستمرت ظاهرة التكفير الإرهابي تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية عبر كل العصور من خلال الاختراق الأمني للمجتمع الاسلامي واستغلال الجهل وانتشار البدع والخرافات وسوء الفهم والتأويل الخاطئ لصحيح الدين وأحكام الشريعة.

فهو فكر ومنهج يحمل أخطاراً عقدية وتربوية متعددة تهدد كيان الأمة واستقرارها، والذي سهّل أعداؤها نشره من خلال وسائل وأساليب إعلامية متطورة وفرتها تقنيات الاتصال المعاصرة. ففي ظل ثورة الاتصال والمعلومات تحققت عالمية الإعلام، وتساقطت الحدود والقيود أمام انسياب الأفكار والمعلومات وتدفقها إلى كل مكان في العالم. وعالمنا العربي والإسلامي كان إحدى ضحايا عصر العولمة وتقنيات الاتصال الذي حمل تهديداً مباشراً لسيادة تلك الدول، ومساساً فاعلاً بأمنها الثقافي والحضاري، ومسخاً لكل مكونات هويتها وعلى رأسها الدين.

فعبر تاريخنا الإسلامي الطويل تعرضت هويتنا الإسلامية السمحة للعديد من محاولات النيل منها وإضعافها، إدراكاً من أعداء الإسلام بأن عظمة هذا الدين وعالميته إنما تكمن في وسطيّة تعاليمه، وسماحة اتّباعه في ظل قاعدة أصيلة وثابتة "لا إفراط ولا تفريط". وكما أعطت تقنيات الاتصال المعاصرة فرصاً غير مسبوقة لأعداء الإسلام لينفثوا سمومهم ويواصلوا هجماتهم ضد هذا الدين الحنيف من خلال ترسانة مرعبة من الأسلحة الإعلامية الحديثة والمتطورة، فقد أعطت نفس الفرص لمجموعات متطرّفة ضالة من المسلمين ليقوموا بنفس الدور الذي يقوم به أعداء الإسلام ولكن بشكل أكثر خطورة وتأثيراً؛ لأنهم من المحسوبين على الإسلام.

واقع القنوات الفضائية العربية والإسلامية:

إنّ وسائل الإعلام الحديثة كشبكة المعلومات والقنوات الفضائية إحدى أهم وأخطر أدوات إدارة الصراع الحضاري والإيديولوجي في القرن الجديد. مما جعل الدول العربية والإسلامية تتسابق على إمتلاك تقنيات الاتصال واطلاق القنوات الفضائية، والتي تعدّى عددها الألف قناة، من بينها أكثر من مئة قناة دينية.

وكانّا نأمل أن تقوم تلك القنوات بواجب نشر تعاليم الدين الصحيح، والدفاع عن ثوابت الإسلام، ومعالجة القضايا المعاصرة، وترسيخ معاني الوحدة الإسلامية وتقديم صورة حقيقية عن الإسلام الحضاري، وسبيلٍ للتواصل الثقافي بين المواطنين العرب والمسلمين في شتى أنحاء العالم، وأداةٍ للدفاع عن الثقافة والهوية الإسلامية وتصحيح ما لحق بها من شبهات.

ولكن الواقع يدفعنا إلى القول بأن هذه القنوات قد ساهم بعضها في مزيد من التشويه والتقزيم للثقافة العربية والإسلامية، وأدّى إلى مزيد من التباعد بين الشعوب العربية والإسلامية. فالمتأمل والمتابع لخريطة البرامج في القنوات العربية يجد أن بعضها يحاول القيام بهذا الدور ولكن من خلال أساليب نمطية وتقليدية جامدة، وأن الغالبية العظمى من هذه القنوات خرجت عن المسار المتوقع لها، فقدمت صورة عن الهوية الأممية بدل عن الهوية الإسلامية، تنادي بعقيدة العالم الجديد، وتشيع إسلام المسمى والعادة، وترفض إسلام الفكر والحياة. وقنوات أخرى رفعت لواء التشدد ورفض الحوار ومصادرة الرأي الآخر، والحجر على حريّة التعبير ومحاربة حق الاجتهاد، مظهرة بذلك صورة معكوسة عن السماحة الإسلامية والغارقة في الغلو والتعصب. وقنوات أخرى أقيمت لتنصر الحاكم أو الجماعة أو المذهب الفقهي أو العقدي، ومن منطلق الخصومة السياسية مع دولة أو محور دول أخرى من العالم الإسلامي، فتؤجج الصراع بكافة صورة وانعكاساته.

ووسط هذه الأجواء الصاخبة والمحتقنة التي أوجدتها القنوات الفضائية العربية والإسلامية، واستغلالا للمتناقضات في مواجهة الخصوم، وجد أصحاب الفكر الضال طريقهم إلى الشاشات الخطاب الفضائي ينشرون أفكارهم ورؤاهم التي تطعن في ثوابت الدين وروابطه، وتكفّر غيرها من المسلمين وتستحل القتل والفساد، وتنشر الفوضى والارهاب من الإسلام وباسم الاسلام. فأمسى التكفير الإرهابي في عصرنا الحاضر حدثاً طارئاً على البنية العقدية، ونتاجاً طبيعياً لظاهرة تديين الصراع السياسي والمصلحي، وبخطاب تحريضي عاطفي هائج، يستغِلّ الجهل بالدين والتأويل الفاسد للنصوص والإستهانة بمحارم الله وأحكام شرعه في تجنيد أتباعه.

 

أسباب ازدياد أعداد القنوات الدينية الفضائية:

1)        تطور مجال البث الفضائي، الأمر الذي جعل كلفة إطلاق القنوات الفضائية أقل بكثير مما كان عند بدء إطلاق الأقمار الصناعية.

2)   الصحوة الإسلامية التي شهدتها الدول الإسلامية في مختلف قارات العالم، والتي تزايدت مع التحديات السياسية والفكرية التي واجهها الإسلام والمسلمون في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والحرب اللامشروعة التي شنها الغرب على ديار الإسلام بدعوى مكافحة الإرهاب، وما سمي بثورات الربيع العربي.

3)   حرص العديد من الدول والمؤسسات الدعوية الإسلامية والمنظمات الثورية استخدام أحدث التقنيات في توصيل رسالتها، والتي كان من بينها القنوات الفضائية.

4)   حرص بعض الدول العربية والإسلامية على تشجيع إنشاء هذا النوع من القنوات الدينية ودعمها وتمويلها للوقوف أمام بعض الأنظمة الحاكمة والحركات والمنظمات الإسلامية التي تغاير فكرها أو مذهبها أو سياستها الخارجية.

5)        مواجهة القنوات الفضائية التنصيرية التي تخاطب المسلمين بلغاتهم في مخلف أرجاء الدنيا.

6)   اتجاه العديد من الأفراد والمؤسسات ذات التمويل والارتباط المشبوه إلى إطلاق قنوات فضائية لبث الفتن المذهبيّة بين السنّة والشيعة، كما وتطعن ببعض الأفراد أو المكونات الدينية أو السياسية أو المقاومة والمؤثرة في المجتمعات الإسلامية، حتى ولو كانت تنتمي لنفس المذهب.

7)   مساندة وتشجيع بعض الدول والمؤسسات الغربية والصهيونية العالمية لبعض الفرق الضالة والخارجة عن الإسلام في إطلاق قنوات دينية تعبر من خلالها عن أفكارها، لبث مزيد من الفرقة والانقسام والبلبلة في أوساط المسلمين.

8)   لجوء بعض المؤسسات الإعلامية الضخمة الهادفة للربح إلى اطلاق بعض القنوات الدينية التي تحظى بمعدلات مشاهدة عالية مما يفتح أمامها الباب واسعاً لتحقيق مزيد من الأرباح من خلال الإعلانات والرسائل القصيرة وإنتاج المواد التليفزيونية الدينية.

 

ملاحظات على الفضائيات الاسلامية:

1-      غالبية الخطاب الديني لهذه القنوات على اختلافها، يعاني من.

2-   غالب الخطاب الديني في هذه الفضائيات يحتاج إلى دراسات تحليلية نقدية شاملة، لضبطه وإصلاح بنيته، ومنطقه وإشكالياته وقضاياه ورفع الجمود في مقولاته ولغته ومصطلاحاته، وتحريره من التأويلات البشرية التي تَحظى بالقداسة كاكتاب والسنة.

3-   بعض هذه الفضائيات اتخذت من الدين ستاراً للصراعات السياسية، فاتسمت بالتشدد والعنف والغلو، فبرّزت الفتاوى المتشددة بأشخاصها، والفتاوى المتهافتة مع أصحابها، الرؤى المنغلقة مع أقفالها.

4-   أولويات الخطاب الديني لأكثر الفضائيات الدينية؛ العاطفة التحريضيّة المذهبية والسياسية متخذة صور القتل والاغتصاب والدمار وسيلة لاستقطاب المناصرين.

5-      أولويات الخطاب الديني للبعض الآخر من الفضائيات؛ هو الوعظ والإرشاد والفتاوى، التي لا تعكس واقع الحال في الغالب.

6-   الظهور الواضح للانقسامات المذهبية والقومية في الفضائيات الدينية، مما ساعد على إضعاف دعوات التقريب بين المذاهب بشكل كبير جداً، وتحولت كثير من هذه القنوات إلى منابرَ للتنابز والفرقة والتحريض.

7-      تغييب الشخصيات الإسلامية الكبيرة ذات الخطاب الجامع.

8-      غياب التخطيط في تظهير شخصيات دعوية موثوقة الخطاب لصناعتها كشخصيات ذات تأثير عام.

9-      تظهير دعاة يفتقرون للعديد من السمات الهامة؛ مثل:

‌أ-          الوعي التام بكل الأُطر المرجعية؛ القرآن والسنّة، وعمل الصحابة واجتهادات التابعين.

‌ب-     القراءة الجيدة لحركة التاريخ الإسلامي وإدراك السنن التاريخية.

‌ج-      الإلمام الكافي بالتراكمات العلمية والخبرات المادية والمعنوية التي توصل إليها العالم.

‌د-         التدريب على التقنيات الحديثة التي تمكنه من متابعة ما يدور حوله من أحداث واستكشافات علمية ومعطيات عصرية.

‌ه-    إدراكهم بأن الإسلام دعوة بكل معاني هذه الكلمة؛ يقوم على المنطق، ويستند إلى البرهان في مخاطبة الجماهير المسلمة وغير المسلمة.

‌و-   إدراكهم بأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال، وكذلك الدعوة الواعظة الموجهة المرشدة، وأن الدين في أصوله وكلياته لا يتغير، ولكن الذي يتغير هو الفتوى وأسلوب.

10-   الكم الأكبر من هذه القنوات موجه لمخاطبة البلاد العربية والإسلامية، والقليل منها التي تخاطب الجمهور الغربي من مسلمين وغير مسلمين.

11-   الكم الأكبر من هذه القنوات الدينية الإسلامية يمتلكه في الظاهر القطاع الخاص والأهلي، وليس الحكومات الإسلامية. ومعظم هذه القنوات جاءت كرد فعل متسرع دون دراسات متأنية لأهداف كل قناة وخصائص جمهورها وطبيعة المواد التي يجب أن تقدمها.

12-   بعض هذه القنوات ترك أمور الإفتاء في أيدي بعض الأشخاص غير المؤهلين، مما جعل مستوى الفتوى في هذه القنوات يصل إلى حالة من التخبط والاختلاف والخروج عن الأسس الشرعية، ولعل أخطره ما في برامج الفيتا ما تقدمه بعض القنوات الدينية من برامج الفيتا المباشرة.

13-   بعض القنوات الفضائية وسعياً لتحقيق المزيد من الشهرة والأرباح، أساءت توظيف الدين لأغراض دينوية، وذلك من خلال نماذج ما تقدمه من إعلانات عن سلع وبضائع وربطها بالدين أو من خلال تقديم بعض برامج تفسير الأحلام والرؤى، والحديث عن السحر والجان، أو أراء فقهية شاذة ومنحرفة، ونسي هؤلاء أو تناسوا أنهم يخاطبون جمهوراً تغلب عليه الأمية وينتشر في أوساطه الفقر والجهل.

 

نقاط عدة لتفعيل دور الفضائيات في أداء رسالتها المأمولة ومكافحة ظاهرة التكفير:

لما كان الإعلام بؤسائله المختلفة واحداً من أهم الأسلحة التي يعتمد عليها أعداء الإسلام في محاربته والنيل منه، فإن أي محاولة لتصحيح الصورة أو مواجهة الفكر الضال يجب أن تتخذ من تلك الوسائل سلاحاً فاعلاً.

فينبغي على الدول والمنظمات الإسلامية أن تقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها في حماية عموم المسلمين من مخاطر بعض تلك القنوات التي تبث الفرقة وتكفر طائفة من المسلمين، وذلك من خلال وضع استراتيجية شاملة ومستمرة لمحاربة الإيديولويجية التكفيرية والآراء المتطرفة لبعض الجماعات التي تنتسب إلى الإسلام، مع الأخذ في الاعتبار ما تتمتع به تلك الجماعات من قوة تنظيمية وإمكانيات مادية وتقنية عالية تجعلها قادرة على الترويج لأفكارها وآراءها المتشددة.

ويتحتم أن تنطلق الاستراتيجية من خلال مشاركة فاعلة ومنظمة من جانب المؤسسات والهيئات الإعلامية في الدول الإسلامية وفي مقدمتها القنوات الفضائية.

ويأتي في مقدمة النقاط التي تبنى عليها تلك الاستراتيجية التوعية بعدم شرعية الأفكار التكفيرية، ذلك أن مواجهة الفكر التكفيري أضحت اليوم فرض عين على كل مسلم، إذ أنّ شرور هذا الفكر وآثامه طالت كل المسلمين في أرجاء الدنيا.

 

الخطوات يمكن اتخاذها كورقة عمل:

1)   دعوة جميع الحكومات العربية والإسلامية إلى وقف تديين الصراع السياسي فيما بينها لأنه سلاح دمار شامل. مطالبة الدول باستراتيجية سياسية تضع خطوط حمراء تحدد قواعد الخصومة دون التعدي عليها، واستراتيجية إعلامية تواجه الايديولوجية التكفيرية التي تستحل الحرمات، للقضاء على أفكارها وتجفيف منابعها.

2)   الدعوة لانشاء مؤسسة اعلامية دولية إسلامية؛ تشترك فيها جميع المرجعيات الاسلإمية، وتُعنى بمراقبة مجمل وسائل الاعلام خصوصاً الفضائيات العربية والاسلامية منها وتُصدر تقريرها الدوري الموثّق في هذا الشأن تمهيداً لاعتماد الإجراءات اللازمة.

3)   تكثيف المؤتمرات واللقاءات الإسلامية المحلية والدولية بمشاركة العلماء والشخصيات ذات الثقة لدى جماهير المسلمين بهدف مواجهة الفكر الضال والآراء المتشددة، والتدليل على أهمية الوحدة الإسلامية، ونشر ذلك على القنوات الفضائية وغيرها من وسائل الاعلام.

4)   التعاون بين مختلف المرجعيات الاسلامية والاتحادات والتجمعات والروابط العلمائية العالمية والمحلية لانشاء فضائيات متخصصة بثقافة التقريب والوحدة والتعايش والحوار... تشترك فيها جميع المذاهب الاسلامية ويكون من أهم أهدافها تقديم نموذج ناجح وحضاري في التعاون المشترك بين المسلمين، والقبول بالآخر والتنوع وكيفية ممارسة الاختلاف وثقافته.

5)   العمل على عقد ميثاق شرف بين جميع الفضائيات ووسائل الاعلام عامة والمرجعيات الدينية يتضمن الامتناع عن كل اعمال التحريض أو التكفير أو التجريح أو الاساءة أو الاستفزاز للآخر وما من شأنه الدفع نحو الفتنة المذهبية أو الطائفية.

6)   العمل على تعزيز ثقافة الوحدة والتقريب والتعايش والقبول بالآخر في جميع وسائل الاعلام وخصوصاً الفضائيات المختلفة بهدف مواجهة تلك المخاطر وشرح أهمية الثقافة المقابلة لثقافة الفتنة لحاضر مجتمعاتنا ومستقبلها في جميع المجالات. والعمل على ترويج الفكر الإسلامي المستنير والوسطي الذي يتسم بالاعتدال ويعزز منحى التيسير والتبشير ويبتعد عن التعسير والتنفير.

7)   إبراز الشخصيات الإسلامية والعلمائية المؤثرة في المجتمعات الإسلامية، وفي القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على منجزاتها العلمية والاجتماعية والجهادية والتنموية، وخاصة تلك التي تلعب دوراً هاماً في جمع الكلمة وتبوَّأت المكانة المتميزة.

8)   كشف مخططات أعداء الإسلام في الخارج والداخل من الحركة والكيان الصهيوني الغاصب، والمنظمات والجمعيات المناصرة له، وتفنيد حججهم وآراءهم، وإظهار أهمية مواجهتهم بوحدة الكلمة والمواطنة والمقاومة وتفويت الفرصة عليهم من خلال الوسائل التي تقرّ شرعيتها المرجعيات الدينية.

9)   تبصير الناس أن العدو هو العدو الصهيوني، وأن معركتنا الأساس هو تحرير فلسطين، وأن قضيتنا الأولى هي المسجد الأقصى وسائر قضايا الفلسطينية، كما وتوعيتهم بخطورة الصراعات والنزاعات التي بدأت تنتشر في المجتمعات الإسلامية على أيدي جماعات متطرفة تدعو لاستخدام العنف والإرهاب في الخصومة والخلاف السياسي أو المطلبي أي كان، و نشر الفتاوى الدينية المعتبرة التي تستنكر وتحرم الأفكار التكفيرية والآراء المتشددة.

10)    إعداد برامج تدريبية للعلماء والدعاة وتزويدهم بمهارات التصدر الاعلامي واستخدام وسائل الاتصال مع الناس لتفعيل دورهم ورسالتهم ونشر الفكر المقاوم، وتحصين المجتمع من الفكر المتعصب، وتضييق الخناق على مثيري الفتنة الطائفية بمنعهم من الظهور في القنوات الدينية ومخاطبة الناس من خلالها لنشر أفكارهم، وتفعيل الحركة الدعوية المسجدية والتي تشغل الشباب في التعلم والتعبد وخدمة المجتمع.

11)    العمل على ايقاف فضائيات الفتنة المذهبية في البلاد العربية والاسلامية والضغط على الدول الغربية التي تأوي بعضاً من تلك الفضائيات لايقافها من باب انها تشجع على الكراهية والعنصرية والقتل بل وتؤثر على عليها والعلاقات معها.

12)    التركيز على أن التعايش الإسلامي الإسلامي، والإسلامي مع غير الإسلامي مبدأ أساسي في الدين. فالإسلام جاء يؤسس لمجتمع التنوع والتعدد، والعيش الكريم بين الجميع، ضمن الأمة الواحدة وبين الأمم والشعوب، وما ذلك إلا لأن الاختلاف والتنوُّع سنة إلهية كونية على الجميع قَبولها والتعامل معها، وقد تبين ذلك في أكثر من نص قرآني؛ منها قول الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ هود: 118. وكأن الآية الكريمة جاءت ببلاغ إلهي يفيد أن الاختلاف؛ أي التعدد والتنوع حسب المصطلحات المعاصرة، أمر له صفة الديمومة والاستمرارية، وهو غير الخلاف، فالخلاف تناقض يتبعه نزاع، وقد يتولَّد عنه اقتتال وعداء، لكن الاختلاف تنوُّع وهو ظاهرة صحية وحقيقة.

13)    توضيح وتقديم صورة الإسلام الحقيقي؛ كونه دينًا عالميًّا متسامحًا، يدعو إلى السلام والحق والعيش الآمن، وإعطاء الحقوق إلى أهلها، وعدم الاعتداء ورفْض الهيمنة على الآخر، واحترام المقدسات، ونبذ كل صور الإرهاب.

14)    تعزيز رُوح التسامح بين المسلمين، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، واعتماد الحرية الفكرية، والاجتهاد العلمي، وإبراز الجوانب المضيئة في الفكر الإسلامي الحنيف، دون التركيز على محاور الخلاف والتشتت، وترك الأمر للمختصين من علماء الدين في مناقشة الأمور الخاصة.

15)        التركيز على الجانب السياحي للبلدان الإسلامية، والدور الريادي للمسلمين في العالم في الماضي والحاضر من منطلق التعايش الإسلامي الإسلامي المسبب لهذه الإنجازات. واعتماد التنويع في بث البرامج والتجديد في إنتاجها، وتفعيل إنتاج الدراما والمنوعات التي تصب في ذات الهدف، ورصد الجوائز التي تغري بمتابعة القنوات ذات الطابع الوسطي.