ثلثمائة امرأة ومثلها سرية وعن محمد بن كعب قال : بلغني أنه كان لسليمان عليه السلام ثلثمائة امرأة وسبعمائة سرية وعلى الثاني فالمراد بهم ذريته كلها فإن تشريف البعض بما ذكر تشريف للكل لاغتنامهم بآثار ذلك واقتباسهم من أنوار .
ومن الناس من فسر الحكمة بالعلم والملك العظيم بالنبوة ونسب ذلك إلى الحسن ومجاهد ولا يخفى أن إطلاق الملك العظيم على النبوة في غاية البعد والحمل على المتبادر أولى فمنهم أي من جنس هؤلاء الحاسدين وآبائهم من ءامن به أي بما أوتي آل إبراهيم ومنهم من صد أي أعرض عنه ولم يؤمن به وهذا في رأي حكاية لما صدر عن أسلافهم عقيب وقوع المحكي من غير أن يكون له دخل في الإلزام وقيل : له دخل في ذلك ببيان أن الحسد لو لم يكن قبيحا لأجمع عليه أسلافهم فلم يؤمن منهم أحد كما أجمعوهم عليه فلم يؤمن أحد منهم وليس بشئ وقيل : معناه فمن آل إبراهيم من آمن به ومنهم من كفر ولم يكن في ذلك توهين أمره فكذلك لا يوهن كفر هؤلاء أمرك فضمير به و عنه على هذا لإبراهيم وفيه تسلية له E ورجوع الضميرين لمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم وجعل الكلام متفرعا على قوله تعالى : يا أيها الذين أوتوا الكتاب أو على قوله سبحانه : ألم تر إلى الذين إلخ في غاية البعد وكذا جعل الضميرين لما ذكر من حديث آل إبراهيم وكفى بجهنم سعيرا .
55 .
- أي نارا مسعرة موقدة إيقادا شديدا أي إن انصرف عنهم بعض العذاب في الدنيا فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم في العقبى