بينهم وبين رسول الله وتأكيدها والى ذلك ذهب الجبائي وذهب أبو علي الفارسي والزجاج وتبعه الماتريدي الى أنها متصلة بالجملة الاولى أعنى قال : قد أنعم الخ أي قال : ذلك كأن لم يكن الخ ورده الراغب والأصفهاني بأنها كانت متصلة بالجملة الاولى فكيف يفصل بها بين أبعاض الجملة الثانية ومثله مستقبح واعتذر بأن مرادهم أنها معترضة بين أجزاء هذه الجملة ومعناها صريحا متعلق بالاولى وضمنا بهذه و كأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وهو محذوف : انها لاتعمل اذا خففت .
وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ورويس عن يعقوب تكن بالتاء لتأنيث لفظ المودة والباقون يكن بالياء للفصل ولأنها بمعنى الود والمنادي في ياليتنى عند الجمهور محذوف أي ياقومي وأبوعلي يقول في نحو هذا : ليس في الكلام منادى محذوف بل تدخل يا خاصة على الفعل والحرف لمجرد التنبيه ونصب أفوز على جواب التمني وعن يزيد النحوي والحسن فأفوز بالرفع على تقدير فأنا أفوز في ذلك الوقت أو العطف على خبر ليت فيكون داخلا في التمني فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة الموصول فاعل الفعل وقدم المفعول الغير الصريح عليه للاهتمام به و يشرون مضارع شرى ويكون بمعنى باع واشترى من الأضداد فان كان بمعنى يشترون فالمراد من الموصول المنافقون أمروا بترك النفاق والمجاهدة مع المؤمنين والفاء للتعقيب أي ينبغي بعد ماصدر منهم من التثبيط والنفاق تركه وتدارك مافات من الجهاد بعد وان كان بمعنى يبيعون فالمراد منه المؤمنون الذين تركوا الدنيا واختاروا الآخرة امروا بالثبات على القتال وعدم الالتفات الى تثبيط المبطئين والفاء جواب شرط مقدر أي ان صدهم المنافقون فليقاتلوا ولايبالوا .
ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلفب فسوف نؤتيه ولابد وفي الالتفات مزيد التفات اجرا عظيما .
74 .
- لايكاد يعلم كمية وكيفية وفي تعقيب القتال بما ذكر تنبيه على أن المجاهد ينبغي أن يكون همه أحد الأمرين إما إكرام نفسه بالقتل والشهادة أو اعزاز الدين واعلاء كلمة الله تعالى بالنصر ولايحدث نفسه بالهرب بوجه ولذا لم يقل : فيغلب أو يغلب وتقديم القتل للايذان بتقدمه في استتباع الأجر وفي الآية تكذيب للمبطىء بقوله : قد أنعم الله الخ ومالكم خطاب للمأمورين بالقتال على طريقة الالتفات مبالغة في الحث والتحريض عليه وهو المقصود من الاستفهام و ما مبتدأ و لكم خبره وقوله تعالى : لاتقاتلون في سبيل الله في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار أو الظرف لتضمنه معنى الفعل أى أى شىء لم غبر مقاتلين والمراد لاعذر لكم في ترك المقاتلة والمستضعفين اما عطف على الاسم الجليل أي في سبيل المستضعفين وهو تخليصهم عن الاسر وصونهم عن العدو وهو المروى عن ابن شهاب واستبعد بأن تخليصهم سبيل الله تعالى لاسبيلهم وفيه أنه وان كان سبيل الله عز اسمه له نوع اختصاص بهم فلامانع من اضافته اليهم : واحتمال ان يراد بالمقاتلة في سبيلهم المقاتلة في فتح طريق مكة الى المدينة ودفع سد المشركين اياه ليتهيأ خروج المستضعفين مستضعف جدا وإما عطف على سبيل بحذف مضاف واليه ذهب المبرد أي وفي خلاص المستضعفين ويجوزنصبه بتقدير أعنى أو أخص فان سبيل الله تعالى يعم أبواب الخير وتخليص المستضعفين من أيدي المشركين من أعظمها وأخصها ومعنلى المستضعفين الذين طلب المشركون ضعفهم وذلهم أو الضعفاء منهم والسين للمبالغة من الرجال والنساء والولدان بيان للمستضعفين وهم المسلمون الذين