للاستغراق والجار متعلق ب رسولا قدم عليه للاختصاص الناظر الى قيد العموم أى مرسلا لكل الناس لالبعضهم فقط كما زعموا و رسولا حال مؤكدة لعملها وجوز أن يتعلق الجار بما عنده وأن يتعلق بمحذوف وقع حالا من رسولا وجوز أن يكون رسولا مفعولا مطلقا اما على أنه مصدر كما في قوله : لقد كذب الوشوان مافهمت عندهم بشىء ولا أرسلتهم برسول واما على أن الصفة قد تستعمل بمعنى المصدر مفعولا مطلقا كما استعمل الشاعر خارجا بمعنى خروجا في قوله : على حلفة لاأشتم الدهر مسلما ولا خارجا من زور كلام حيث أراد كما قال سيبويه : ولايخرج خروجا وكفى بالله شهيدا .
79 .
- على رسالتك أو على صدقك في جميع ماتدعيه حيث نصب المعجزات وأنزل الآيات البينات وقيل : المعنى كفى الله تعالى شهيدا على عباده بما يعملون من خير أو شر والالتفات لتربية المهابة من يطع الرسول فقد أطاع الله بيان لأحكام رسالته صلى الله عليه و سلم إثر بيان تحققها وإنما كان كذلك لأن الآمر والناهي في الحقيقة هو الحق سبحانه والرسول انما هو مبلغ للأمر والنهي فليست الطاعة له بالذات انما هي لمن بلغ عنه .
وفي بعض الآثار عن مقاتل أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : من أحبني فقد أحب الله تعالى ومن أطاعني فقد أطاع الله تعالى فقال المنافقون : ألا تسمعون الى مايقول هذا الرجل لقد قارف الشرك وهو نهي أن يعبد غير الله تعالى مايريد الا ان نتخذه كما اتخذت النصارى عيسى عليه السلام فنزلت فالمراد بالرسول نبينا صلى الله عليه و سلم والتعبير عنه بذلك ووضعه موضع المضمر للاشعار بالعلية وقيل : المراد به الجنس ويدخل فيه نبينا صلى الله عليه و سلم دخولا أوليا ويأباه تخصيص الخطاب في قوله تعالى : ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا .
80 .
- وجعله من باب الخطاب لغير معين خلاف الظاهر ومن شرطية وجواب الشرط محذوف والمذكور تعليل له قائم مقامه أى ومن أعرض عن الطاعة فأعرض عنه لأنا إنما أرسلناك رسولا مبلغا لاحفيظا مهيمنا تحفظ أعمالهم عليهم وتحاسبهم عليها ونفى كما قيل كونه حفيظا أى مبالغا في الحفظ دون كونه حافظا لأن الرسالة لاتنفك عن الحقظ لأن تبليغ الأحكام نوع حفظ عن المعاصي والآثام وانتصاب الوصف على الحالية من الكاف وجعله مفعولا ثانيا لأرسلناك لتضمينه معنى جعلنا مما لاحاجة اليه وعليهم متعلق به وقدم رعاية للفاصلة وفى افراد ضمير الرفع وجمع ضمير الجر مراعاة للفظ من ومعناها وفي العدول عن ومن تولى فقد عصاه الظاهر في المقابلة الى ماذكر مالايخفى من المبالغة ويقولون الضمير للمنافقين كما روى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما والحسن والسدى وقيل : للمسلمين الذين حكى عنهم أنهم يخشون الناس كخشية الله أى ويقولون اذا أمرتهم بشىء طاعة أى أمرنا وشأننا طاعة على أنه خبر مبتدأ محذوف وجوبا وتقدير طاعتك طاعة على أنه خبر مبتدأ محذوف وجوبا وتقدير طاعتك طاعة خلاف الظاهر أو عندنا أو منا طاعة على أنه مبتدأ وخبره محذوف وكان أصله النصب كما يقول المحب : سمعا وطاعة ولكنه يجوز في مثله الرفع كما صرح به سيبويه للدلالة على أنه ثابت لهم قبل الجواب فاذا برزوا من عندك أى خرجوا من مجلسك وفارقوك بيت طائفة أى جماعة منهم وهم رؤساؤهم والتثبييت اما من البيتوتة لأنه تديبر الفعل