وما يعبدون بعبادة تلك اوثان إلاشيطانا مريدا إذ هو الذى أمرهم بعبادتها وأغراهم فكانت طاعتهم له عبادة فالكلام محمول على المجاز فلا ينافى الحصر السابق وقيل : المراد من يدعون يطيعون فلا منافاة أيضا .
وأخرج ابن أبى حاتنم عن سفيان أنه قال : ليس من صنم إلا فيه شيطان والظاهر أن من الشيطان هنا إبليس وهو المروى عن مقاتل وغيره والمريد والمارد والمتمرد : العاتى الخارج عن الطاعة وأصل مادة م ر د للملامسة والتجرد ومنه صرح ممرد وشجردة مرداء للتى تناثر ورقها ووصف الشيطان بذلك إما لتجرده للشر أو لتشبيهه بالأملس الذي لايعلق به شىء وقيل : لظهور شره كظهور ذقن الأمرد وظهور عيدان الشجرة المرداء لعنه الله أى طرده وأبعده عن رحمته وقيل : المراد باللعنة فعل مايستحقها به من الاستكبار عن السجود كقولهم : أبيت اللعن أى مافعلته تستحقه به والجملة فى موضع نصب صفة ثانية لشيطان .
وجوز أبو البقاء أن تكون مستأنفة على الدعاء فلاموضع لها من الاعراب