عدة المرسلين عليهم الصلاة والسلام فيأخذ بها ويرد الحديث وكأن الذى أوقعه فى الوهم كلام بعض المحققين : والأولى أن لايقتصر على عدد الآية فأخطأ فى الفهم ومات فى ربقة التقليد نسأل الله تعالى العافية .
وكلم الله موسى برفع الجلالة ونصب موسى وعن إبراهيم ويحيى بن وثاب أنهما قرآ على القلب .
تكليما .
164 .
- مصدر مؤكد رافع لاحتمال المجاز على ماذكره غير واحد نظر فيه الشهاب بأنه مؤكد للفعل فيرفع المجاز عنه وأما رفعه المجاز عن الاسناد بأن يكون المكلم رسله من الملائكة كما يقال قال الخليفة كذا إذا قاله وزيره فلا مع أنه أكد الفعل والمراد به معنى مجازى كقول هند بنت النعمان فى زوجها روح ابن زنباع وزير عبد الملك بن مروان : بكى الخز من روح وأنكر جلده وعجت عجيجا من جذام المطارف فأكدت عجت مع أنه مجاز لأن الثياب لاتعج وما نقل عن الفراء من أن العرب تسمى ماوصل إلى الانسان كلاما بأى طريق وصل مالم يؤكد بالمصدر فاذا أكد لم يكن إلا حقيقة الكلام لايفى بالمقصود إذ نهاية مافيه رفع المجاز عن الفعل فى هذه المادة ولاتعرض له لرفع المجاز عن الاسناد فللخصم أن يقول : التكليم حقيقة إلا أن اسناده الى الله تعالى مجاز ولاتقوم الآية حجة عليه إلا بنفى ذلك الاحتمال نعم إنها ظاهرة فيما ذهب اليه أهل السنة والجملة إما معطوفة على قوله تعالى : إنا أوحينا اليك عطف القصة على القصة لا على آتينا وماعطف عليه وإما حال بتقدير قد كما ينبىء عنه تغيير الأسلوب بالالتفات والمعنى أن التكليم بغير واسطة منتهى مراتب الوحى وأعلاها وقد خص به من بين الأنبياء الذين اعترفتم بنبوتهم موسى عليه السلام ولم يقدح ذلك أصلا فكيف يتوهم أن نزول التوراة عليه جملة قادح فى نبوة من أنزل عليه الكتاب مفصلا مع ظهور حكمة ذلك .
هذا وقد تقدم لك كيفية سماع موسى عليه السلام لكلام الله D وقد وقع التكليم أيضا لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم فى الإسراء مع زيادة رفعة بل مامن معجزة لنبى من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلا لنبينا صلى الله عليه و سلم مثلها مع زيادة شرف له شرفه الله تعالى بل مامن ذرة نور شعت فى العالمين إلا تصدقت بها شمس ذاته صلى الله تعالى عليه وسلم ولله سبحانه در البوصيرى حيث يقول : وكل آى أتى الرسل الكرام بها فنما اتصلت من نوره بهم فصلى الله تعالى عليه وسلم تسليما كثيرا رسلا مبشرين ومنذرين نصب على المدح أو بأضمار أرسلنا أوعلى الحال من رسلا الذى قبله أو ضميره وهى حال موطئة والمقصود وصفها وضعف هذا بأنه حينئذ لاوجه للفصل بين الحال وذيها وجوز أن يكون نصبا على البدلية من رسلا الأول وضعف بأن اتحاد البدل والمبدل منه لفظا بعيد وإن كان المعتمد بالبدلية الوصف أى مبشرين من آمن وأطاع بالجنة والثواب ومنذرين من كفر وعصى بالنار والعقاب لئلا يكون للناس على الله حجة أى معذرة يعتذرون بها قائلين لولا أرسلت الينا رسولا فيبين لنا شرائعك ويعلمنا مام نكن نعلم من أحكامك لقصور القوى البشرية عن إدراك جزيئات المصالح وعجز أكثر الناس عن إدراك كلياتها فالآية ظاهرة فى أنه لابد من الشرع وإرسال الرسل وأن العقل لايغنى عن ذلك وزعم المعتزلة أن العقل كاف وأن إرسال الرسل إنما هو للتنبيه عن سنة الغفلة التى تعترى الانسان من دون اختيار فمعنى الآية عندهم لئلا يبقى للناس على الله حجة وسيأتى