له ملك السموات والارض وما بينهما وقيل : دليل على نفى كونه E ابنا ببيان أنه مملوك لدخوله تحت العموم ومن المعلوم أن المملوكية تنافى البنوة وقوله تعالى : يخلق مايشاء جملة مستأنفة مسوقة لبيان بعض أحكام الملك والألوهية على وجه يزيح مااعتراهم من الشبه فى أمر المسيح عليه السلام لولادته من غير أب وخلق الطير وإبراء الاكمه والأبرص وإحياء الموتى و وما نكرة موصوفة محلها النصب على المصدرية أى يخلق أى خلق يشاؤه فتارة يخلق من غير أصل كخلق السماوات والارض مثلا وأخرى من أصل كخلق بعض مابينهما وذلك متنوع أيضا فطورا ينشىء من أصل ليس من جنسه كخلق آدم وكثير من الحيوانات وتارة من أصل يجانسه إما من ذكر وحده كخلق حواء أو من أنثى وحدها كخلق عيسى E أو منهما كخلق سائر الناس ويخلق بلا توسط شىء من المخلوقات وقد يخلق بتوسط مخلوق آخر كخلق الطير على يد عيسى عليه السلام معجزة له وإحياء الموتى وإبراء الاكمه والأبرص فينبغى أن ينسب كل ذلك اليه تعالى لا من أجرى على يده قاله غير واحد .
وقيل : إن الجملة جىء بها ههنا مبينة لما هو المراد من قوله تعالى : ولله ملك السموات والأرض الخ بحسب اقتضاء المقام و ما نصب على المصدرية أيضا وقيل : يجوز أن تكون موصولة ومحلها النصب على المفعولية أى يخلق الذى يشاء أن يخلقه والجملة مسوقة لبيان أن قدرته تعالى أوسع من عالم الوجود وعلى كل تقدير فقوله سبحانه : والله على كل شىء قدير .
17 .
- تذييل مقرر لمضمون ماقبله وإظهار الاسم الجليل لما مر من التعليل وتقوية استقلال الجملة وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤا الله وأحباؤه حكاية لما صدر من الفريقين من الدعوى الباطلة لأنفسهم وبيان لبطلانها إثر ذكر ماصدر عن أحدهما من الدعوى الباطلة لغيره وبيان بطلانها أى قال كل من الطائفتين هذا القول الباطل ومرادهم بالأبناء المقربون أى نحن مقربون عند الله تعالى قرب الأولاد من والدهم و بالاحياء جمع حبيب بمعنى محب أو محبوب ويجوز أن يكون أرادوا من الأبناء الخاصة كما يقال : أبناء الدنيا وأبناء الآخرة وأن يكون أرادوا أشياع من وصف بالنبوة أى قالت اليهود نحن أشياع ابنه عزير وقالت النصارى : نحن أشياع ابنه المسيح عليهما السلام وأطلق الأبناء على الأشياع مجازا إما تغليبا أو تشبيها لهم بالابناء فى قرب المنزلة وهذا كما يقول أتباع الملك : نحن الملوك وكما أطلق على أشياع أبى خبيب عبد الله بن الزبير الخبيبون فى قوله : .
قدنى من نصر الخبيبين قدى .
على رواية من رواه بالجمع فقد قال ابن السكيت : يريد أبا خبيب ومن كان معه فحيث جاز جمع خبيب وأشياع أبيه فأولى أن يجوز جمع ابن الله عز اسمه وأشياع الابن بزعم الفريقين فندفع ماقيل : إنهم لايقولون ببنوة أنفسهم ولم يحمل على التوزيع بمعنى أنفسنا الأحباء وأبناؤنا الأبناء بجمع الابنين لمشاكلة الأحباء لأن خطاب بل أنتم بشر يأباه ظاهرا أو يدل وعلى ادعائهم البنوة بأى معنى كان .
وقيل : الكلام على حذف المضاف أى نحن أبناء أنبياء الله تعالى وهو خلاف الظاهر وقائل ذلك من اليهود بعضهم ونسب إلى الجميع لما مر غير مرة فقد أخرج ابن جرير والبيهقى فى الدلائل عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم نعمان بن آصى وبحرى بن عمرو وشاش