بطريقبطريق خاص هو الفصل بين الحق والباطل فافهم .
واحتج بعض أهل السنة بقوله سبحانه : ان الحكم الخ لافادته الحصر على أنه لا يقدر العبد على شيء من الأشياء إلا اذا قضى الله تعالى به فيمتنع منه فعل الكفر الا اذا قضى الله تعالى به وحكم وكذلك في جميع الأفعال وقالت المعتزلة : إن قوله سبحانه : يقضي الحق معناه ان كل ما يقضي به فهو الحق وهذا يقتضي أن لا ييد الكفر من الكافر والمعصية من العاصي لأن ذلك ليس بحق ولا يخفى ما فيه قل لو أن عندي أي في قدرتي وامكاني ما تستعجلون به من العذاب لقضي الأمر بيني وبينكم أي بأن ينزل عليكم اثر استعجالكم وفي بناء الفعل للمفعول من الايذان بتعين الفاعل الذي هو الله جلت عظمته وتهويل الأمر ومراعاة حسن الأدب ما لا يخفى .
وقال الزمخشري ومن تبعه : المعنى لو كان ذلك في مكنتي لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي D وامتعاضا من تكذيبكم به ولتخلصت منكم سريعا ولا يساعده المقام ومثله حمل ما يستعجلون به على الآيات المقترحة وقضاء الأمر على قيام الساعة والله أعلم بالظالمين أي بحالهم وبأنهم مستحقون للامهال بطريق الاستدراج لتشديد العذاب ولذلك لم يفوض الامر الي ولم يقض بتعجيل العذاب والجملة مقررة لما أفادته الجملة الامتناعية من انتفاء كون أمر العذاب مفوضا اليه E المستتبع لانتفاء قضاء الأمر وتعليل له .
وقيل : هي في معنى الاستدراك كأنه قيل : لو قدرت أهلكتكم ولكن الله تعالى أعلم بمن يهلك من غيره وله حكمة في عدم التمكين منه وأيا ما كان فلا حاجة إلى حذف مضاف وزعم بعضهم ذلك والتقدير وقت عقوبة الظألمين وهو كما ترى والله تعالى أعلم .
وعنده مفاتح الغيب أي مفاتيحه كما قريء به فهو جمع مفتح بكسر الميم وهو كمفتاح آلة الفتح وقيل : أنه جمع مفتاح كما قيل في جمع محراب محارب والكلام على الاستعارة حيث شبه الغيب بالاشياء المستوثق منها بالاقفال وأثبت له المفاتيح تخييلا وهي باقية على معناها الحقيقي وجعلها بمعنى العلم قرينة المكنية بناء على أنه لا يلزم أن تكون حقيقة بعيد وأبعد منه تكلف التمثيل وقيل : الأقرب أن يعتبر هناك استعارة مصرحة تحقيقية بان يستعار العلم للمفاتح وتجعل القرينة الاضافة الى الغيب وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي أن المراد من المفاتح الخزائن فهي حينئذ جمع مفتح بفتح الميم وهوالمخزن .
وجوز الواحدي أن يكون مصدرا بمعنى الفتح وليس المتبادر وفي الكلام استعارة مكنية تخلييلية وتقديم الخبر لأفادة الحصر والمراد بالغيب المغيبات على سبيل الاستغراق والمقصود على كل تقدير أنه سبحانه هو العالم بالمغيبات جميعها كما هي ابتداء لايعلمها إلا هو في موضع الحال من مفاتح والعامل فيها كما قال أبو البقاء ما تعلق به الظرف أو نفسه ان رفعت به ويجوز أن يكون تأكيدا لمضمون ما قبله والكلام اما مسوق لبيان اختصاص المقدورات الغيبية به سبحانه من حيث العلم أثر بيان اختصاص كلها به تعالى من حيث القدرة والمعنى أن ما تستعجلون به من العذاب ليس مقدورا لي حتى ألزمكم بتعجيله ولا