ومخرجا ورزقه ملك مصر من حيث لا يتحسب ثم قال E : ألظوا بهؤلاء الكلمات فإنهن دعاء المصطفين الأخيار وروي غير ذلك والروايات في كيفية إلقائه وما قال : وما قيل له كثيرة وقد تضمنت ما يلين له الصخر لكن ليس فيها ما له سند يعود عليه والله تعالى أعلم وأوحينا إليه الضمير ليوسف أي أعلمناه عند ذلك تبشيرا له بما يؤول إليه أمره وإزالة لوحشته وتسلية له وكان ذلك على ما روي عن مجاهد بالإلهام وقيل : بالإلقاء في مبشرات المنام وقال الضحاك وقتادة : بإرسال جبريل عليه السلام إليه والموحي ما تضمنه قوله سبحانه : لنتبئنهم بأمرهم هذا وهو بشارة له بالخلاص أيضا أي لتخلص مما أنت فيه من سوء الحال وضيق المجال ولتخبرن إخوتك بما فعلوا بك وهم لا يشعرون .
15 .
- بأنك يوسف لتباين حاليك : حالك هذا وحالك يومئذ بعلو شأنك وكبرياء سلطانك وبعد حالك من أوهامهم وقيل : لبعد العهد المبدل للهيآت المغير للأشكال والأول أدخل في التسلية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما دخل إخوة يوسف على يوسف فعرفهم وهم له منكرون جيء بالصواع فوضعه على يده ثم نقره فطن فقال : إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف يدنيه دونكم وأنكم إنطلقتم به فألقيتموه في غيابة الجب فأتيتم أباكم فقلتم : إن الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب فقال بعضهم لبعض : إن هذا الجام ليخبره بخبركم ثم قال ابن عباس : فلا نرى هذه الآية لتنبئنهم بأمرهم إلخ نزلت إلا في ذلك وجوز أن يتعلق وهم لا يشعرون بالإيحاء على معنى أنا آنسناه بالوحي وأنزلنا على قلبه الوحشة التي أورثوه إياها وهم لا يشعرون بذلك ويحسنون أنه مستوحش لا أنيس له .
وروي ذلك عن قتادة وكان هذا الإيحاء وهو عليه السرم ابن ست عند الضحاك واثنتي عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة عند الحسن وسبع عشرة سنة عند ابن السائب وهو الذي يزعمه اليهود وقيل غير ذلك ومن نظر في الآيات ظهر له أن الراجح كونه عليه السلام لم يبلغ الحلم إذ ذاك وعلى جميع الأقوال أنه عليه السلام لم يكن بالغا الأربعين عند الإيحاء إليه نعم أكثر الأنبياء عليهم السلام نبئوا في سن الأربعين وقد أوحي إلى بعضهم كيحيى وعيسى عليهما السلام قبل ذلك بكثير .
وزعم بعضهم أن ضمير إليه يعود على يعقوب عليه السلام وليس بشيء كما لا يخفى وقرأ ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما لينبئنهم بياء الغيبة وكذا في مصاحف البصرة .
وقرأ سلام على أنه وعيد لهم فقوله سبحانه : وهم لا يشعرون متعلق بأوحينا لا غير على ما قاله الزمخشري ومن تبعه ونظر فيه بأنه يجوز أن يتعلق أيضا بقوله تعالى : لننبئنهم وأن يراد بإنباء الله تعالى إيصال فعلهم به عليه السلام وهم لا يشعرون بذلك ودفع بأنه بناءا على الظاهر وأنه لا يجتمع إنباء الله تعالى مع عدم شعورهم بما أنبأهم به إلا بتأويل كتقدير لنعلمهم بعظيم ما ارتكبوه قبل وهم لا يشهرون بما فيه وجاءوا أباهم عشاء أي في ذلك الوقت وهو كما قال الراغب من صلاة المغرب إلى العتمة والعشاآن : المغرب والعتمة .
وعن الحسن أنه قرأ عشيا بضم العين وفتح الشين وتشديد الياء منونا وهو تصغير عشي وهو من