كل مكان في جسده حتى من أطراف شعره وروى نحو ذلك عن ميمون بن مهران ومحمد بن كعب واطلاق المكان على الأعضاء مجاز والظاهر أن هذا الاتيان في الآخرة .
وقال الأخفش : أراد البلايا التي تصيب الكافر في الدنيا سماها موتا لشدتها ولا يخفى بعده لأن سياق الكلام في أحوال الكافر في جهنم وما يلقى فيها وما هو بميت أي والحال أنه ليس بميت حقيقة كما هو الظاهر من مجيء أسبابه على أتم وجه فيستريح مما غشيه من أصناف الموبقات ومن ورائه أي من بين يدي من حكم عليه بما مر عذاب غليظ .
71 .
- يستقبل كل وقت عذابا أشد وأشق مما كان قبله وقيل : في وراء هنا نحو ماقيل فيما تقدم أمامه وذكر هذه الجملة لدفع مايتوهم من الخفة بحسب الاعتياد كما في عذاب الدنيا وقيل : ضمير ورائه يعود على العذاب المفهوم من الكلام السابق لا على كل جبار وروى ذلك عن الكلبي والمراد بهذا العذاب قيل : الخلود في النار وعليه الطبرسي وقال الفضيل : هو قطع الانفاس وحبسها في الاجساد هذا وجوز في الكشاف ان تكون هذه الآية أعني قوله تعالى : واستفتحوا إلى هنا منقطعة عن قصة الرسل عليهم السلام نازلة في أهل مكة طلبوا الفتح الذي هو المطر في سنينهم التي أرسلت عليهم بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فخيب سبحانه رجاءهم ولم يسقهم ووعدهم أن يسنيهم في جهنم بدل سقياهم صديد أهل النار والواو على هذا قيل : للاستئناف وقيل : للعطف إما على قوله تعالى : وويل للكافرين من عذاب شديد أو على خبر أولئك في ضلال بعيد لقربه لفظا ومعنى والوجه الأول لبعد العهد وعدم قرينة تخصيص الاستفتاح بالاستمطار لأن الكلام على ذلك التقدير يتناول أهل مكة تناولا اوليا فان المقصود من ضرب القصة أن يعتبروا مثل الذين كفروا بربهم مبتدأ خبره محذوف أي فيما يتلى عليكم صفتهم التي هي في الغرابة كالمثل كما ذهب اليه سيبويه وقوله سبحانه : أعمالهم كرماد جملة مستأنفة لبيان مثلهم ورجح ابن عطية كونه مبتدأ وهذه الجملة خبره وتعقبه الحوفي بأنه لايجوز لخلو الجملة عما يربطها بالمبتدأ وليست نفسه في المعنى لتستغنى عن ذلك لظهور أن ليس المعنى مثلهم هذه الجملة وأجاب عنه السمين بالتزام أنها نفسه لأن مثل الذين في تأويل ما يقال فيهم ويوصفون به إذا وصفوا فلا حاجة إلى الرابط كما في قولك : صفة زيد عرضه مصون وماله مبذول قيل : ولا يخفى حسنه إلا أن المثل عليه بمعنى الصفة والمراد بالصفة اللفظ الموصوف به كما يقال : صفة زيد أسمر أي اللفظ الذي يوصف به هو هذا وهذا وان كان مجازا على مجاز لكنه يغتفر لأن الأول ملحق بالحقيقة لشهرته وليس من الاكتفاء بعود الضمير على المضاف اليه لأن المضاف ذكر توطئة له فان ذلك اضعف من بيت العنكبوت كما علمت .
وذهب الكسائي والفراء إلى أن مثل مقحم وتقدم عليه وله وقال الحوفي : هو مبتدأ و كرماد خبره وأعمالهم بدل من المبتدأ بدل اشتماله كما في قوله : ماللجمال مشيها وئيدا أجند لا يحملن أم حديدا وفيه خفاء ولعله اعتبر المضاف اليه وفي الكشاف جواز كونه بدلا من مثل الذين كفروا لكن على تقدير مثل أعمالهم فيكون التقدير مثل الذين كفروا مثل أعمالهم كرماد قال في الكشف : وهو بدل الكل من الكل وذلك لأن مثلهم ومثل أعمالهم متحدان بالذات وفيه تفخيم اه وقيل : إنه على هذا التقدير أيضا بدل اشتمال