أرادأراد فرعون استفزازهم اسكنوا الأرض التي أراد أن يستفزكم منها وهي أرض مصر وهذا ظاهر أن ثبت أنهم دخلوها بعد أن خرجوا منها وأتبعهم فرعون وجنوده وأغرقوا وإن لم يثبت فالمراد من بني إسرائيل ذرية أولئك الذين أراد فرعون استفزازهم واختار غير واحد أن المراد من الأرض الأرض المقدسة وهي أرض الشام فإذا جاءوعد الآخرة أي الكرة أو الحياة أو الساعة أو الدار الآخرة والمراد على جميع ذلك قيام الساعة جئنا بكم لفيفا 401 أي مختلطين أنتم وهم ثم نحكم بينكم ونميز سعداءكم من أشقيائكم وأصل اللفيف الجماعة من قبائل شتى فهو اسم جمع كالجميع لا واحد له أو هو مصدر شامل للقليل والكثير لأنه يقال لف لفا ولفيفا والمراد منه ما أشير إليه وفسره ابن عباس بجميعا وكيفما كان فهو حال من الضمير المجرور في بكم ونص بعضهم على أن في بكم تغليب المخاطبين على الغائبين والمراد بهم وبكم وما ألطفه مع لفيفا وبالحق أنزلناه وبالحق نزل عود إلى شرح حال القرآن الكريم فهو مرتبط بقوله تعالى لئن اجتمعت الإنس والجن الآية وهكذا طريقة العرب في كلامها تأخذ في شيء وتستطرد منه إلى آخر ثم إلى آخر ثم إلى آخر ثم تعود إلى ما ذكرته أولا والحديث شجون فضمير الغائب للقرآن وأبعد من ذهب إلى أنه لموسى عليه السلام والآية مرتبطة بما عندها والإنزال فيها كما في قوله تعالى وأنزلنا الحديد وقد حمله بعضهم على هذا المعنى فيما قبل أو للآيات التسع وذكر على المعنى أو للوعد المذكور آنفا والظاهر أن الباء في الموضعين للملابسة والجار والمجرور في موضع الحال من ضمير القرآن واحتمال أن يكون أولا حالا من ضميره تعالى خلاف الظاهر والمراد بالحق الأول على ما قيل الحكمة الإلهية المقتضية لإنزاله وبالثاني ما اشتمل عليه من العقائد والأحكام ونحوها أي ما أنزلناه إلا ملتبسا بالحق المقتضى لإنزاله وما نزل إلا ملتبسا بالحق الذي اشتمل عليه وقيل الباءالأولى للسببية متعلقة بالفعل بعد والثانية للملابسة وقيل هما للسببية فيتعلقان بالفعل وقال أبو سليمان الدمشقي : الحق الأول التوحيد والثاني الوعد والوعيد والأمر والنهي وقيل الحق في الموضعين الأمر المحفوظ الثابت والمعنى ما أنزلناه من السماءإلا محفوظا بالرصد من الملائكة وما نزل على الرسول إلا محفوظا بهم من تخليط الشياطين وحاصله أنه محفوظ حال الإنزال وحال النزول وما بعده لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأبعد من جوز كون المراد بالحق الثاني النبي ومعنى نزوله به نزوله عليه حلوله عنده من قولهم نزل بفلان ضيف وعلى سائر الأوجه لا تخفى فائدة ذكر الجملة الثانية بعد الأولى وما يتوهم من التكرار مندفع ونحى الطبري إلى أن الجملة الثانية توكيد للأولى من حيث المعنى لأنه يقال أنزلته فنزل وأنزلته فلم ينزل إذا عرض له مانع من النزول فجاءت الجملة الثانية مزيلة لهذا الاحتمال وتحاشى بعضهم من إطلاق التوكيد لما بين الإنزال والنزول من المغايرة وادعى أنه لو كانت الثانية توكيدا للأولى لما جاز العطف لكمال الاتصال وما أرسلناك إلا مبشرا للمطيع بالثواب ونذيرا 501 للعاصي من العقاب فلا عليك إلا التبشير والإنذار لا هداية الكفرة المقترحين وإكراههم على الدين ولعل الجملة لتحقيق أحقية بعثته أثر تحقيق حقية القرآن ونصب ما بعد إلا على الحال .
وقرءانا نصب بفعل مضمر يفسره قوله تعالى فرقناه فهو من باب الإشتغال ورجع النصب على