مرفق اليد قال في الصحاح يقال : بات فلان مرتفقا أي متكئا على مرفق يده وقيل : نصب المرفق تحت الخد فمرتفقا اسم مكان ونصبه على التمييز قال الزمخشري : وهذه لمشاكلة قوله تعالى : وحسنت مرتفقا وإلا فلا إرتفاق لأهل النار ولا إتكاء إلا أن يكون من قوله : إني أرقت فبت الليل مرتفقا كأن عيني فيها الصاب مذبوح أي فحينئذ لا يكون من المشاكلة ويكون الكلام على حقيقته بأن يكون لأهل النار إرتفاق فيها أي إتكاء على مرافق أيديهم كما يفعله المتحزن المتحسر وقد ذكر في الكشف أن الاتكاء على الحقيقة كما يكون للتنعم يكون للتحزن .
وتعقب بأن ذلك وإن أمكن عقلا إلا أن الظاهر أن العذاب أشغلهم عنه فلا يتأتى منهم حتى يكون الكلام جقيقة لا مشاكلة وجوز أن يكون ذلك تهكما أو كناية عن عدم استراحتهم وروي عن ابن عباس أن المرتفق المنزل وأخرج ذلك ابن أبي حاتم عن قتادة وفي معناه قول ابن عطاء : المقر وقول العتبي : المجلس وقيل موضع الترافق أي ساءت موضعا للترافق والتصاحب وكأنه مراد مجاهد في تفسيره بالمجتمع فإنكار الطبري أن يكون له معنى مكابرة .
وقال ابن الأنباري : المعنى ساءت مطلبا للرفق لأن من طلب رفقا من جهنم عدمه وجوز بعضهم أن يكون المرتفق مصدرا ميما بمعنى الارتفاق والاتكاء إن الذين ءآمنوا في محل التعليل للحث على الإيمان المنفهم من التخيير كأنه قيل وللذين آمنوا ولعل تغيير السبك للإيذان بكمال تنافي حالي الفريقين أي إن الذين آمنوا بالحق الذي يوحى إليك وعملوا الصالحات حسبما بين في تضاعيفه .
إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا 03 وقرأ عيسى الثقفي لا نضيع بالتضعيف وعلى القراءتين الجملة خبر إن الثانية وخبر إن الأولى الثانية بما في حيزها والرابط ضمير محذوف تقديره من أحسن عملا منهم ولا يرد أن يقتضي أن منهم من أحسن ومنهم من لم يحسن لأن ذلك على تقدير كون من تبعيضية وليس بمتعين لجواز كونها بيانية ولو سلم فلا بأس به فإن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه لكن يبقى على هذا حكم من لم يحسن بهذا المعنى منهم والرابط الاسم الظاهر الذي هو المبتدأ في المعنى على ما ذهب إليه الأخفش من جعله رابطا فإن من أحسن عملا في الحقيقة هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات واعترض بأنه يأباه تنكير عملا لأنه للتقليل وأجيب بأنه غير متعين لذلك إذ النكرة قد تعم في الإثبات ومقام المدح شاهد صدق أو الرابط عموم من بناء على أن العموم قد يكون رابطا كما في زيد نعم الرجل على قول وفيه مناقشة ظاهرة .
ولعل الأولى كون الخبر جملة قوله تعالى أولئك لهم جنات عدن وجملة إنا الخ معترضة ونحو هذا من الاعتراض كما قال ابن عطية وغيره قوله : إن الخليفة أن الله ألبسه سربال ملك به ترجى الخواتيم وأنت تعلم أن الاعتراض فيه غير متعين أيضا وعلى الاحتمال السابق يحتمل أن تكون هذه الجملة مستأنفة لبيان الأجر ويحتمل أن تكون خبرا بعد خبر على مذهب من لا يشترط في تعدد الأخبار كونها في معنى خبر واحد