واختار اب السعود أنه للتعظيم وقال : كلمة من متعلقة بمضمر وقع صفة للعذاب مؤكده لما افاده التنكير من الفخامة الذاتية بالفخافة الأضافية واظهار الرحمن للاشعار بأن وصف الرحمانية لا يدفع حلول العذاب كما في قوله D ما غرك بربك الكريم انتهى وفي الكشف أن الحمل على التفخيم في عذاب كما جوزه صاحب المفتاح مما يأباه المقام أي لأنه مقام اظهار مزيد الشفقة ومراعاة الأدب وحسن المعاملة وإنما قال من الرحمن لقوله اولا كان للرحمن عصيا وللدلالة على أنه ليس على وجه الأنتقام بل ذلك أيضا رحمه من الله تعالى على عبادة وتنبيه على سبق الرحمه الغضب وان الرحمانية لاتنافي العذاب بل الرحيمية على ما عليه الصوفية فقد قال المحقق القونوي في تفسير الفاتحة الرحيم كما بينا لأهل اليمين والجمال والرحمن الجامع بين اللطف والقهر لأهل الق 1 ضية الاخرى والجلال إلى آخر ما قال وأيد الحمل على التفخيم بقوله فتكون للشيطان وليا .
45 .
- أي قرينا تليه ويليك في العذاب فان الولاية للشيطان بهذا المعنى إنما تترتب على مس العذاب العظيم وأجيب عن كون المقام مقام اظهار مزيد الشفقة وهو يأبى ذلك بأن القسوة احيانا من الشفقة أيضا كما قيل : فقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس احيانا على من يرحم وقد تقدم هذا مع ابيات أخر بهذا المعنى ويكفي في مراعاة الأدب والمجاملة عدم الجزم باللحوق والمس وان كان مشعرا بالقلة عند الجلة لكن قالوا : إن الكثرة والعظمة باعتبار ما يلزمة ويتبعه لا بالنظر اليه في نفسه فانه غير مقصود بالذات وإنما هو كالذوق مقدمة للمقصود فيصح وصفه بكل من الأمرين باعتبارين وكاني بك تختار التفخيم لأنه أنسب بالتخويف وتدعى أنه ههنا من معدن الشفقة فتدبر وجوز أن يكون فتكون الخ مترتبا على مس العذاب القليل والولي من الموالاة وهي المتابعة والمصادقة والمراد تفريع الثبات على حكم تلك الموالاة وبقاء آثارها من سخط الله تعالى وغضبه ولا مانع من أن يتفرع من قليل أمر عظيم ثم الظاهر أن المراد بالعذاب عذاب الآخره وتأوله بعضهم بعذاب الدنيا واراد به الخذلان أو شيئا أخر مما اصاب الكفرة في الدنيا من أنواع البلاء وليس بذاك وزعم بعضهم أن في الكلام تقديما وتاخير والأصل إني اخاف أن تكون وليا للشيطان أي تابعا له في الدنيا فيمسك عذاب من الرحمن أي في العقبى وكانه اشكل عليه أمر التفريع فاضطر لما ذكر وقد اغناك الله تعالى عن ذلك بما ذكرنا قال استئناف مبنى على سؤال نشأ من صدر الكلام كأنه قيل فماذا قال ابوه عندما سمع منه عليه السلام هذه النصائح الواجبه القبول فقيل قال مصرا على عناده مقابلا الأستعطاف واللطف بالفظاظة والغلظة : اراغب انت عن الهتى يا ابراهيم اختار الزمخشري كون راغب خبر مقدما وأنت مبتدأ وفيه توجيه الأنكار إلى نفس الرغبه مع ضرب من التعجيب وذهب أبو البقاء وابن مالك وغيرهما إلى أن انت فاعل الصفة لتقدم الأستفهام وهو مغن عن الخبر وذلك لئلا يلزم الفصل بين أراغب ومعموله وهو عن الهتى باجنبي هو المبتدأ وأجيب بأن عن متعلق بمقدر بعد أنت يدل عليه راغب .
وقال صاحب الكشف : المبتدأ ليس اجنبيا من كل وجه لا سيما والمفصول ظرف والمقدم فيه نية التاخير والبليغ يلتفت لفت المعنى بعد أن كان لما يرتكبه وجه مساغ في العربية وإن كان مرجوحا ولعل سلوك هذا الأسلوب قريب من ترجيح الأستحسان لقوة أثرة على القياس ولاخفاء أن زيادة الانكار إنما نشأ من تقديم الخبر كأنه قبل أراغب أنت عنها لا طالب لها راغب فيها منبها له على الخطأ في صدرقه ذلك ولو قيل أترغب لم يكن