محتاج بعد إلى كلام والله تعالى الموفق .
انه كان بى حفيا .
47 .
- بليغا في البر والأكرام يقال حفى به اذا اعتنى باكرامه والجملة تعليل المضمون ماقبلها وتقديم الظرف لرعاية الفواصل مع الأهتمام واعتزلكم الظاهر أنه عطف على ساستغفر والمراد اتباعد عنك وعن قومك وما تدعون من دون الله بالمهاجره بدينى حيث لم تؤثر فيكم نصائحى .
يروى أنه عليه السلام هاجر إلى الشام وقيل إلى حران وهو قريب من ذلك وكانوا ابأرض كوثا وفي هجرته هذه تزوج ساره ولقى الجبار الذي اخدم ساره هاجر وجوز حمل على العتزال بالقلب والاعتقاد وهو خلاف الظاهر المأثور وادعوا ربى أي اعبده سبحانه وحده كما يفهم من اجتناب غيره تعالى من المعبودات وللتغاير بين العبادتين الغوير بين العبارتين وذكر بعضهم أنه عبر بالعبادة اولا لأن ذلك اوفق بقول ابيه اراغب انت عن الهتى مع قوله فيما سبق يا ابت لما تعبد مالا يسمع الخ وعبر ثانيا بالدعاء لأنه اظهر في الأقبال المقابل للعتزال .
وجوز أن يراد بذلك الدعاء مطلق او ما حكاه سبحانه في سورة الشعراء وهو قوله رب هب لى حكما والحقنى بالصالحين وقيل لا يبعد أن يراد استدعاء الولد أيضا بقوله رب هب لى من الصالحين حسب ما يساعده السياق والسباق عسى أن لا اكون بدعاء ربى شقيا .
48 .
- خائبا ضائع السعى وفيه تعريض بشقاوتهم في عبادة الهتهم وفي تصدير الكلام بعسى من اظهار التواضع ومراعاة حسن الأدب والتنبيه على حقيقة الحق من أن الاثابه والأجابة بطريق التفضل منه D لا بطريق الوجوب وان العبره بالخاتمه وذلك من الغيوب المختصه بالعليم الخبير مالا يخفي فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله بالمهاجره إلى ما تقدم وهبنا له اسحق ويعقوب بدل بن فارقهم من ابيه وقومه الكفره لكن لا عقيب المهاجره والمشهور أن أول ما وهب له عليه السلام من الاولاد اسماعيل عليه السلام لقوله تعالى فبشرناه بغلام حليم اثر دعائه بقوله رب هب لى من الصالحين وكان من هاجر فغارت ساره فحملت باسحاق عليه السلام فلما كبر ولد له يعقوب عليه السلام .
ولعل ترتيب هبتهما على اعتزاله ههنا لبيان كمال عظم النعم التى اعطاها الله تعالى اياه بمقابله من اعتزالهم من الأهل والأقرباء فانهما شجرتا الأنبياء ولهما اولاد واحفاد أولو شأن خطير وذوو عدد كثير مع أنه سبحانه اراد أن يذكر اسماعيل عليه السلام بفضله على الأنفراد وروى أنه عليه السلام لما قصد الشام اتى اولا حران وتزوج سارة وولدت له اسحق وولد لاسحق يعقوب والأول هو الأقرب الأظهر وكلا أي كل واحد من اسحق ويعقوب او منهما او من ابراهيم عليه السلام وهو مفعول أول لقوله تعالى جعلنا نبيا .
49 .
- قدم عليه للتخصيص لكن لا بالنسبة إلى من عداهم بل بالنسبة إلى بعضهم أي كل واحد منهم جعلنا نبيا لابعضهم دون بعض ولا يظهر في هذا الترتيب على الوجه الثاني في كلا كون ابراهيم عليه السلام نبيا قبل الأعتزال ووهبنا لهم من رحمتنا قال الحسن : النبوة