هممت ولم افعل وكدت وليتنى تركت على عثمان تبكى حلائله أي وكدت افعل وتم الكلام ثم استانف الاخبار بأنه تعالى يخفيها واختار النحاس وقالت فرقة اخرى : اكاد زائدة لا دخول لها في المعنى بل المراد الاخبار بأن الساعة اتيه وان الله تعالى يخفى وقت اتيانها وروى هذا المعنى عن ابن جبير واستدلوا على زيادة كاد بقوله تعالى : لم يكد يراها وبقول زيد الخيل : سريع إلى الهجاء شاك سلاحه فما أن يكاد قرنه يتنفس ولا حجة في ذلك كما لا يخفى لتجزى كل نفس بما تسعى .
15 .
- متعلق بآيته كما قال صاحب اللوامح وغيره وما بينهما اعتراض لا صفة حتى يلزم اعمال اسم الفاعل الموصوف وهولا يجوز على رأى البصريين أو باخفيها على أن المراد اظهرها لا على أن المراد استرها لأنه لا وجه لقولك استرها لاجل الجزاء وبعضهم جوز ذلك ووجهه بأن تعمية وقتها لتنتظر ساعة فساعة فيحترز عن المعصية ويجتهد في الطاعة وتعقب بأنه تكلف ظاهر مع أنه لا صحة له إلا بتقدير لينتظر الجزاء أو لتخاف وتخشى وما مصدرية أي لتجزى بسعيها وعملها أن خيرا فخير وان شرا فشر وهذا التعميم هو الظاهر وقيل : لتجزى بسعيها في تحصيل ما ذكر من الامور المامور بها وتخصيصه في معرض الغاية لاتيانها مع أنه لجزاء كل نفس بما صدر عنها سواء كان سعيا فيما ذكر أو تقاعدا عنه بالمرة أو سعيا في تحصيل ما يضاده للايذان بأن المراد بالذات من اتيانها هو الاثابة بالعبادة وأما العقاب بتركها فمن مقتضيات سواء اختيار العصاة وبان المامور به في قوة الوجوب والساعة في شدة الهول والفظاعة بحيث يوجبان على كل نفس أن تسعى في الامتثال بالأمر وتجد في تحصيل ما ينجيها من الطاعات وتحترز عن اقتراف ما يرديها من المعاصى انتهى .
ولا يخفى ما فيه وقيل : ما موصولة أي بالذي تسعى فيه وفيه حذف العائد المجرور بالحرف مع فقد شرطه .
وأجيب بأنه يجوز أن يكون القائل لا يشترط وقيل : يقدر منصوبا على التوسع فلا يصدنك خطاب لموسى عليه السلام وزعم بعضهم أنه لنبينا صلى الله عليه وسلّم لفظا ولامته معنى وهو في غاية البعد عنها أي الساعة والمراد عن ذكرها ومراقبتها وقيل : عن الأيمان باتيانها ورجح الأول بأنه الاليق بشأن موسى عليه السلام وان كان النهى بطريق التهييج والالهاب ورجوع ضمير عنها إلى الساعة هو الظاهر وكذا رجوع ضمير بها في قوله تعالى من لا يؤمن بها وقيل : الضميران راجعان إلى الصلاة وقيل : ضمير عنها راجع إلى الصلاة وضمير بها راجع إلى الساعة وقيل : الضميران راجعان إلى كلمة لا اله إلا انا وقيل : الأول راجع إلى العبادة والثانى راجع إلى الساعة وقيل : هما راجعان إلى الخصال المذكورة وتقديم الجار والمجرور على الفاعل لما مر غير مرة من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر ولان في المؤخر نوع طول ربما يخل تقديمه بجزالة النظم الكريم والنهى وان كان بحسب الظاهر نهيا للكافر عن صد موسى عليه السلام عن الساعة لكنه في الحقيقة نهى له عليه السلام عن الانصداد عنها على ابلغ وجه واكده فان النهى عن اسباب الشئ ومباديه المؤدية اليه نهى عنه بالطريق البرهانى وابطال للسببية عن اصلها كما في قوله تعالى لايجرمنكم الخ فان صدر الكافر حيث كان سببا لانصداده عليه السلام كان النهى عنه نهيا باصلة وموجبه وابطالا له بالكلية ويجوز أن يكون نهيا عن السبب على أن يراد نهيه عليه