قراءة العامة كذلك وقد افلح اليوم من استعلى .
64 .
- اعتراض تذييلى من قبلهم مؤكد لما قبله من الأمرين أي قد فاز بالمطلوب من غلب فاستفعل بمعنى فعل كما فى الصحاح أو من طلب العلو والغلب وسعى سعيه على ما فى البحر فاستفعل على بابه ولعله ابلغ فى التحريض حيث جعلوا الفوز لمن طلب الغلب فضلا عمن غلب بالفعل وارادوا بالمطلوب ما وعدهم فرعون من الاجر والتقريب حسبما نطق به قوله تعالى وإنكم لمن المقربين وبمن استعلى أنفسهم جميعا على طريقة قولهم بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون أو من استعلى منهم حثا على بذل المجهود فى المغالبة .
وقال الراغب : الأستعلاء قد يكون لطلب العلو المذموم وقد يكون لغيره وهو ههنا يحتملها فلهذا جاز أن يكون هذا الكلام محكيا عن هؤلاء القائلين للتحريض على اجماعهم واهتمامهم وان يكون من كلام الله D فالمستعلى موسى وهرون عليهما السلام ولا تحريض فيه .
وأنت تعلم أن الظاهر هو الأول قالوا استئناف بيانى كأنه قيل : فماذا فعلوا بعدما قالوا ذلك فقيل قالوا : يا موسى وإنما لم يتعرض لاجماعهم واتيانهم مصطفين إشعارا بظهور أمرهما وغنائهما على البيان اما أن تلقى أي ما تلقيه اولا على أن المفعول محذوف لظهوره أو تفعل الألقاء اولا على أن الفعل منزل منزلة اللازم وإما أن تكون أول من القى .
65 .
- ما يلقيه أو أول من يفعل الألقاء خيره عليه السلام وقدموه على انفسهم اظهارا للثقة بأمرهم وقيل : مراعاة للادب معه عليه السلام وان ما مع ما فى حيزها منصوب بفعل مضمر أي إما تختار القاءك أو تختار كوننا أول من القى أو مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أي الأمر إما القاؤك أو كوننا أول من القى واختار أبو حيان كونه مبتدأ محذوف الخبر أي القاؤك أول بقرينة او نكون أول من القى وبه تتم المقابلة لكنها معنوية قال استئناف كما مر كأنه قيل فماذا قال عليه السلام فقيل قال : بل القوا انتم أولا إظهارا لعدم المبالاة بسحرهم وإسعافا لما أوهموا من الميل إلى البدء فى شقهم حيث غروا النظم إلى وجه أبلغ إذ كان الظاهر أن يقولوا : وإما أن نلقى وليبرزوا ما معهم ويستفرغوا جهدهم ويستنفذوا قصارى وسعهم ثم يظهر الله تعالى شأنه سلطانه فيقذف بالحق على الباطل فيدمغه .
قيل وفى ذلك أيضا مقابلة أدب بأدب واستشكل بعضهم هذا الأمر ظنا منه أنه يستلزم تجويز السحر فحمله دفعا لذلك على الوعيد على السحر كما يقال للعبد العاصى : إفعل ما أردت وقال أبو حيان : هو مقرون بشرط مقدر أي القوا أن كنتم محقين وفيه أنه عليه السلام يعلم عدم إحقاقهم فلا يجدى التقدير بدون ملاحظة غيره .
وأنت تعلم أنه لا حاجة إلى ذلك ولا إشكال فان هذا كالأمر بذكر الشبهة لتنكشف والقول بأن تقديم سماع الشبهة على الحجة غير جائز لجواز أن لا يتفرغ لادراك الحجة بعد ذلك فتبقى مما لا يلتفت اليه .
فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى .
66 .
- الفاء فصيحة معربة عن مسارعتهم إلى الألقاء كما فى قوله تعالى : فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفلق أي فالقوا فاذا حبالهم الخ وهى فى الحقيقة عاطفة لجملة المفاجاة على الجملة المحذوفة وإذا فجائية وهى عند الكوفيين حرف وهو مذهب مرجوح عند ابي حيان وظرف زمان عند الرياشى وهو كذلك عنده أيضا وظرف مكان عند المبرد وهو ظاهر كلام سيبوية ومختار