وفائدة هذا القص توفير علمه E وتكثير معجزاته وتسليته وتذكرة المستبصرين من امته صلى الله عليه وسلّم وقد إتيناك من لدنا ذكرا .
99 .
- كتابا منطويا على هذه الاقاصيص والأخبار حقيقا بالتذكر والتفكر فيه والأعتبار و من متعلق بآتيناك وتنكير ذكرا للتفخيم وتاخيره عن الجار والمجرور لما أن مرجع الافادة في الجملة كون المؤتى من لدنه تعالى ذكرا عظيما وقرآنا كريما جامعا لكل كمال لا كون ذلك الذكر مؤتى من لدنه D مع ما فيه من نوع طول بما بعده من الصفة .
وجوز أن يكون الجار والمجرور في موضع الحال من ذكرا وليس بذاك وتفسير الذكر بالقران هو الذي ذهب اليه الجمهور وروى عن ابن زيد وقال مقاتل : أي بيانا ومآله ما ذكر وقال أبو سهل : أي شرفا وذكرا في الناس ولا يلائمه قوله تعالى من اعرض عنه إذ الظاهر أن ضمير عنه للذكر والجملة في موضع الصفة له ولا يحسن وصف الشرف أو الذكر في الناس بذلك وقيل : الضمير لله تعالى على سبيل الالتفات وهو خلاف الظاهر جدا و من إما شرطية أو موصوله أي من اعرض عن الذكر العظيم الشأن المستتبع لسعادة الدارين ولم يؤمن به فانه أي المعرض عنه يحمل يوم القيمة وزرا .
100 .
- أي عقوبة ثقيلة على إعراضه وسائر ذنوبه .
والوزر في الأصل يطلق على معنيين الحمل الثقيل والأثم وإطلاقه على العقوبه نظرا إلى المعنى الأول على سبيل الاستعارة المصرحة حيث شبهت العقوبة بالحمل الثقيل ثم استعير لها بقرينه ذكر يوم القيامة ونظرا إلى المعنى الثاني على سبيل المجاز المرسل من حيث أن العقوبة جزاء الاثم فهي لازمة له أو مسببة والأول هو الأنسب بقوله تعالى فيما بعد وساء الخ لأنه ترشيح له ويؤيده قوله تعالى في آية اخرى وليحملن اثقالهم وتفسير الوزر بالاثم وحمل الكلام على حذف المضاف أي عقوبة أو جزاء إثم ليس بذاك وقرأت فرقة منهم داود ابن رفيع يحمل مشدد الميم مبنيا للمفعول لأنه يكلف ذلك لا أنه يحمله طوعا ويكون وزرا على هذا مفعول ثانيا خالدين فيه أي في الوزر المراد منه العقوبة .
وجوز أن يكون الضمير لمصدر يحمل ونصب خالدين على الحال من المستكن في يحمل والجمع بالنظرالى معنى من لما أن الخلود في النار مما يتحقق حال اجتماع أهلها كما أن الأفراد فيما سبق من الضمائر الثلاثة بالنظر إلى لفظها وساءلهم يوم القيمة حملا .
101 .
- أن شأن للذم على أن ساء فعل ذم بمعنى بئس وهو أحد معنييه المشهورين وفاعله على هذا هنا مستتر يعود على حملا الواقع تمييز إلا على وزرا لأن فاعل بئس لا يكون إلا ضميرا مبهما يفسره التمييز العائد هو اليه وإن تأخر لأنه من خصائص هذا الباب والمخصوص بالذم محذوف والتقدير ساء حملهم حملا وزرهم ولام لهم للبيان كما في سقياله وهيت لك وهي متعلقة بمحذوف كأنه قيل : لمن يقال هذا فقيل : هو يقال لهم وفي شأنهم وإعادة يوم القيامة لزيادة التقرير وتهويل الأمر وجوز أن يكون ساء بمعنى احزن وهو المعنى الآخر من المعنيين والتقدير على ما قيل واحزنهم الوزر حال كونه حملا لهم .
وتعقبه في الكشف بأنه أي فائدة فيه والوزر ادل على الثقل من قيده ثم التقييد بلهم مع الاستغناء عنه وتقديمه الذي لا يطابق المقام وحذف المفعول وبعد هذا كله لا يلائم ما سبق له الكلام ولا مبالغة في الوعيد