وقوله تعالى يومئذ أي يوم اذ تنسف الجبال على إضافة يوم إلى وقت النسف من اضافة العام إلى الخاص فلا يلزم أن يكون للزمان ظرف وان كان لامانع عنه عند من عرفه بمتجدد يقدر به متجدد آخر وقيل : هو من اضافة المسمى إلى الاسم كما قيل في شهر رمضان وهو ظرف لقوله تعالى يتبعون الداعى وقيل : بدل من يوم القيامة فالعامل فيه هو العامل فيه وفيه الفصل الكثير وفوات ارتباط يتبعون بما قبله وعليه فقوله تعالى : ويسألونك الخ استطراد معترض وما بعده استئناف وضمير يتبعون للناس والمراد بالداعى داعى الله D إلى المحشر وهو اسرافيل عليه السلام يضع الصور في فيه ويدعو الناس عند النفخة الثانية قائما على صخرة بيت المقدس ويقول : ايتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلموا إلى العرض إلى الرحمن فيقبلون من كل صوب إلى صوته .
وأخرج ابن ابي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : يحشر الله تعالى الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر النجوم ويذهب الشمس والقمر وينادي مناد فيتبع الناس الصوت يؤمونه فذلك قوله تعالى : يومئذ يتبعون الداعى الخ وقال علي ابن عيسى : الداعى هنا الرسول الذي كان يدعوهم إلى الله D والأول اصح .
لا عوج له أي للداعي على معنى لا يعوج له مدعو ولا يعدل عنه وهذا كما يقال : لا عصيان له أي لا يعصى ولا ظلم له أي لا يظلم واصله أن اختصاص الفعل بمتعلقه ثابت كما هو بالفاعل وقيل : أي لا عوج لدعاءه فلا يميل إلى ناس دون اناس بل يسمع جميعهم وحكى ذلك عن ابي مسلم .
وقيل : هو على القلب أي لا عوج لهم عنه بل يأتون مقبلين اليه متبعين لصوته من غير انحراف وحكى ذلك عن الجبائي وليس بشئ والجملة في موضع الحال من الداعي أو مستانفة كما قال أبو البقاء وقيل : ضمير له للمصدر والجملة في موضع الصفة له أي اتباعا لا عوج له أي مستقيما وقال ابن عطية : يحتمل أن يكون المعنى لا شك فيه ولا يخالف وجوده خبره وخشعت الاصوات للرحمن أي خفيت لمهابته تعالى وشدة هول المطلع وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما : سكنت والخشوع مجاز في ذلك وقيل : لا مجاز والكلام على حذف مضاف أي اصحاب الاصوات وليس بذلك فلا تسمع خطاب لكل من يصح منه السمع إلا همسا .
108 .
- أي صوتا خفيا خافتا كما قال أبو عبيدة وعن مجاهد هو الكلام الخفي ويؤيده قراءة ابي فلا ينطقون إلا همسا وعن ابن عباس هو تحريك الشفاه بغير نطق واستبعد بأن ذلك مما يرى لا مما يسمع وفي رواية اخرى عنه أنه خفق الأقدام وروى ذلك عن عكرمة وابن جبير والحسن واختاره الفراء والزجاج ومنه قول الشاعر : .
وهن يمشين بنا هميسا .
وذكر أنه يقال للاسد الهموس لخفاء وطئه فالمعنى سكنت اصواتهم وانقطعت كلماتهم فلم يسمع منهم إلا خفق اقدامهم ونقلها إلى المحشر يومئذ أي يوم إذ يقع ما ذكر من الأمور الهائلة وهو ظرف لقوله تعالى : لا تنفع الشفاعة وجوز أن يكون بدلا من يوم القيامة أو من يومئذ يتبعمن والمراد لا تنفع الشفاعة من الشفعاء احدا إلا من اذن في الشفاعة .
له الرحمن فالأستثناء من أعم المفاعيل و من مفعول تنفع وهي عبارة عن المشفوع له و له متعلق