كرسيا تدينون اثني عشر سبط إسرائيل فشهد للكل بالفوز والبر عامة في القيامة ثم نقض ذلك متى وغيره وقال : مضى واحد من التلاميذ الاثني عشر وهو يهوذا صاحب صندوق الصدقة فارتشى على يسوع بثلاثين درهما وجاء بالشرطي فسلم اليهم يسوع فقال يسوع ك الويل له خير له ان لا يولد ومنه أن متى ايضا ذكر أنه لما حمل يسوع إلى فيلاطس القائد قال : اي شر فعل هذا فصرخ اليهود وقالوا : يصلب يصلب فلما رأى عزمهم وأنه لا ينفع فيهم أخذ ماءا وغسل يديه وقال : أنا برئ من دم هذا الصديق وأنتم ابصر ةأكذب يوحنا ذلك فقال : لما حمل يسوع اليه قال لليهود : ما تريدون قالوا : يصلب فضرب يسوع ثم سلمه اليهم إلى غير ذلك مما يطول فاذا وقع هذا التغيير والتحريف فى اصول القوم ومتفدميهم فما ظنك في فروعهم ومتأخريهم وإذا كان في الانابيب حيف وقع الطيش في صدور الصعاد وياليت شعري هل تنبه ابن منبه لهذا أم لم يتنبه فقال : إن التوراة والانجيل كما أنزلهما الله تعالى سبحان الله هذا من العجب العجائب ! .
ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله تنزيه لأنبياء الله تعالى عليهم الصلاة والسلام إثر تنزيه الله تعالى عن نسبة ما افتراه أهل الكتاب إليه وقيل : تكذيب ورد على عبدة عيسى عليه السلام .
وأخرج ابن إسحق وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قال ابو رافع القرظي حين اجتمعت الاحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ودعاهم إلى الاسلام : أتريد يا محمد أن نعبدك كما يعبدالنصارى عيسى ابن مريم فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس : أو ذاك تريد منا يا محمد فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فأنزل الله تعالى الآية .
واخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : بلغني أن رجلا قال : يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض افلا نسجد لك قال : لا ولكن اكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله فانه لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله تعالى فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم قال : كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم بتحريفهم كتاب الله تعالى عن موضعه فقال : ما كان لبشر الخ والمعنى ما يصح وقيل : ما ينبغي وقيل : لا يجوز لأحد وعبر بالبشر إيذائا بعلة الحكم فان البشرية منافية للأمر الذي اسنده الكفرة إلى أولئك الكرام عليهم الصلاة والسلام .
والجاز خبر مقدم لكان والمنسبك من أن والفعل بعد اسمها ولا بد لاستقامة المعنى من ملاحظة العطف إذ لو سكت عنه لم يصح لأن الله تعالى قد آتى كثيرا من البشر الكتاب وأخويه وعطف الفعل على منصوب ان بثم تعظيما لهذا القول فانه إذا انتقى بعد مهلة كان انتقاؤه بدونها اولى واحرى فكأنه قيل : إن هذا الإيتاء العظيم لا يجامع هذا القول اصلا وإن كان بعد مهلة من هذا الإنعام والحكم بمعنى الحكمة وقد تقدم معناه و العباد جمع عبد قال القاضي : وهو هنا من العبادة ولم يقل عبيدا لأنه من العبودية وهي لا تمتنع أن تكون لغير الله تعالى ولهذا يقال : هؤلاء عبيد زيد ولا يقال : عباده والظرف الذي بعده متعلق بمحذوف وقع صفة اي عبادا كائنين لي و من دون الله متعلق بلفظ عبادا لما فيه من معنى الفعل ويجوز أن يكون صفة ثانية وأن يكون حالا لتخصيص النكرة بالوصف أي متجاوزين الله تعالى إشراكا وإفرادا كما قال الجبائي فان التجاوز متحقق