قوله تعالى إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون قال ابن عباس يصدقون أن لذي أخرج هذا النبات قادر على أن يحيي الموتى وقال مقاتل يصدقون بالتوحيد .
وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون .
قوله تعالى وجعلوا لله شركاء الجن جعلوا بمعنى وصفوا قال الزجاج نصب الجن من وجهين .
أحدهما أن يكون مفعولا فيكون المعنى وجعلوا لله الجن شركاء ويكون الجن مفعولا ثانيا كقوله وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا .
والثاني أن يكون الجن بدلا من شركاء ومفسرا للشركاء وقرأ ابو المتوكل وأبو عمران وأبو حيوة والجحدري شركاء الجن برفع النون وقرأ ابن أبي عبلة ومعاذ القارئ الجن بخفض النون .
وفي معنى جعلهم الجن شركاء ثلاثة أقوال .
أحدها أنهم أطاعوا الشياطين في عبادة الأوثان فجعلوهم شركاء لله قاله الحسن والزجاج .
والثاني قالوا إن الملائكة بنات الله فهم شركاؤه كقوله وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا فسمى الملائكة جنا لاجتنانهم قاله قتادة والسدي وابن زيد .
والثالث أن الزنادقة قالوا الله خالق النور والماء والدواب والأنعام وإبليس خالق الظلمة والسباع والحيات والعقارب وفيهم نزلت هذه الآية قاله ابن السائب