قوله تعالى ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم أي يخونون أنفسهم فيجعلونها خائنة بارتكاب الخيانة قال عكرمة والمراد بهم طعمة بن أبيرق وقومه الذين جادلوا عنه وفي حديث العوفي عن ابن عباس قال انطلق نفر من عشيرة طعمة ليلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن صاحبنا بديء والاستخفاء الاستتار والمعنى يستترون من الناس لئلا يطلعوا على خيانتهم وكذبهم ولا يستترون من الله وهو معهم بالعلم وكل ما فكر فيه أو خيض فيه بليل فقد بيت وجمهور العلماء على أن المشار إليه بالاستخفاء والتبييت قوم طعمة .
والذي بيتوا احتيالهم في براءة صاحبهم بالكذب وقال الزجاج هو السارق نفسه والذي بيت أنه قال أرمي اليهودي بأنه سارق الدرع وأحلف أني لم أسرقها فتقبل يميني ولا تقبل يمين اليهودي ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيمة أم من يكون عليهم وكيلا .
قوله تعالى ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم قال الزجاج ها للتنبيه وأعيدت في أوله والمعنى ها أنتم الذين جادلتم والمجادلة والجدال شدة المخاصمة والجدل شدة الفتل والكلام يعود إلى من احتج عن السارق فأما قوله عنهم فانه عائد إلى السارق وعليهم بمعنى لهم والوكيل القائم بأمر من وكله فكأنه قال من الذي يتوكل لهم منكم في خصومة ربهم ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما .
قوله تعالى ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه اختلفوا في نزولها على ثلاثة أقوال