صنف كتابا سماه " بداية المبتدى " جمع فيه كتابي : القدوري . والجامع الصغير للإمام محمد بن الحسن الشيباني وزاد عليهما مسائل عند الضرورة ثم شرحه بكتاب سماه " كفاية المنهى " في ثمانين مجلدا ثم اختصره في " كتاب سماه الهداية " . صنف " الهداية " في ثلاث عشرة سنة وبقي صائما في عهد تأليفه لهذا الكتاب لم يطلع على صومه أحد .
قال إمام العصر المحدث الشيخ " محمد أنور الكشميري الديوبندي " C : ليس في أسفار المذاهب الأربعة كتاب بمثابة كتاب " الهداية " في تلخيص كلام القوم وحسن تعبيره الرائق والجمع للمهمات في تفقه نفس بكلمات كلها درر وغرر .
وقال : وقد صدق من قال من بعض أفاضل الشيعة : إن كتب الأدب العربي في المسلمين ثلاثة : التنزيل العزيز . وصحيح البخاري . وكتاب " الهداية " اه .
وقال : براعة الإنشاء وفضل الأدب يظهر في إفصاح التعبير الأدبي في غوامض الأبحاث ومشكلات المسائل ليست المزية في فصاحة عبارات الحدائق والازهار وذكر النسائم وخرير الأنهار فإنه باب طرقه كل شاعر وكاتب .
وقال : لا يدرك شأو صاحب " الهداية " في فقهه ألف فقيه مثل صاحب " الدر المختار " فإن صاحب " الهداية " فقيه النفس علمه علم الصدر . وعلم صاحب " الدر المختار " علم الصحف والأسفار وان البون بينهما لبعيد .
وقال : سألني بعض الفضلاء هل تقدر على أن تؤلف كتابا مثل - فتح القدير وهو " شرح الهادية " - في الدقة والتحرير ؟ قلت : نعم قال : ومثل " الهداية " ؟ قلت : كلا ولو عدة أسطر .
قال الراقم : وناهيك بهذه الكلمات من هذا الأستاذ الإمام إمام العصر . في منزلة هذا الكتاب الجليل وإنها ليست مجازفة وإطراء بل خرجت من فكرة دقيقة صائبة غاصت في درك الكتاب بمكابدة العناء والتعب فقدم درر تحقيقه للقوم التي أخرجها عن دركه بعد برهة من الدهر