- الحديث الثالث عشر : قال عليه السلام : .
- " اللحد لنا والشق لغيرنا " قلت : روى من حديث ابن عباس ومن حديث جرير ومن حديث جابر بن عبد الله Bهم .
فحديث ابن عباس أخرجه أصحاب السنن الأربعة ( 1 ) عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " اللحد لنا والشق لغيرنا " انتهى . قال الترمذي : غريب من هذا الوجه انتهى . وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي فيه مقال ( 2 ) قال ابن القطان في " كتابه " : أراه لا يصح من أجله كان ابن مهدي لا يحدث عنه ووصفه بالاضطراب وقال أبو زرعة : ضعيف ربما رفع الحديث وربما وقفه وقال ابن عدي : قال أحمد Bه : منكر الحديث حدث عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها انتهى كلامه .
وأما حديث جرير : Bه فأخرجه ابن ماجه في " سننه " ( 3 ) عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير بن عبد الله البجلي مرفوعا نحوه سواء ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي . وابن أبي شيبة في " مسانيدهم " ورواه عن عبد الرزاق في " مصنفه " ومن طريقه الطبراني في " معجمه " . وأبو نعيم في " الحلية - في ترجمة زاذان " قال أبو نعيم : رواه عن أبي اليقظان سفيان النوري وعمرو بن قيس الملائي . وحجاج بن أرطاة وأبو حمزة الثمالي وقيس بن الربيع انتهى . وله طريق آخر عند أحمد في " مسنده " ( 4 ) عن أبي جناب عن زاذان عن جرير أن النبي E جلس على شفير قبر فقال : " ألحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا " وفيه قصة والأول معلول بأبي اليقظان واسمه : عثمان بن عمير البجلي وفيه مقال . والثاني : معلول بأبي جناب الكلبي وفي الآخر مقال .
وأما حديث جابر فرواه أبو حفص بن شاهين ( 5 ) في " كتاب الجنائز " حدثنا جعفر ابن أحمد أنا الشحام حدثنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا محمد بن الصلت عن محمد بن عبد الملك الأسلمي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " اللحد لنا والشق لغيرنا " انتهى .
- أحاديث الباب : وروى ابن ماجه في " سننه " ( 6 ) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا مبارك بن فضالة حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : لما توفي النبي صلى الله عليه وسلّم كان بالمدينة رجلان : أحدهما : يلحد والآخر : يضرح فقالوا : نستخير ربنا ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبي عليه السلام انتهى . حدثنا عمر بن شبة حدثنا عبيد بن الطفيل المقرى حدثنا عبد الرحمن بن أبي مليكة القرشي حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة Bها ( 7 ) قالت : لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم اختلفوا في اللحد والشق حتى تكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم فقال عمر Bه : لا تصيحوا ( 8 ) عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم حيا ولا ميتا أو كلمة نحوها . فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد فجاء اللاحد فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم دفن انتهى .
- حديث آخر : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " ( 9 ) من طريق مالك حدثنا نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلّم ألحد له ولأبي بكر ولعمر انتهى .
- حديث آخر : رواه ابن ماجه في " سننه " ( 10 ) أيضا من طريق ابن إسحاق حدثنا حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وكان أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة وكان أبو طلحة زيد بن سهل يحفر لأهل المدينة وكان يلحد فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما : اذهب إلى أبي عبيدة . وللآخر : اذهب إلى أبي طلحة اللهم خر لرسولك ( 11 ) فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم الثلاثاء وضع على سريره وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه فقال قائل : ندفنه في مسجده وقال قائل : ندفنه مع أصحابه فقال أبو بكر Bه : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي توفي فيه فحفر له تحته ثم دعي الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ( 12 ) يصلون عليه أرسالا دخل الرجال حتى إذا فرغوا أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحد فدفن A من وسط الليل ليلة الأربعاء ونزل في حفرته علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم أخوه وشقران مولى رسول الله A وقال أوس بن خولى - وهو أبو ليلى - لعلي بن أبي طالب : أنشدك الله وحظنا من رسول الله A قال له علي Bه : انزل وكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان رسول الله A يلبسها فدفنها في القبر وقال : والله لا يلبسها أحد بعدك فدفنت مع رسول الله A انتهى .
_________ .
( 1 ) أبو داود في " باب اللحد " ص 102 - ج 2 ، والنسائي في " باب اللحد والشق " ص 283 ، والترمذي في " باب قول النبي A : اللحد لنا والشق لغيرنا " ص 124 ، وابن ماجه في " باب استحباب اللحد " ص 112 ، وأخرجه ابن سعد في " طبقاته " ص 72 - ج 3 ، القسم الثاني بلفظ : والشق لأهل الكتاب والبيهقي ص 408 - ج 3 .
( 2 ) وصححه ابن السكن " تلخيص " ص 163 .
( 3 ) وابن ماجه في " باب استحباب اللحد " ص 112 ، وأحمد : ص 362 - ج 5 ، بلفظ : والشق لأهل الكتاب والطيالسي : ص 92 ، وابن أبي شيبة : ص 127 - ج 3 ، والبيهقي : ص 408 - ج 3 ، وأبو اليقظان هو : عثمان بن عمير البجلي .
( 4 ) أحمد : ص 359 - ج 4 ، وله طريق آخر عند أحمد : ص 357 - ج 5 ، رواه عن عفان عن حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو بن مرة عن زاذان به وأبو جناب الكلبي مدلس .
( 5 ) قال الحافظ في " الدراية " سنده ضعيف اه .
( 6 ) ابن ماجه في " باب ما جاء في الشق " ص 113 ، قال الحافظ في " التلخيص " ص 163 : إسناده حسن .
( 7 ) أحمد في " مسنده " ص 24 - ج 2 عن وكيع عن العمري عن عبد الرحمن ابن القاسم عن أبيه عن عائشة أن النبي A ألحد له لحد اه .
( 8 ) في نسخة - دار الكتب المصرية " لا تصخبوا " " أحمد رضا البجنوري " .
( 9 ) ابن أبي شيبة في " مصنفه " ص 127 عن حجاج عن نافع به وأحمد في " مسنده " ص 24 - ج 2 عن العمري عن نافع به ولم يذكر أبا بكر ولا عمر .
( 10 ) ابن ماجه في " باب ذكر وفاة النبي A ودفنه " ص 118 ، واللفظ لابن هشام في آخر " سيرته " ص 375 - ج 2 ، رواه عن ابن إسحاق بإسناده بل كأنه ملفق والبيهقي : ص 408 - ج 3 ، مختصرا ورواه ابن سعد في " طبقاته " ص 74 - ج 3 ، القسم الثاني عن داود بن الحصين عن عكرمة به مختصرا إلى قوله : فألحد له قال الحافظ في " الدراية " في إسناده ضعف وقال في " التقريب " : حسين بن عبد الله ضعيف .
( 11 ) قوله : " اللهم خر لرسولك " هذا اللفظ ليس في السيرة بل هو في ابن ماجه .
( 12 ) في نسخة " ثم دخل الناس على رسول الله A "