ابن القاسم بن روحنا المارديني النشتبري ضياء الدين سمع ببغداد من شاتيل والمحاربي وابن كليب وابن الجوزي وبمصر من إسماعيل بن ياسين وبدمشق من الخنذوي والخشوعي قال بن الحاجب سألت الضياء عنه فقال صحبنا في السماع ببغداد وما رأينا منه إلا الخير وبلغنا أنه فقيه حافظ وقال الشريف عز الدين في الوفيات كان يذكر أنه ولد في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة وأنه أجاز له أبو الفتح الكروخي وقال الدمياطي مات في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وست مائة وقد جاوز المائة وكان فقيها عالما وقيد النشتبري بكسر النون والمثناة بينهما معجمة ساكنة ومع شهادة الدمياطي بأنه جاوز المائة ما قرأ بالإجازة عليه عن الكروخي ونحوه شيئا وقال بن النجار بلغني أنه ادعى الإجازة من موهوب الجواليقي والكروخي وجماعة روى عنهم وما أظن سنه يحتمل ذلك وقال الذهبي أحضر لنا الأمير محمد بن إسماعيل التيمي إجازة عتيقة قد أجاز فيها لعبدالخالق بن الأنجب النشتبري ولغيره في سنة إحدى وأربعين وخمس مائة جماعة منهم عبد الله بن الفراوي وعبد الخالق بن أبي أزهر وغيرهما صحيحة لا ريب فيها وإنما يخشى أن يكون باسم أخ له أكبر منه وإلا فقد رحل بن الحاجب وغيره بعدالعشرين فلم يعبأوا بذلك ولو عرفوا بها لكانت من أعلى ما يروي فكيف ممن تأخرت وكانت وفاة النشتبري سنة تسع وأربعين وست مائة وذكره أبو القاسم بن العديم في تاريخ حلب فقال في حقه الفقيه الشافعي المعروف بالحافظ فقيه فاضل له معرفة بالفقه والحديث واللغة وقد اجتمعت به في ربضها وسمعت منه شيأعن الحديث وذكر لي أنه قدم إلى حلب في رسالة ووجدته متطلبا إلى المقام بها وأوقفني على إجازة ادعى أنه اسمه فيها وفيها خط وجيه بن طاهر وأبي منصور الجواليقي وغيرهما من أهل عصرهما فوجدتها مزورة وقد قطع الوجهة الأولى وغيرها وكتب اسمه فيها وأراد أن يحكي خط الاستدعاء وقد بقى منه اسطر في الوجهة المقابلة للأولى فما حاكاه فأعاد على خطه وعلى الخط الذي يليه فيما بقي من الاستدعاء ليشبه الخط الأول والثاني فلم يشتبه علي وظهر لي التباين من الخطين وكان سماعه صحيحا لكنه أفسد نفسه بشرهه هذا وقال لي الشيخ نجم الدين الباذرأي قال لي إبراهيم بن أبي عيسى العجب من الحافظ بن الأنجب في كونه يزعم أن عمره مائة وعشر سنين وهو من اقرأني وكنا نتعاشر ونحن لم نبلغ الحلم وإنا ما بلغت الثمانين إلى الآن فمن أين جاءه زيادة ثلاثين سنة قلت فهذا الذي ذكره بن العديم هو المعتمد فإنه أخبر بالخط وطرائقه من الذهبي ولعل النشتبري لما لم ير الأمر راج على هذا الكتاب المطبق أعاده على الصفحتين ثانيا وطبقهما حتى لم يبق فيهما ظهور ريبة فراج ذلك على الذهبي وقد سمعنا من طريقه بهذه الإجازة ونستغفر الله من ذلك