141 - مسلمة بن القاسم القرطبي كان في أيام المستنصر الأموي ضعيف وقيل كان من المشبهة روى عن أبي جعفر الطحاوي وأحمد بن خالد بن الحباب انتهى قلت هذا رجل كبير القدر ما نسبه إلى التشبيه إلا من عاداه وله تصانيف في الفن وكانت له رحلة لقي فيها الأكابر قال أبو جعفر المالقي في تاريخه فيه نظر وهو مسلمة بن قاسم بن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم جمع تاريخا في الرجال شرط فيه أن لا يذكر إلا من أغفله البخاري في تاريخه وهو كثير الفوائد في مجلد واحد وقال أبو محمد بن حزم يكنى أبا القاسم كان أحد المكثرين من الرواية والحديث سمع الكثير بقرطبة ثم رحل إلى المشرق قبل العشرين وثلاث مائة فسمع بالقيروان وطرابلس والإسكندرية وأقريطش ومصر والقلزم وجدة ومكة واليمن والبصرة وواسط والأيلة وبغداد والمداين وبلاد الشام وجمع علما كثيرا ثم رجع إلى الأندلس فكف بصره أخبرني يحيى بن الهيثم رجل صالح لقيته بقرطبة وكان يلزم مجلس أحمد بن محمد بن الجور يحضر السماع عنده حسبة قال نام مسلمة بن قاسم ليلة في بيت المقدس وأبواب المسجد عليه مطبقة فاستيقظ في الليل فرأى مع نفسه أسدا عظيما راعه فسكن روعه وعاودته فلما أصبح سأل معبرا عنه فقال ذاك جبرائيل أما أنه سيكف بصرك فبادر غلى بلدك قال فكفت عينه الواحدة في البحر منصرفا وعمي بالأندلس وكان قوم بالأندلس يتحاملون عليه وربما كذبوه وسئل القاضي محمد بن يحيى بن مفرج عنه فقال لم يكن كذابا ولكن كان ضعيف العقل وقال عبد الله بن يوسف الأزدي يعني بن الفرضي كان مسلمة صاحب رأي وسر وكتاب وحفظ عليه كلام سوء في التشبيهات وتوفي يوم الإثنين لثمان بقين من جمادي الأولى سنة ثلاث وخمسين وهو بن ستين سنة ومن تصانيفه التاريخ الكبير والحلية وما روى الكبار عن الصغار وكتاب في الخط في التراب ضرب من القرعة