وقال أبو طالب عن أحمد ما أشك في كذبه وأنه يضع الحديث واتهمه مالك بن أنس فيما حكاه بن شاهين ولما حدث الرشيد أن جعفر بن محمد حدثه عن أبيه أن جبرائيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلّم وعليه قباء أسود ومنقطة جاء يحيى بن معين فقال له كذبت يا عدو الله وقال للشرطية خذوه قال يحيى فقلت لهم إن هذا يزعم أن جبرائيل نزل على نبي الله صلى الله عليه وسلّم وعليه قباء فقالوا لي والله هذا قاص كذاب فأخرجوه عني وقال فيه المعافي التميمي ... ويل وعول لأبي البختري ... إذ أتوا في الناس في المحشر ... ... من قوله الزور وإعلانه ... بالكذب في الناس على جعفر ... الأبيات وهي مشهورة ولما بلغ بن المهدي موته قال الحمد لله الذي أراح المسلمين منه وقال النسائي في التمييز ليس بثقة ولا يكتب حديثه كذاب خبيث وقال بن سعد كان شيخا مسنا من رجال قريش ولم يكن في الحديث بذاك يروي منكرات فترك حديثه وقال الحاكم روى عن جعفر وهشام الموضوعات وقد روى عنه الشافعي C تعالى ولم يجز امره وقال فيه سويد بن عمرو بن الزبير في أبيات ... إنا وجدنا بن وهب حين حدثنا ... عن النبي أضاع الدين والورعا ... ... يروي أحاديث من إفك مجمعة ... اف لوهب وما روى وما جمعا ... وقد روى عنه محمد بن أبي السري فقال حدثنا وهب بن عبد الرحمن القرشي نبه على ذلك عبد الغني في الإيضاح وذكره العقيلي في الضعفاء وقال لا أعلم له حديثا مستقيما كلها بواطيل وروى من طريق بن خليد عتبة بن حماد قال قال مالك ما بال أقوام إذا خرجوا من الحديث قالوا حدثنا جعفر بن محمد وهشام بن عروة فإذا رجعوا تحجروا في البيوت وقال بن عدي بعد أن ساق له أحاديث وهذه بواطيل وأبو البختري من الكذابين الواضعين وكان يجمع في كل حديث يرويه أسانيد من جسارته على الكذب ووضعه على الثقات ثم أخرج له حديثا متنه تسموا بخياركم واطلبوا الخير عند حسان الوجوه وإذا أتاكم كريم قوم فاكرموه هذا نوع آخر من الجسارة أن يجمع في متن واحد عدة أحاديث ومن أشنع ما رأيت من صنيع أبي البختري في الحكم ما ذكره بن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة ست وسبعين أن يحيى بن عبد الله بن الحسن لما خرج على الرشيد وأرسل إليه الفضل بن يحيى فأحضروه بالأمان قال فأحضره بحضرة أبي البختري ومحمد بن الحسن وغيرهما قال لمحمد ما تقول في هذا الأمان قال صحيح فحجه فيه فقال له لو كان محاربا ثم ولي كان آمنا فأمر أبا البختري أن ينظر في كتاب الأمان فقال منقوض من كذا وكذا فقال أنت قاضي القضاة وأنت أعلم بذلك ومزق الكتاب