ومنها الاسم الظاهر بأن يكون المقام يقتضي الإضمار فيعدل عنه إلى الظاهر وقد سبق الكلام عليه في أبواب التأكيد .
العاشر الأصل في الضمير عوده إلى أقرب مذكور ولنا أصل آخر وهو أنه إذا جاء مضاف ومضاف إليه وذكر بعدهما ضمير عاد إلى المضاف لأنه المحدث عنه دون المضاف إليه نحو لقيت غلام زيد فأكرمته فالضمير للغلام ومنه قوله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها 1 .
وعند التعارض راعى ابن حزم والماوردي الأصل الأول فقالا إن الضمير في قوله أو لحم خنزير فإنه رجس 2 يعود على الخنزير دون لحمه لقربه وقواه بعض المتأخرين لأن الضمير للمضاف دون المضاف إليه بأصل مطرد فقد يعود إلى المضاف إليه كقوله تعالى واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون 3 .
وكذا الصفة فإنها كما في قوله تعالى إني أرى سبع بقرات سمان 4 .
وللجمهور إن يقولوا وكذا عوده للأقرب ليس بمطرد فقد يخرج عن الأصل لدليل وإذا تعارض الأصلان تساقطا ونظر في الترجيح من خارج بل قد يقال عوده إلى ما فيه العمل بهما أولى كما يقوله الماوردي إن الضمير يعود إلى الخنزير لأن اللحم موجود فيه .
وأما قوله تعالى فظلت أعناقهم لها خاضعين 5 فأخبر خاضعين عن المضاف إليه ولو أخبر عن المضاف لقال خاضعة .
وأما قوله تعالى فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا 6 فقد عاد