فذلكة .
تستطيع مما سبق أن تفرق بين مرات جمع القرآن في عهوده الثلاثة عهد النبي وعهد أبي بكر وعهد عثمان Bهما فالجمع في عهد النبي كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ورقاع ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة وكان الغرض من هذا الجمع زيادة التوثق للقرآن وإن كان التعويل أيامئذ كان على الحفظ والاستظهار .
أما الجمع في عهد أبي بكر Bه فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات أيضا مقتصرا فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقا له بالتواتر والإجماع .
وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعا مرتبا خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه .
وأما الجمع في عهد عثمان Bه فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام واستنساخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية ملاحظا فيها تلك المزايا السالف ذكرها مع ترتيب سوره وآياته جميعا .
وكان الغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل لا تبديل لكلمت الله ذلك هو الفوز العظيم 10 يونس 64 .
الرد على ما يثار حول جمع القرآن من شبه .
كان القرآن ولا يزال هدفا لأعداء الإسلام يسددون إليه سهام المطاعن ويتخذون من علومه مثارا للشبهات يلفقونها زورا وكذبا ويروجونها ظلما وعدوانا .
من ذلك ما نقصه عليك في موضوعنا هذا مشفوعا بالتفنيد فيما يأتي .
الشبهة الأولى وهي تعتمد على سبع شبه .
يقولون إن في طريقة كتابة القرآن وجمعه دليلا على أنه قد سقط منه شيء وأنه ليس اليوم بأيدينا على ما زعم محمد أنه أنزل عليه .
واعتمدوا في هذه الشبهة على المزاعم الآتية .
أولا أن محمدا قال رحم الله فلانا لقد أذكرني كذا وكذا آية .
كنت أسقطتهن ويرى أنسيتهن .
فهذا الحديث فيه اعتراف من النبي نفسه بأنه أسقط عمدا بعض آيات القرآن أو أنسيها