قل لي بربك ألا يملكك العجب حين تقرأ هذا النص الكريم الذي يتفق وأحدث النظريات العلمية في الظواهر الطبيعية من سحاب ومطر وبرق .
النموذج الثاني يقول الله تعالى في سورة القيامة مبينا ومقررا كمال اقتداره على إعادة الإنسان وبعثه بعد موته أيحسب الإنسن ألن نجمع عظامه بلى قدرين على أن نسوى بنانه 75 القيامة 3 4 .
أرجو أن تقف قليلا عند تخصيصه البنان بالتسوية في هذا المقام .
ثم تستمع بعد ذلك إلى هذا العلم الوليد علم تحقيق الشخصية في عصرنا الأخير وهو يقرر أن أدق شيء وأبدعه في بناء جسم الإنسان هو تسوية البنان حتى إنه لا يمكن أن تجد بنانا لأحد يشبه بنان آخر بحال من الأحوال .
وقد انتهوا من هذا القرار إلى أن حكموا البنان في كثير من القضايا والحوادث فتبارك الله أحسن الخلقين 23 المؤمنون 14 ولا أريد أن أطيل عليك في هذا فمعجزات القرآن العلمية لها ميدان آخر .
إنما هي نظرة خاطفة نوضح بها المراد بعلوم القرآن ونوجه بها كلام السيوطي في الإتقان ونعتذر فيها عن ابن العربي في التأويل .
والله وحده هو المحيط بأسرار كتابه .
ولا يزال الكون وما يحدث في الكون من علوم وفنون وشؤون لا يزال كل أولئك يشرح القرآن ويفسره ويميط اللثام عن نواح كثيرة من أسراره وإعجازه مصداقا لقوله جل ذكره سنريهم ءاياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق 41 فصلت 53 .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون 12 يوسف 21 .
معنى علوم القرآن كفن مدون وموضوعه وفائدته .
أما بعد فقد تبين لك فيما سبق أن لفظ علوم القرآن يراد بمعناه الإضافي ما يشمل العلوم الدينية والعربية ونفيدك هنا أن هذا اللفظ نقل من ذلك المعنى الإضافي ثم جعل علما على الفن المدون وأصبح مدلوله بعد النقل وهو علم غير مدلوله قبل النقل وهو مركب إضافي ضرورة أن هذا الفن ليس هو مجموعة العلوم الدينية والعربية بل هو غيرها وإن كان مستمدا منها ومأخوذا عنها ويمكن أن نعرفه بأنه مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وقراءته وتفسيره وإعجازه وناسخه ومنسوخه ودفع الشبه عنه ونحو ذلك .
وموضوعه القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة في التعريف .
بخلاف علوم القرآن بالمعنى الإضافي فإن موضوعه هو مجموع موضوعات تلك العلوم المنضوية