والمراد بقوله على أريكته وهي السرير أنه ممن أطغته النعمة وألهته عن السعي في طلب العلم والبحث عن أحاديث الرسول .
وهذا الحديث يدل على أن ما صح ثبوته عن النبي قولا أو فعلا فهو حجة بنفسه كالقرآن الكريم .
ثم إن بيان السنة على وجوه شتى .
أحدها بيان المجمل في القرآن كبيان مواقيت الصلوات الخمس وعدد ركعاتها وكيفية ركوعها وسجودها وغير ذلك وبيان مقادير الزكاة وأوقاتها وأنواعها وبيان مناسك الحج ونحوها مما ورد في القرآن مجملا وبينته السنة ولذا قال خذوا عني مناسككم وقال صلوا كما رأيتموني أصلي .
قال أحمد بن حنبل السنة تفسير الكتاب وتبينه .
ثانيها بيان أحكام زائدة على ما جاء به القرآن كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها وتحريم أكل الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع والقضاء باليمين والشاهد وغير ذلك مما هو مقرر في علم الأصول والفقه .
ثالثها بيان معنى لفظ أو متعلقة كتفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى وبيان قوله تعالى لهم فيها أزواج مطهرة بأنها مطهرة من الحيض والغائط والنخامة والبزاق وتفسير قوله تعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم بأنهم يزحفون على أستاههم ويقولون حبة في شعيرة بدلا من امتثال قوله تعالى لهم وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة وغير ذلك مما خصص به العام أو قيد به المطلق وهو كثير في كتب السنة .
التعارض بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور وما يتبع في الترجيح بينهما .
ينبغي أن يعلم ان التفسير بالرأي المذموم ليس مرادا هنا لأنه ساقط من أول الأمر فلا يقوى على معارضة المأثور .
ثم ينبغي أن يعلم أن التعارض بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود معناه التنافي بينهما بأن يدل أحدهما على إثبات والآخر على نفي كأن كلا من المتنافيين وقف في عرض الطريق فمنع الآخر من السير فيه