في حلبته أنفاس الموهوبين من الفصحاء حتى شهدوا على أنفسهم بالعجز حين شاهدوا روائع الإعجاز ورأوا أن كلامهم وإن علا فهو طبعة الخلق أما القرآن فهو طبعة الخلاق .
صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون .
مقاصد القرآن الكريم .
بما أن الترجمة عرفا لا بد أن تتناول مقاصد الأصل جميعا فإنا نقفك على أن تعالى في إنزال كتابه العزيز ثلاثة مقاصد رئيسية أن يكون هداية للثقلين وأن يقوم آية لتأييد النبي وأن يتعبد الله خلقه بتلاوة هذا الطراز الأعلى من كلامه المقدس .
هداية القرآن .
وهداية القرآن تمتاز بأنها عامة وتامة وواضحة .
أما عمومها فلأنها تنتظم الإنس والجن في كل عصر ومصر وفي كل زمان ومكان قال الله سبحانه وأوحي إلي هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ وقال جلت حكمته وهذا كتب أنزلنه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها وقال عز اسمه قل يأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا عمت رحمته وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القراءن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يقومنا إنا سمعنا كتبا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس به من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين .
وأما تمام هذه الهداية فلأنها احتوت أرقى وأوفى ما عرفت البشرية وعرف التاريخ من هدايات الله والناس وانتظمت كل ما يحتاج إليه الخلق في العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات على اختلاف أنواعها وجمعت بين مصالح البشر في العاجلة والآجلة ونظمت علاقة الإنسان بربه وبالكون الذين يعيش فيه ووفقت بطريقة حكيمة بين مطالب الروح والجسد اقرأ إن شئت قوله سبحانه ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتمى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلوة وءاتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصبرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون وقال جل جلاله يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم