النعيم الحلال إنما هو سؤال تقرير وتوقيف له على نعمه التي أنعم بها عليه ألا يرى أن الله تعالى يوقفه على ذنوبه التي عصاه فيها ثم يغفرها له وإذا كان كذلك فسؤاله عباده عن النعيم الحلال أولى أن يكون سؤال تقرير لا سؤال حساب وانتقام .
وفيه حجة لأهل السنة أن أهل الذنوب من المؤمنين لا يكفرون بالمعاصي كما زعمت الخوارج وفيه حجة أيضا على المعتزلة في مغفرة الذنوب إلا الكبائر .
3 - .
( باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه ) .
أي هذا باب يذكر فيه لا يظلم المسلم المسلم الأول مرفوع على الفاعلية والثاني منصوب على المفعولية قوله ولا يسلمه بضم الياء يقال أسلم فلان فلانا إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه ويقال معنى لا يسلمه لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه .
2442 - حدثنا ( يحياى بن بكير ) قال حدثنا ( الليث ) عن ( عقيل ) عن ( ابن شهاب ) أن ( سالما ) أخبره أن ( عبد الله بن عمر ) رضي الله تعالى عنهما أخبره أن رسول الله قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ( الحديث 2442 - طرفه في 1596 ) .
مطابقته للترجمة ظاهرة ورجاله قد ذكروا غير مرة وعقيل بضم العين ابن خالد وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري وسالم هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب والحديث أخرجه البخاري أيضا في الإكراه عن يحيى وأخرجه مسلم وأبو داود جميعا والترمذي في الحدود وأخرجه النسائي في الرجم .
وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه الترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وعن عقبة بن عامر أخرجه أبو داود والنسائي من رواية أبي الهيثم عنه عن النبي قال من رأى عورة فسترها كان كمن أحيى موؤدة زاد الحاكم في ( المستدرك ) من قبرها وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعن ابن عباس أخرجه ابن ماجه من حديث عكرمة عنه عن النبي قال من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة وعن كعب بن عجرة أخرجه الطبراني من حديث محمد بن كعب القرظي عن كعب بن عجرة قال قال رسول الله من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورة ستر الله عليه عورته يوم القيامة ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته وعن مسلمة ابن مخلد أخرجه أحمد في ( مسنده ) من حديث أبي أيوب عنه أن النبي قال من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة الحديث وإسناده صحيح وعن أبي سعيد أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) من حديث يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عنه قال قال رسول الله لا يرى مؤمن من أخيه عورة فيسترها عليه إلا أدخله الله الجنة وعن جابر بن عبد الله أخرجه الطبراني أيضا في ( الأوسط ) من حديث محمد بن المنكدر عنه قال قال رسول الله من ستر على أخيه عورة فكأنما أحيا موؤدة وضعفه ابن عدي وعن نبيط بن شريط أخرجه الطبراني في ( الصغير ) عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط عن أبيه عن جده عن أبيه نبيط قال قال رسول الله من ستر عورة حرمة مؤمنة ستره الله من النار وعن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في ( كتاب الثواب ) من رواية محمد بن إسحاق العكاشي عن عمرو بن وثاب عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله من ستر مؤمنا فكأنما يستر الله D والعكاشي ضعيف