صمتها ولم يجوز الإجبار عليها والضحك رضا دلالة فإنه علامة السرور والفرح بما سمعت وقيل إذا ضحكت كالمستهزئة لم رضا بخلاف ما إذا بكت فإنه دليل السخط والكراهية .
وعمرو بن الربيع بن طارق الهلالي المصري مات سنة تسع عشرة ومائتين وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة زهير المكي الأحول القاضي على عبد بن الزبير وأبو عمرو مولى عائشة وخادمها واسمه ذكوان قد دبرته وكان من أفصح القراء .
والحديث أخرجه مسلم في النكاح عن إسحاق بن إبراهيم وغيره وأخرجه النسائي فيه عن إسحاق بن منصور .
قوله إن البكر تستحي بخلاف الثيب لأن كمال حيائها قد زال بممارسة الرجال قوله رضاها صمتها أي سكوتها وفي رواية ابن جريج قال سكوتها إذنها وفي لفظ له قال إذنها صماتها وفي رواية مسلم من طريق ابن جريج أيضا قال فكذلك إذنها إذا هي سكتت .
24 - .
( باب إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحها مردود ) .
أي هذا باب يذكر فيه إذا زوج ابنته والحال أنها كارهة فنكاحها مردود وقوله ابنته يشمل البكر والثيب قيل هذه الترجمة مخالفة للترجمة السابقة حيث قال باب نكاح الرجل ولده الصغار وأجيب بأن المراد بنته البالغة يدل عليه قوله وهي كارهة لأن هذه الصفة للبالغات .
8315 - حدثنا إسمااعيل قال حدثني مالك عن عبد الرحمان بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية عن خنساء بنت خذام الأنصارية أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فأتت رسول الله فرد نكاحه .
مطابقته للترجمة ظاهرة و ( إسماعيل ) هو ابن أبي أويس ابن أخت ( مالك ) ومالك يروي عن عبد الرحمن وهو يروي عن أبيه القاسم والقاسم يروي عن عبد الرحمن وأخيه مجمع بضم الميم وفتح الجيم وكسر الميم في آخره عين مهملة وهما ابنا يزيد بالياء آخر الحروف ابن جارية بالجيم ابن عامر بن العطاف الأنصاري الأوسي من بني عمرو بن عوف وهو ابن أخي مجمع بن جارية الصحابي الذي جمع القرآن في عهد النبي ومنه قيل إن المجمع بن يزيد صحبة وليس كذلك وإنما الصحبة لعمه مجمع بن جارية وليس لمجمع بن يزيد في البخاري سوى هذا الحديث وقد قرنه فيه بأخيه عبد الرحمن بن يزيد وعبد الرحمن ولد في زمن النبي فيما ذكره العسكري وغيره وهو أخو عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه وقال ابن سعد ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز لما كان أمير المدينة ومات سنة ثلاث وتسعين وقيل سنة ثمان ووثقه جماعة وما له في البخاري سوى هذا الحديث .
قوله عن خنساء بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وبالسين المهملة والمد بنت خذام بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الذال المعجمة وقيل اسم أبيه وديعة والصحيح أن اسم أبيه خالد ووديعة اسم جده وقال أبو عمر خنساء بنت خذام بن وديعة الأنصارية من الأوس وفي التوضيح خنساء اسمها زينب بنت خذام وفي رواية لأبي موسى المديني في كتابه اسمها ربعة بدل خنساء واستغربه وفي رواية أم ربعة ولعلها كنيتها وكان خذام من أهل مسجد الضرار ومن داره أخرج ووقع في طريق محمد بن إسحاق خناس بضم الخاء وتخفيف النون على وزن فلان وهو مشتق من خنساء كما يقال زناب في زينب قوله أن أباها زوجها وهي ثيب ووقع في رواية الثوري أن أباها زوجها وهي بكر وقال أبو عمر وذكر ابن المبارك عن الثوري عن ( عبد الرحمن بن القاسم ) عن عبد الله بن يزيد بن وديعة عن خنساء بنت خذام أنها كانت يومئذ بكرا والصحيح نقل مالك في ذلك وروي عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن محمد أن رجلا من الأنصار تزوج خنساء بنت خذام فقتل عنها يوم أحد فأنكحها أبوها رجلا فأتت النبي فقالت إن أبي أنكحني وإن عم ولدي أحب إلي فهذا يدل على أنها ولدت من زوجها الأول وقال الواقدي واسمه بن قتادة وقيل اسمه وأنه استشهد ببدر وروى الدارقذني والذبراني من طريق هشيم عن عمرو بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة أن خنساء بنت خذام زوجها أبوها وهي كارهة فأتت النبي