عن ( أبي هريرة ) قال قسم النبي يوما بين أصحابه تمرا فأعطى كل إنسان سبع تمرات فأعطاني سبع تمرات إحداهن حشفة فلم يكن فيهن تمرة أعجب إلي منها شدت في مضاغي .
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه إشعارا لبيان ما كان النبي وأصحابه يأكلون وأنه في غالب الأوقات التمر ويقنعون باليسير من ذلك .
وأبو النعمان محمد بن الفضل الذي يقال له عارم السدوسي البصري وعباس بالباء الموحدة والسين المهملة ابن فروج بفتح الفاء وتشديد الراء المضمومة وبالجيم الجريري بضم الجيم وفتح الراء الأولى البصري وهو نسبة إلى جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن بكر بن وائل وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي بفتح النون نسبة إلى نهد بن زيد بن ليث بن سودين ألحاف بن قضاعة .
والحديث أخرجه الترمذي في الزهد عن عمرو بن علي وأخرجه النسائي في الوليمة عن محمد بن عبد الأعلى وأخرجه ابن ماجه في الزهد عن أبي بكر بن أبي شيبة .
قوله حشفة وهو أردأ التمر وهو الذي لم يطب في النخلة ولم يتناهى طيبه فييبس قوله منها أي من الحشفة قوله شدت الضمير فيه يرجع إلى الحشفة قوله في مضاغى بفتح الميم عند الأصيلي وكسرها وقال ابن الأثير المضاغ بالفتح الطعام يمضغ وهو المضغ نفسه يقال لقمة لينة المضاغ وشديدة المضاغ أراد أنها كانت قوية عند مضغها وطال مضغه لها كالعلك فلذلك قال فلم يكن فيهن تمرة أعجب إلي منها .
5412 - حدثنا ( عبد الله بن محمد ) حدثنا ( وهب بن جرير ) حدثنا ( شعبة ) عن ( إسماعيل ) عن ( قيس ) عن ( سعد ) قال رأيتني سابع سبعة مع النبي مالنا طعام إلا ورق الحبلة أو الحبلة حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خسرت إذا وضل سعيي .
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه إشعارا لبيان ما كان وأصحابه في قلة من العيش مع القناعة والرضا بما قسم الله D .
وعبد الله بن محمد المعروف بالمسندي وإسماعيل هو ابن أبي خالد وقيس هو ابن أبي حازم وسعد هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة بالجنة ووقع في ( التوضيح ) عن قيس بن سعد عن أبيه كأنه توهمه أنه قيس بن سعد ابن عبادة وهو غلط فاحش ووقع في رواية مسلم عن قيس سمعت سعد بن أبي وقاص .
والحديث قد مضى في مناقب سعد فإنه أخرجه هناك عن عمرو بن عون عن خالد عن عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال سمعت سعدا إلى آخره وفي آخره وكانوا وشوابه إلى عمر رضي الله تعالى عنه قالوا لا يحسن يصلي ومضى الكلام فيه هناك .
قوله رأيتني أي رأيت نفسي قوله سابع سبعة مع النبي أراد به أنه كان قديم الإسلام وأنه سابع من أسلم أولا ووقع عند أبي خيثمة هؤلاء السبعة وهم أبو بكر وعثمان وعلي وزيد بن حارثة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهم قوله ما لنا طعام إلا ورق الحبلة أشار به إلى أنهم كانوا في ذلك الوقت في قلة وضيق معيشة ولم يكن طعامهم إلا من ورق الحبلة بفتح الحاء وسكون الباء الموحدة وهو ثمر السمر يشبه اللوبيا وقيل ثمر العضاء وهو شجر له شوك كالطلح والعوسج قوله أو الحبلة شك من الراوي وهو بضم الحاء والباء معا ولم يقع عند الأصيلي إلا الأول والحبلة بفتحتين ورق الكرم وقال الجوهري وربما سكن الباء قوله ثم أصبحت بنو أسد قيل أراد به قبيلة عمر رضي الله تعالى عنه إذ هو من بني أسد كذا نقله الكرماني وهو غير صحيح ولكنه معذور لأنه نقله من كلام ابن بطال حيث قال وعمر بن الخطاب من بني أسد وهذا خلاف الإجماع على أن عمر رضي الله تعالى عنه من رهط عدي بن كعب وليسوا من بني أسد قوله تعزرني ويروى يعزروني من التعزير بمعنى التأديب أي يؤدبونني على الإسلام ويعلمونني أحكامه وذلك أنهم كانوا وشوا به إلى عمر رضي الله تعالى عنه حتى قالوا لا يحسن يصلي وأصل التعزير التأديب ولهذا يسمى الضرب دون الحد التعزير قوله خسرت إذا جواب وجزاء أي إن كنت كما قالوا محتاجا إلى تأديبهم وتعليمهم خسرت حينئذ