البخاري وفي أجاز إلى بعض الناس فإن كان مراده من قوله فأجاز أي أبو حنيفة ففيه سوء الأدب فحاشا أبو حنيفة من ذلك فدينه المتين وورعه المحكم يمنعه عن ذلك قوله وقال قال النبي أي قال البخاري قال النبي وأراد بهذا الحديث المعلق الذي مضى موصولا بأتم منه في أوائل كتاب البيوع الاستدلال على حرمة الخداع بين المسلمين في معاقداتهم قوله لا داء أي لا مرض ولا خبثة بكسر الخاء المعجمة أي لا يكون وحكى الضم أيضا وقال الهروي الخبثة أن يكون البيع غير طيب كأن يكون من قوم لم يحل سبيهم لعهد تقدم لهم وقال ابن التين وهذا في عهد الرقيق قيل إنما خصه بذلك لأن الخبر إنما ورد فيه قوله ولا غائلة وهو أن يأتي أمرا سوءا كالتدليس ونحوه وقال الكرماني الغائلة الهلاك أي لا يكون فيه هلاك مال المشتري والأصل عنده من يرى هذا الاحتيال في هذه الصورة وغيرها هو أن إبطال الحقوق الثابتة بالتراضي جائز .
6981 - حدثنا ( مسدد ) حدثنا يحياى عن سفيان قال حدثني إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أن أبا رافع ساوم سعد بن مالك بيتا بأربعمائة مثقال وقال لولا أني سمعت النبي يقول الجار أحق بصقبه ما أعطيتك .
قد مر الكلام فيه عن قريب عند قوله حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان الخ وهو بعين ذلك الحديث غير أنه أخرجه هنا عن مسدد عن ( يحيى ) القطان عن ( سفيان ) الثوري وهناك عن أبي نعيم عن سفيان عن إبراهيم الخ ومضى الكلام فيه .
بسم الله الرحمان الرحيم .
ثبتت البسملة هنا لجميع الرواة .
( كتاب التعبير ) .
أي هذا كتاب في بيان التعبير وقال الكرماني قالوا الفصيح العبارة لا التعبير وهي التفسير والإخبار بما يؤول إليه أمر الرؤيا والتعبير خاص بتفسير الرؤيا وهي العبور من ظاهرها إلى باطنها وقيل هو النظر في الشيء فتعبير بعضه ببعض حتى يحصل على فهمه وأصله من العبر بفتح العين وسكون الباء وهو التجاوز من حال إلى حال والاعتبار والعبرة الحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد ويقال عبرت الرؤيا بالتخفيف إذا فسرتها وعبرتها بالتشديد لأجل المبالغة في ذلك .
1 - .
( باب أول ما بدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة ) .
أي هذا باب فيه أول ما بدىء به وهكذا وقع في رواية النسفي والقابسي وكذا وقع لأبي ذر مثله إلا أنه سقط له عن غير المستملي لفظ باب ووقع لغيرهم باب التعبير وأول ما بدىء به الخ والرؤيا ما يراه الشخص في منامه وهي على وزن فعلى وقد تسهل الهمزة وقال الواحدي هو في الأصل مصدر كالبشري فلما جعلت اسما لما يتخيله النائم أجريت مجرى الأسماء وقال ابن العربي الرؤيا إدراكات يخلقها الله D في قلب العبد على يدي ملك أو شيطان إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما تخليط ونظيرها في اليقظة الخواطر فإنها قد تأتي على نسق في قصد وقد تأتي مسترسلة غير محصلة .
وروى الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال لقي عمر عليا Bهما فقال يا أبا الحسن الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب قال نعم سمعت رسول الله يقول ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلىء نوما إلا يخرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فتلك التي تكذب قال الذهبي في تلخيصه هذا حديث منكر ولم يصححه المؤلف ولعل الآفة من