مريض الواو فيه للحال قوله فقلنا أصلحك الله يحتمل أنه أراد الدعاء بالصلاح في جسمه ليعافى من مرضه أو أعم من ذلك وهي كلمة اعتادوها عند افتتاح الطلب قوله فبايعنا بفتح العين أي فبايعنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ولفظ بايع ماض وفاعله الضمير الذي فيه ونا مفعوله ويروى فبايعنا بإسكان العين أي فبايعنا نحن رسول الله .
قوله فقال فيما أخذ علينا أي فيما اشترط علينا قوله أن بايعنا بفتح العين وكلمة أن بفتح الهمزة مفسرة قوله على السمع والطاعة أي لله ولرسوله قوله في منشطنا بفتح الميم وسكون النون وفتح الشين المعجمة أي في حالة نشاطنا وقال ابن الأثير المنشط مفعل من النشاط وهو الأمر الذي ينشط له ويخف إليه ويؤثر فعله وهو مصدر بمعنى النشاط قوله ومكرهنا أي ومكروهنا وقال الداودي أي في الأشياء التي تكرهونها قلت المكره أيضا مصدر وهو ما يكره الإنسان ويشق عليه قوله وعسرنا ويسرنا أي في حالة العسر وحالة اليسر قوله وأثرة علينا بفتح الهمزة والثاء المثلثة أي على استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم وحاصل الكلام أن طواعيتهم لمن يتولى عليهم لا يتوقف على إيصالهم حقوقهم بل عليهم الطاعة ولو منعهم حقهم قوله وأن لا ننازع الأمر أهله عطف على قوله أن بايعنا والمراد بالأمر الملك والإمارة وزاد أحمد من طريق عمير بن هانىء عن جنادة وإن رأيت أن لك في الأمر حقا فلا تعمل بذلك الرأي بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج عن الطاعة قوله إلا أن تروا كفرا أي بايعنا قائلا إلا أن تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الإسلام إذ عند ذلك تجوز المنازعة بالإنكار عليهم وقال النووي المراد بالكفر هنا المعاصي وقال الكرماني الظاهر أن الكفر على ظاهره والمراد من النزاع القتال قوله بواحا بفتح الباء الموحدة وتخفيف الواو وبالحاء المهملة أي ظاهرا باديا من قولهم باح بالشيء يبوح به بوحا وبواحا إذا أذاعه وأظهره وأنكر ثابت في الدلائل بواحا وقال إنما يجوز بوحا بسكون الواو وبؤاحا بضم الباء والهمزة الممدودة وقال النووي هو في معظم النسخ من مسلم بالواو وفي بعضها بالراء وقال الخطابي من رواه بالراء فهو قريب من هذا المعنى وأصل البراح الأرض القفراء التي لا أنيس فيها ولا بناء وقيل البراح البيان يقال برح الخفاء إذا ظهر ووقع في رواية حبان أبي النضر إلا أن يكون معصية لله بوحا ووقع عند الطبراني من رواية أحمد بن صالح عن ابن وهب في هذا الحديث كفرا صراحا بضم الصاد المهملة ثم بالراء قوله برهان أي نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل وقال الداودي الذي عليه العلماء في أمراء الجور أنه إن قدر على خلعه بغير فتنة ولا ظلم وجب وإلا فالواجب الصبر وعن بعضهم لا يجوز عقد الولاية لفاسق ابتداء فإن أحدث جورا بعد أن كان عدلا اختلفوا في جواز الخروج عليه والصحيح المنع إلا أن يكفر فيجب الخروج عليه .
7057 - حدثنا ( محمد بن عرعرة ) حدثنا ( شعبة ) عن ( قتادة ) عن ( أنس بن مالك ) عن ( أسيد بن حضير ) أن رجلا أتى النبي فقال يا رسول الله استعملت فلانا ولم تستعملني قال إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني .
انظر الحديث 3792 .
مطابقته للترجمة تؤخذ من معناه .
ومحمد بن عرعرة القرشي البصري وأسيد مصغر أسد وحضير بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة ابن سماك بن عتيك أبي عبيد الأنصاري الأشهلي .
والحديث مضى في فضائل الأنصار عن بندار ومضى الكلام فيه .
قوله استعملت فلانا أي قلدته عملا قوله إنكم سترون إلى آخره قال الداودي هو كلام ينفي بعضه وهو كلام ليس من الأول إلا أنه أخبر عن هذا الرجل ممن يرى الأثرة وأوصاهم بالصبر وقال صاحب التوضيح إنه كلام وإنه جواب لما ذكر انتهى قلت هذا ليس بشيء وكيف هو جواب يطابق كلام الرجل بل الذي يقال إن غرضه أن استعمال فلان ليس لمصلحته خاصة بل لك ولجميع المسلمين نعم نصير بعدي الاستعمالات خاصة فيصدق