هذا الحديث قد مضى قبل هذا الباب عن قريب أخرجه عن يحيى عن وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن عبد الله وهنا أخرجه عن ( موسى بن إسماعيل ) البصري الذي يقال له التبوذكي و ( عبد الواحد ) هو ابن زياد يروي عن سليمان ( الأعمش ) عن ( إبراهيم ) النخعي عن ( علقمة ) عن قيس عن عبد الله بن مسعود .
قوله في بعض حرث أي زرع ويروى في خرب بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء وقد تقدم هذا عن قريب قوله سلوه عن الروح اختلفوا في الروح المسؤول عنها فقيل هي الروح التي تقوم بها الحياة وقيل الروح المذكورة في قوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا والأول هو الظاهر قوله وما أوتيتم من العلم إلا قليلا كذا في رواية الأكثرين وفي رواية الكشميهني وما أوتيتم على وفق القراءة المشهورة ويؤيد الأول قول الأعمش هكذا في قراءتنا وقال ابن بطال غرضه الرد على المعتزلة في زعمهم أن أمر الله مخلوق فبين أن الأمر هو قوله تعالى للشيء كن فيكون وغيرها بأمره له فإن أمره وقوله بمعنى واحد وإنه بقول كن حقيقة وإن الأمر غير الخلق لعطفه عليه بالواو في قولهألا له الخلق والأمر .
30 - .
( باب قول الله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ياأيها النبى إنآ أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا .
إن ربكم الله الذى خلق السماوات والارض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشى اليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ) .
هذا باب في قول الله D الخ قوله تعالى قل لو كان البشر ساق الآية كلها في رواية كريمة وفي رواية أبي زيد المروزي قل لو كان البشر مدادا لكلمات ربي إلى آخر الآية وسبب نزوله أن اليهود قالوا لما نزل قوله آ أ ؤ إ ئ الله 0الإسراء85ف كيف وقد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء فنزلت هذه الآية والمعنى لو كان البحر مدادا للقلم والقلم يكتب لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي لأنها أعظم من أن يكون لها أمد لأنها صفة من صفات ذاته فلا يجوز أن يكون لها غاية ومنتهى وأخرج عبد الرزاق في تفسيره من طريق أبي الجوزاء لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحور مدادا لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات الله تعالى وعن معمر عن قتادة إن المشركين قالوا في هذا القرآن يوشك أن ينفد فنزلت والنفاد الفراغ وسمي المداد مدادا لإمداده الكاتب وأصله من الزيادة فإن قلت الكلمات لأقل العدد وأقلها عشرة فما دونها فكيف جاء هنا قلت العرب تستغني بالجمع القليل عن الكثير وبالعكس قال تعالى وهم في الفرقان آمنون وغرف الجنة أكثر من أن تحصى قوله أي بمثل البحر زيادة فإن قلت قال في أول الآية مدادا وفي آخرها مددا وكلاهما بمعنى واشتقاقهما غير مختلف قلت لأن الثانية آخر الآية فروعي فيها السجع وهو الذي يقال في القرآن الفواصل وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة مدادا مثل الأول .
قوله ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام الآية وسبب نزول هذه الآية أن المشركين قالوا القرآن كلام قليل يوشك أن ينفد فنزلت ومعنى الآية لو كان شجر الأرض أقلاما وكان البحر ومعه سبعة أبحر مدادا ما نفدت كلمات الله وقيل فيه حذف تقديره فكتبت بهذه الأقلام وهذه الأبحر كلمات الله تعالى لتكسرت الأقلام ونفدت البحور ولم تنفد كلمات الله قوله من بعده أي من خلفه تكتب وقال أبو عبيدة البحر هنا العذب فأما الملح فلا تثبت فيه الأقلام .
قوله إن ربكم الله الذي خلق السماوات الآية بين الله D أن المنفرد بقدرة الإيجاد هذا الذي يجب أن يعبد دون غيره واختلفوا أي يوم بدأ بالخلق على ثلاثة أقوال أحدها يوم السبت كما جاء في صحيح مسلم والثاني يوم الأحد قاله عبد الله بن سلام وكعب والضحاك ومجاهد واختاره ابن جرير الطبري وبه يقول أهل التوراة الثالث يوم الاثنين قاله إسحاق وبه يقول أهل الإنجيل ومعنى