الخلق وهو قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة 54 ففي الصحيح لما فرغ الله من الخلق وقضى القضية كتب كتابا عند فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي .
سورة الأعراف .
أقول مناسبة وضع هذه السورة عقب سورة الأنعام فيما ألهمني الله سبحانه أن سورة الأنعام لما كانت لبيان الخلق وقال فيها هو الذي خلقكم من طين 2 وقال في بيان القرون كم أهلكنا من قبلهم من قرن 6 وأشير فيها إلى ذكر المرسلين وتعداد كثير منهم وكانت الأمور الثلاثة على وجه الإجمال لا التفصيل ذكرت هذه السورة عقبها لأنها مشتملة على شرح الأمور الثلاثة وتفصيلها .
فبسط فيها قصة خلق آدم ابلغ بسط بحيث لم تبسط في سورة كما بسطت فيها وذلك تفصيل إجمال قوله خلقكم من طين 6 2 ثم فصلت قصص المرسلين وأممهم وكيفية إهلاكهم تفصيلا تاما شافيا مستوعبا لم يقع نظيره في سورة غيرها وذلك بسط حال القرون المهلكة ورسلهم فكانت هذه السورة شرحا لتلك الآيات الثلاث .
وأيضا فذلك تفصيل قوله وهو الذي جعلكم خلائف الأرض 6 165 ولهذا صدر هذه السورة بخلق آدم الذي جعله الله في الأرض