وقد ذكر عن ابن عباس في ترتيب نزول السور أن المدثر نزلت عقب المزمل أخرجه ابن الضريس وأخرجه غيره عن جابر بن زيد .
سورة القيامة .
أقول لما قال سبحانه في آخر المدثر كلا بل لايخافون الآخرة 53 بعد ذكرالجنة والنار وكان عدم خوفهم إياها لإنكارهم البعث ذكر في هذه السورة الدليل على البعث ووصف يوم القيامة وأهواله وأحواله ثم ذكر ما قبل ذلك من مبدأ الخلق فذكرت الأحوال في هذه السورة على عكس ما هي في الواقع .
سورة الإنسان .
أقول وجه اتصالها بسورة القيامة في غاية الوضوح فإنه تعالى ذكر في آخر تلك مبدأ خلق الإنسان من نطفة ثم ذكر مثل ذلك في مطلع هذه السورة مفتتحا بخلق آدم أبي البشر .
ولما ذكر هناك خلقه منهما قال هنا فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى 39 ولما ذكر هناك خلقه منهما قال هنا فجعلناه سميعا بصيرا 2 فعلق به غير ما علق بالأول ثم رتب عليه هداية السبيل وتقسيمه إلى شاكر وكفور ثم أخذ في جزاءكل .
ووجه آخر هو أنه لما وصف حال يوم القيامة في تلك السورة ولم يصف فيها حال النار والجنة بل ذكرهما على سبيل الإجمال فصلهما في هذه