وقال تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين .
فأما الكلام في الوجه الثالث وهو الذي بيناه من الإعجاز الواقع في النظم والتأليف والرصف فقد ذكرنا من هذا الوجه وجوها .
منها أنا قلنا إنه نظم خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلامهم ومباين لأساليب خطابهم .
ومن ادعى ذلك لم يكن له بد من أن يصحح أنه ليس من قبيل الشعر ولا السجع ولا الكلام الموزون غير المقفى لأن قوما من كفار قريش ادعوا أنه شعر .
ومن الملحدة من يزعم أن فيه شعرا .
ومن أهل الملة من يقول إنه كلام مسجع إلا أنه أفصح مما قد اعتادوه من أسجاعهم .
ومنهم من يدعى أنه كلام موزون .
فلا يخرج بذلك عن أصناف ما يتعارفونه من الخطاب