أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله .
والمعنى : أن جميع ما في السماوات والأرض مختصة به خلقا وملكا وعلما فكيف يخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجتهدون في سترها عن العيون وإخفائها وسينبئهم يوم القيامة بما أبطنوا من سوء أعمالهم وسيجازيهم حق جزائهم . والخطاب والغيبة في قوله : " قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه " يجوز أن يكونا جميعا للمنافقين على طريق الالتفات . ويجوز أن يكون " ما أنتم عليه " عاما ؛ و " يرجعون " للمنافقين والله أعلم .
عن رسول الله A : ( من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي ) .
سورة الفرقان .
مكية وآياتها سبع وسبعون .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا " البركة : كثرة الخير وزيادته . ومنها : " تبارك الله " الأعراف : 54 وفيه معنيان : تزايد خيره وتكاثر . أو تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في صفاته وأفعاله . والفرقان : مصدر فرق بين الشيئين إذا فصل بينهما وسمي به القرآن لفصله بين الحق والباطل . أو لأنه لم ينزل جملة واحدة ولكن مفروقا مفصولا بين بعضه وبعض في الإنزال . ألا ترى إلى قوله : " وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " الإسراء : 106 وقد جاء الفرق بمعناه . قال : ومشركي كافر بالفرق وعن ابن الزبير Bه : على عباده وهم رسول الله A وأمته كما قال : " لقد أنزلنا إليكم " الأنبياء : 10 ، " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا " البقرة : 136 . والضمير في " ليكون " لعبده أو للفرقان . ويعضد رجوعه إلى الفرقان قراءة ابن الزبير " للعالمين " للجن والإنس " نذيرا " منذرا أي مخوفا أو إنذارا كالنكير بمعنى الإنكار . ومنه قوله تعالى : " فكيف كان عذابي ونذر " القمر : 16 ، 18 ، 21 ، 30 " الذي له " رفع على الإبدال من الذي نزل أو رفع على المدح أو نصب عليه . فإن قلت : كيف جاز الفصل بين البدل والمبدل منه ؟ قلت : ما فصل بينهما بشيء ؛ لأن المبدل منه صلته نزل . و ( ليكون ) تعليل له فكأن المبدل منه لم يتم إلا به . فإن قلت : في الخلق معنى التقدير فما معنى قوله : " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " كأنه قال : وقدر كل شيء فقدره ؟ قلت : المعنى أنه أحدث كل شيء إحداثا مراعا فيه التقدير والتسوية فقدره وهيأه لما يصلح له مثاله : أنه خلق الإنسان على هذا الشكل المقدر المسوى الذي تراه فقدره للتكاليف والمصالح المنوطة به في بابي الدين والدنيا وكذلك كل حيوان وجماد جاء به على الجبلة المستوية المقدرة بأمثله الحكمة والتدبير فقدره لأمر ما ومصلحة مطابقا لما قدر له غير متجاف عنه أو سمي إحداث الله خلقا لأنه لا يحدث شيئا لحكمته إلا على وجه التقدير من غير تفاوت فإذا قيل : خلق الله كذا فهو بمنزلة قولك : أحدث وأوجد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق فكأنه قيل : وأوجد كل شيء فقدره في إيجاده لم يوجده متفاوتا . وقيل : فجعل له غاية ومنتهى . ومعناه : فقدره للبقاء إلى أمد معلوم .
" واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا " الخلق بمعنى الافتعال كما في قوله تعالى : " إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا " العنكبوت : 17 والمعنى : أنهم آثروا على عبادة الله سبحانه عبادة آلهة لا عجز أبين من عجزهم لا يقدرون على شيء من أفعال الله ولا من أفعال العباد حيث لا يفتعلون شيئا وهم يفتعلون لأن عبدتهم يصنعونهم بالنحث والتصوير " ولا يملكون " أي : لا يستطيعون لأنفسهم دفع ضرر عنها أو جلب نفع إليها وهم يستطيعون وإذا عجزوا عن الافتعال ودفع الضرر وجلب النفع التي يقدر عليها العباد كانوا عن الموت والحياة والنشور التي لا يقدر عليها إلا الله أعجز .
" وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم ءاخرونفقد جاءو ظلما وزورا "