إني أعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله . ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت وأشار إليها تعظيم لها وتقريب دالا على أنها موطن نبيه ومهبط وحيه . ووصف ذاته بالتحريم الذي هو خاص وصفها فأجزل بذلك قسمها في الشرف والعلو ووصفها بأنها محرمة لا ينتهك حرمتها إلا ظالم مضاد لربه " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " الحج : 25 لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها . واللاجئ إليها آمن . وجعل دخول كل شيء تحت ربوبيته وملكوته كالتابع لدخولها تحتهما . وفي ذلك إشارة إلى أن ملكا ملك مثل هذه البلدة عظيم الشأن قد ملكها وملك إليها كل شيء : اللهم بارك لنا في سكناها وآمنا فيها شر كل ذي شر ولا تنقلنا من جوار بيتك إلا إلى دار رحمتك . وقرئ : التي حرمها . واتل عليهم هذا القرآن : عن أبي وأن أتل : عن ابن مسعود . " فمن اهتدى " باتباعه إياي فيما أنا بصدده من توحيد الله ونفي الأنداد عنه والدخول في الملة الحنيفية واتباع ما أنزل علي من الوحي ؛ فمنفعة اهتدائه راجعة إليه لا إلي " ومن ضل " ولم يتبعني فلا علي وما أنا إلا رسول منذر وما على الرسول إلا البلاغ . ثم أمره أن يحمد الله على ما خوله من نعمة النبوة التي لا توازيها نعمة وأن يهدد أعداءه بما سيريهم الله من آياته التي تلجئهم إلى المعرفة وافقرار بأنها آيات الله . وذلك حين لا تنفعهم المعرفة . يعني في الآخرة . عن الحسن وهن الكلبي : الدخان وانشقاق القمر . وما حل بهم من نقمات الله في الدنيا . وقيل : هو كقوله : " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم " الآية فصلت : 53 . وكل عمل يعملونه فالله عالم به غير غافل عنه لأن . الغفلة والسهو لا يجوزان على عالم الذاتن وهو من وراء جزاء العاملين . قرئ : تعلمون بالتاء والياء .
عن رسول الله A : من قرأي طس سليمان كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله .
سورة القصص .
مكية وآياتها ثمان وثمانون .
بسم الله الرحمن الرحيم .
" طسم تلك ءايات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون " " من نبأ موسى وفرعون " مفعول نتلو أيش : نتلو عليك بعض خبرهما " بالحق " محقين كقوله تنبت بالدهن " لقوم يؤمنون " لمن سبق في علمنا أنه يؤمن لأن التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم .
" إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين " " إن فرعون " جملة مستأنفة كالتفسير للمجمل كأن قائلا قال : وكيف كان نبؤهما فقال : إن فرعون " علا في الأرض " يعني أرض مملكته قد طغى فيها وجاوز الحد في الظلم والعسف " شيع " فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه لا يملك أحد منهم أن يلوي عنقه . قال الأعشى : .
وبلدة يرهب الجواب دلجتها ... حتى تراه عليها يبتغي الشيعا .
أو يشيع بعضهم بعضا في طاعته . أو أصنافا في استخدامه يتسخر صنفا في بناء وصنفا في حرث وصنفا في حفر ومن لم يستعمله رب عليه الجزية أو فرقا مختلفة قد أغرى بينهم العداوة وهم بنو إسرائيل والقبط . والطائفة المستضعفة : بنو إسرائيل : وسبب ذبح الأبناء : أن كاهنا قال له : يولد مولوده في بني إسرائيل يذهب ملكك على يده . وفيه دليل بينعلى ثخانة حمق فرعون فإنه إن صدق الكاهن لم يدفع القتل الكائن وإن كذب فما وجه القتل ؟ و " يستضعف " حال من الضمير في " وجعل " أو صفة لشيعا . أو كلام مستأنف . و " يذبح " بدل من يستضعف . وقوله : " إنه كان من المفسدين " بيان أن القتل ما كان إلا فعل المفسدين فحسب لأنه فعل لا طائل تحته صدق الكاهن أو كذب .
" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون "