الحديث العشرون .
[ عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري Bه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ] رواه البخاري .
معنى قوله [ من كلام النبوة الأولى ] أن الحياء لم يزل ممدوحا مستحسنا مأمورا به لم ينسخ في شرائع الأنبياء الأولين وقوله [ فاصنع ما شئت ] فيه وجهان أحدهما : أن يكون خرج بلفظ الأمر على معنى الوعيد والتهديد ولم يرد به الأمر كقوله [ اعملوا ما شئتم ] فإنه وعيد : لأنه قد بين لهم ما يأتونه وما يتركون وكقول النبي A [ من باع الخمر فليشقص الخنازير ] لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير الوجه الثاني : أن معناه : ائت كل ما لم يستحيا منه إذا ظهر فاعله ونحو هذا قوله A [ الحياء من الإيمان ] معناه : أنه لما كان يمنع صاحبه من الفواحش ويحمل على البر والخير كما يمنع الإيمان صاحبه من ذلك ويحمله على الطاعات صار بمنزلة الإيمان لمساواته له في ذلك والله أعلم